|
التفسير العصري لتصريح الرئيس المصري حامد الحمراني طبعا الرؤساء لا ياكلون ويشربون كما نحنُ ولا ينامون ويتزوجون كما نفعل ، ولهم طرقهم الميتافيزيقية في الكلام وتصريحاتهم السريالية التي من الصعوبة على امثالي فهمها او معرفة مقاصدها ولذلك فهم يستعينون بناطقين باسمهم ومبررين لزلة لسانهم وطبالين وناطحين ومفسرين ومحدثين ومقنعين . وعليك ان لا تاخذ تصريحاتهم بنحو الحقيقة فانها خاضعة دائما للمجاز والجناس والطباق والكباب وسوء الفهم . وبمناسبة ما قاله حسني مبارك لقناة العربية " من اتهام الشيعة بولائهم لايران" .. صدر كتاب يحمل عنوان " التفسير العصري لتصريحات الرئيس المصري " للعلامة أحمد أبو الغيط الدمشقي يقول في المقدمة " ان عبارة الرئيس المصري لم تكن كما حملها بعض المغرضين والمتطرفين بانه يتهم الشيعة بالعمالة لغير اوطانهم بل ان الرئيس يعرف ان تاريخ التشيع عمره 1427 عاما وان تاريخ تشيع ايران عمره 300 عاما ولكنه اعرب عن عميق عميق قلقه بشان الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق الصديق جدا جدا ، ولكن لا احد من الاخوة استطاع اكتشاف ذلك .. واضاف ابو الغيط : ولو تعمقنا في العبارة بشكل تجريدي خال من الاحكام المسبقة المنفعلة المنحازة فاننا نرى ان التصريح كان يحث الكتل السياسية تشكيل حكومة وحدة وطنية وهذا واضح من خلال كلمة اغلبهم .. قلت في نفسي " شجاب الجلاق على الدولمه " ولو تعمقت في العبارة والكلام للدمشقي بشكل اعمق اعمق واخذت شهيقا وزفيرا وانت في العمق سترى انه قال ان اغلب الشيعة موالون لايران – وهذا يحسب له !!! ولو انه قال موالون لايران اغلب الشيعة لكان التقديم والتاخير فعلا يؤثر على تاخير تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ... واضاف ابو الغيط ان لكلمات الرؤساء خفايا وزوايا ومقاصد لا يمكن ان تفهمها العوام . وخصص ابو الغيط الجزء التاسع من الكتاب لتفسير كلمة اغلب فيقول هي على وزن ثعلب وهي عند الرئيس المصري عربيا وقواعديا تدخل على مكونات الشعب العراقي بدون تمييز فتفخخ الاول وتذبح الثاني وتقتل الثالث وتهمش الرابع . ويورد صاحب الكتاب بعض المقاصد المهمة لتصريحات مبارك " التي تنم عن اريحية الرئيس " تنفع هواة حل الكلمات المتقاطعة فانه يقول لو قرات العبارة من اليسار الى اليمين فانها تعني " فلم مصري هندي مشترك " واذا قراتها من اعلى الى اسفل فستجدها في اكلة مصرية " الملوخية " واذا قراتها متناثره فانها ترمز الى الوحدة العربية الوشيكه واذا قرات العبارة ورفعت منها ايران فانك تجدها في اغنية لنانسي عجرم " اخصمك آ اسيبك لء" واذا رفعت منها كلمة اغلب فتصبح مسرحية لعادل امام " الزعيم" ... وفي الجزء العاشر من الكتاب يقول ابو الغيط ان تصريحات الرؤساء لا تقرا في كل الاوقات والامكنة لانها تخضع للانواء الجوية والتغيرات الفلكية والابراج فلو قرات التصريح في الليل لكان وقعُه اقل مما لو قراته في النهار ولو سمعته مباشرة من فخامة الرئيس لكان افضل مما لو قراته في الصحف الاسبوعية ولو انك سمعته وانت ترى ما يحدث للعراقيين من قتل وتهجير ورعب على ايدي الاوغاد ليس كما لو قراته وانت على مقربة من السفارة الاسرائيلية في مصر العروبة لانك عندها ستعرف مدى اخلاص ووطنية الرئيس وولائه الى وطنه الام !! ولو انك عرفت لماذا الرئيس متمسك بالحكم ربع قرن لعرفت مدى ديمقراطية فخامته وايمانه المطلق بالتداول السلمي للكباب واخيرا يناشد الكاتب ابو الغيط الشيعة بالاعتذ ار من فخامة الرئيس لسوء الفهم.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |