فضائح بالجملة واخريات بجلجلة!

 رياض الحسيني

كاتب صحفي وناشط سياسي عراقي مستقل

www.riyad.bravehost.com

في زمن الانترنت والفضائيات وبرامج الشات ليس عصيا على اي منا الحصول على مايريد وهو جالس في مكانه من دون الحاجة لنيل المراد الى خرائط ابن بطوطة او الى سفينة ماجلان حتى! بل احيانا تاتيك كل المعلومات من دون حتى بحث ولا سؤال، ففي الاونة الاخيرة نشط مايسمى "الكروب ميل" او البريد الجماعي وعن طريقه تحصل على الاخبار والاحداث بل والفضائح ايضا!  وهذا من جملة ماوصلني عبر البريد خلال الايام الفائتة:

1.     "غراب الكنيسة" وفيه ان احد السياسيين العراقيين المستقلين وبعد فشل مشروعه "التنموي" باثبات ان غالبية الشعب العراقي لايحب الاحزاب و "لايواطنها بعيشة الله" فقد تحول بين ليلة وضحاها من داعم للمستقلين وامين لتجمعهم الى نائب لرئيس احد الاحزاب الدينية! ويمضي الخبر مسترسلا لينتهي بالقول ان هذا السياسي وبعد ان وجد ان لقب "دكتور" لايجلب لصاحبه الا الهم والغم ووجع الراس وفقدان الوزراة فقد قرر ان يطرح نفسه "خبيرا في شؤون المرجعيات"! الخبر بطبيعة الحال سرد بعضا من تاريخ الرجل وكفاحه وتضحياته في المجالس الحسينية والاحتفالات الدينية والذي نحن في غنى عنه طبعا! لكن المثير فيه ان هذا السياسي قد "ورّط" معه نخبة من السياسيين العراقيين الجدد واللذين لم يتوقعوا ان يجيد هذا الدكتور سابقا والخبير لاحقا هكذا نوع من التسلّق والحيد عن المعتقدات والمفاهيم بهذا الشكل الفاضح وبدرجة 180 والذي يؤكد وبما لايقبل الشك ان الهدف هو "الاستيزار" خصوصا ونحن في زمن صار فيه تعيين الوزير "جرة قلم" بينما "يحفى" المواطن العادي ليحصل على توقيع مختار المحلة! ويعلل صاحب الخبر استخدامه "غراب الكنيسة" ليؤكد ان هذا النوع من الغربان البغدادية يشم الولائم عن بعد فتجده يوم الاربعاء تحديدا عند عبد القادر الكيلاني اما الخميس على ليلة الجمعة فتجده "متربّع" عند باب الحوائج موسى الكاظم (ع)حيث كثرة الزائرين وفي يوم الجمعة فيفضل باب المعظم وبطبيعة الحال فالسبت ليس من مكان افضل من دير اليهود بالبتاويين اما يوم الاحد ففي منطقة العرصات الهندية حيث كنيسته التي يعشعش بها! الغريب ان الراوي استثنى من ذلك يومي الاثنين والثلاثاء والعلم عند الله!

2.     الخبر الثاني حمل عنوان "نوادر المعممين" وكان من نصيب "معمم" معروف بخفة الظل وليس شئ اخر لاسامح الله! هذا المعمم وفي لقاء له تأريخي طبعا مع الادارة الامريكية قبل سقوط الصنم وتقريبا في العام 1996 حينما كان بيل كلينتون "الله يذكره بالخير" رئيسا للولايات المتحدة الامريكية. حينها طلب هذا الرئيس مقابلة بعض الوجوه العلمائية الشيعية للاطلاع عن قرب على واقع ومعتقدات اتباع مذهب اهل البيت عليهم افضل الصلاة واتم التسليم. من ضمن اللذين توجهوا وانبروا لهذه المهمة الصعبة المرحوم الدكتور مصطفى جمال الدين اما الاخر فهو صاحبنا "المعمم".  يقول الخبر ان هذا "المعمم" يملك من "الطفكة" اطنان ومن الخفة "امنان"! فما ان رأى الرئيس الامريكي حتى بادره بالقول "لاتخف فان عبائتي هذه ليست كعباءة الخميني"؟! بعدها يقول الخبر ان المرحوم الدكتور مصطفى جمال الدين لم يذهب قط الى مقابلة اي مسؤول حكومي اجنبي ويقول الراوي "غسل السيد يديه من المعمم بسبع شطوط" وعلى رواية من اغلب المعممين من وزن الريشة! ويمضي الخبر ليؤكد ان صاحبنا "المعمم" وبعد طول عمر افناه في مقارعة الديكتاتورية عاد ليثبت "نظرية النشوء" من جديد ويتوسط لهذا وذاك من اجل الاستفادة من "خبرات" البعثيين في وزارات الدولة وفي المناصب العليا والممثليات الدبلوماسية! هذا الخبر اوصلني الى اكتشاف اتمنى ان ينال به صاحبنا المعمم "براعة اختراع" نظرا لاثباته وبالدليل القاطع وبما لايقبل الشك قيد انملة ان "الماطور جتّال صاحبه"؟!

3.     اما الخبر الثالث فلم يكن عن المعممين ولا عن خبراء المرجعيات وانما كانت له علاقة وطيدة جدا بتهريب النفط! يؤكد الخبر ان نصف مافيات تهريب النفط العراقي انما تأتمر بأمر من بعض السياسيين العراقيين واللذين يملكون اليوم مقاعد في مجلس الشعب وحصانة برلمانية! بالمناسبة الحصانة هنا من التحصّن اي التمنّع على الغير وليست مؤنث حصان! نعم فقد سمعت ذات مرة معلّمة قد جمعت الحصان "حصانات" لذا فقد وجب التنويه؟! ويقول الخبر ان "الطمطمة" واصلة لاخوة موزة! وهنا لابد من التنويه ايضا الى ان موزة ليست موزة المعروفة وانما هذا مثل عراقي تستخدمه العامة للتأكيد على حدة الموقف ووصول الامر قمته!

 كنت في الماضي امسح بريدي وانظفه من مثل تلك الاخبار التي تبين لي فيما بعد انها تحمل اسرارا وفضائح بالجملة وما هذا الا غيض من فيض كما يقولون وما خفي اعظم والله الساتر فكم من مصيبة يشيب لها طفل الرضيع " يوم تضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com