النظام الشمولي وتغيب العلوم الانسانية

ستار عواد

اعلامي في تجمع عراق المستقبل

 ان من اولويات أي نظام في العالم هو اهتمامة بالجانب الانساني لابناء بلده فعليه تسخير كل الطاقات والامكانات لخدمة الانساني فيبدا بالاهتمامه بالفرد وضمان كل الجوانب الصحية والمعيشية والتعليمية وضمانها وينتهي بتاسيس منضمات انسانية تراقب عمل الحكوموة وتلمح أي تقصير بحق الانسان . الا اننا وجدنا في نظام البعث ما لا يعقل بحق الانسان الانسانية وعلى العكس ابتدا بكبح الحريات ومصادرة الحقوق واللغاء الاخر وانتهى بالقتل والتجويع والمقابر الجماعية .

ما اود الاشارة اليه هنا هو التخطيط للدمار لحق كل مرافق الحياة ومن ضمنها المناهج الدراسية وجعلها مناهج فارغة المحتوى لاتنمي أي قدرة وتقتل الابداع واخص بالذكر المناهج التي تدرس في الاقسام الانسانية التي كانت لها الحصة الكبرى من التامر لطمس المعالم واندثار مفاهيم انسانية قادرة على ترسيخ المبادى الانسانية والاسباب واضحة في ذلك وهي ان العلوم الانسانية تحث المجتمع على التفكير بالحقوق والواجبات والتثقيف عاى حق العيش وضمان السعادة وهذا ما لايتلائم مع مخططات البعث

 ومن المعلوم ان العلوم الانسانيه تمنح المجتمع العديد من الاهتمامات فهي تجذر في الروح الانسانيه وتجعل المجتمع متحات ومتا خي ميبتعد عن كل انواع الصراع والاضطهاد

ولو مررنا با لمناهج الدراسيه على المستوى الجامعي تحديدا نجد ان هنالك اهمال متعمد للاقسام الانسانيه بوضع مناهج تعمل على موت الجانب الانساني في المجتمع وبالتالي خلق جيل لايشعر بل لايعرف حقوقه

فخذمثلا العلوم الاسانيه التي تدرس في لجامعات العراقيه اليوم كالاجتماع وعلم النفس والفلسفه والتاريخ وغيرها نجدها لاتعطي المعنى الحقيقي لمفهوم العلم نفسه لذا فان لدارس لهذه العلوم يرى ان جميع المراحل الاربعه تدرس تاريخ هذه العلوم فندرس مثلا مدارس علم النفس ومؤ سسي النظريات على مدى القرون الماضيه

وكذلك فقد وجدت على مدى اربعة مراحل من دراسة الفلسفه العنايه الكثيره بدراسة تاريخ الفلسفه ابتداءا من الفلسفه اليونانيه وما قبلها من التفكير الشرقي وحظارات ماقبل التفكير الفلسفي المتمثل بالحضارة الكونفوسيوشية والحضارة الهندية والاستغراق في هذه المواد وكذلك دراسة المذاهب الاوربية في الفترتين الحديثة والمعاصرة . عند ذلك تقف موقف الصمت من التحليل الفلسفي لاغلب المشاكل الفلسفية وتقف عاجزة –هذه المناهج- من حل الاشكالات التي تواجه الفكر العربي المعاصر وما يمر به المثقف العربي من تعدد الثقافات ودخول المذاهب الكثيرة ولذا لم تعطي جوابا للشبهات التي تتلقاها من بقية الايدلوجيات ومذاهب فلسفية اخرى وعند دراسة مادة الفكر العربي المعاصر تجد ما يزال المنهج الكلاسيكي قائم فتجد الوجودية والقومية والمذاهب القديمة التي تلاشت وانتهت كما انها تتناول شخصيات قديمة امثال محمد عبده وفرح انطون وشبلي شميل واخرين متناسين كبار المفكرين العرب التي لها اسهامات واضحة في رفد الفكر العربي باراء معاصرة تنسجم مع متطلبات العصر .

لقد تعمد النظام الصدامي على طرح مثل هذه المناهج لكونها تعطل عملية التعقل والتفكير وتبقى مستغرقة في الماضي ولا تنشغل بهموم المجتمع والتخلص من تراكمات الجهل ومواكبة الالمفاهيم العالمية التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال فما المانع من اخذ تجارب الامم التي سارت عليها من اجل تحقيق التقدم والوعي في المجتمع بما يلائم الواقع الجديد فهذه دعوة ومطالبة المسؤولين بمراجعة المناهج الدراسية والانسانية خصوصا .

فتقدم المجتمع مرهون بالتعليم وبث القيم الانسانية التي غيبت بفعل السياسة الهوجاء التي اتبعها النظام البائد . وخصوصا المجتمع العراقي مازال يعاني من انتشار الروح القبلية والبدائية , فعلينا ان نكثف الجهد من خلال العمل على تغيير المناهج ومن اجل النهوض بالواقع الانساني وجعل الانسان في مقدمة اولوياتنا والدفاع عن حقوقة وهذا ما تشير اليه كل النصوص المقدسة والمذاهب الفكرية المتنوعة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com