عراق اليوم .. حـوارات أم صفقـات إرهابيـة؟!

  د. وليد سعيد البياتي / المملكة المتحدة

albayatiws@hotmail.com

  لقآءآت مريبة

 كتب الاخ الزميل الاستاذ رياض الحسيني: علاقة الطالباني بالمجاميع الارهابية! متسائلا عن مغزى وفحوى اللقاءآت السرية بين الرئيس الطالباني وقيادات المجاميع الارهابية واللقاءآت تمت بحضور الامريكيين اما الشعب والحكومة فلا داعي ان تشارك في ما يجري وكأن الذي يقتل يوميا من الشيعة نساءا واطفالا وشيوخا وتنتهك اعراضهم ويذبحون على الطرقات، كأنهم آتين من المريخ او من كوكب آخر ولا يحق لهم ان يعرفوا ما يجري من حولهم، وزميلي الاستاذ الحسيني كفاني الكثير مما كنت اود ان اناقشه مع الطالباني، بعد ان اثارت تساؤلاتي السابقة حفيظة بعض الاكراد وكأنهم يريدون لنا ان نغمض اعيننا عن ما يحدث لا لشيء الا لان الرئيس كردي، والغريب ان هذه اللقاءات، او التجاوبات تحدث بعد او اثناء بث الشريط المريب للزرقاوي في صحراء الانبار التي صارت قاعدة لمجاميع الارهابيين الاتين من الخارج، حيث الحواضن المنتشرة في قبائل المنطقة، والتي تقدم التسهيلات المالية والعسكرية واللوجستية للعمليات الارهابية بعد ان تم اختراق بعض الوزارات وخاصة الداخلية من قبل الجماعات الارهابية.

 واذا كان الطالباني يمتلك وجهة نظر مخالفة لجماهير الشعب فليقل لنا على الاقل ما هي المعايير التي يتم من خلالها توثيق ان فلان من اتباع الزرقاوي وفلان بعثي او فلان ارهابي من صنف آخر!! بالله عليك وكما قال زميلي الاستاذ الحسيني كيف لنا ان نفرق بينهم؟؟ وكيف لنا ان نثق بان هؤلاء لم تلوث ايديهم بدماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا؟؟ وما هي المعايير التي تسمح بقبول البعض في الحكومة بحجة انهم ضربوا الامريكان وليس العراقيين؟؟ الم يقل وفيق السامرائي، المستشار العسكري للرئيس الطالباني، من على شاشات التلفزة انه يتم قتل 95 عراقيا مقابل 5 من الامريكان؟ فما هي المعايير سيدي الرئيس!؟ الظاهر للعيان يكشف ان الارهاب موجه ضد العراقيين وبالاخص الشيعة منهم، اما العمليات التي توجه ضد بعض السنة فالغاية منها اجبارهم على ترك العملية السياسية في محاولة من الارهابيين تقويض الفعل السياسي العراقي الحالي، كما ان لقاءآت من هذا النوع تدفع للريبة وسوء الظن، فما الذي يحاك في الخفاء؟؟ وما هي طبيعة الصفقات التي تبرم دون علم الاخرين؟؟

ان تجاربنا السابقة مع الرئيس الطاباني تؤكد انه يضع المصلحة الكردية امام وقبل المصلحة العراقية، وكركوك لا تزال الخنجر الذي أستعمل لطعن العمل السياسي في العراق الحديث، والان ليقل لي الطالباني لماذا لا توجد عمليات ارهابية في شمال العراق؟؟ هل يريد اقناعنا ان الشمال اكثر امنا من الوسط؟؟ بالتاكيد المسالة ليست كذلك، ولكن السبب الحقيقي هي ان غالبية المسلمين في الشمال هم من السنة، واذا وجد قسم من الشيعة فيمكن تهجيرهم واضطهادهم كما يحدث للشيعة من حي تسعين في كركوك، هم يريدون ابقاء المليشيات الكردية (وهل نسينا كيف ان الطالباني استفز واخذ يصرخ مناديا ببقاء البيشمركة بعد تصريح رئيس الوزراء المالكي بحل المليشيات) في الشمال والحصول على كركوك في صفقة سياسية بينهم وبين الارهابيين والامريكان تمهيدا لاعلان الاستقلال عن الدولة العراقية وتحقيق الحلم المزعوم، فالزرقاوي قد صرح انه يوجه ضرباته ضد الشيعة والشيعة فقط، ومن هنا فان الاكراد والامريكان والسنة آمنون من ضربات الزرقاوي، والجماعات الارهابية لن تتعرض لهم بسوء لكن لابأس في بعض الاتفاقات من هنا وهناك، لتحقيق المزيد من الاطماع على حساب الشعب، وفي نفس الوقت توفير المزيد من الضغط على الحكومة الجديدة بقيادة المالكي لنيل مقاعد اضافية، او حقائب وزارية على حساب القائمة الاكبر، واذا كان الزميل الحسيني يتمنى ان لا يكون هناك مخطط انتهازي وابتزازي، وان لا يكون الطالباني متورطا فيه، فانا اقول له: انه هناك فعلا مخططات وليس مخططا واحدا، واننا لا يمكن استبعاد تورطه فيه، والا لماذا الحوارات تدور في الظلام وبعيدا عن رقابة البرلمان؟؟ ولماذا يسعى الطالباني ليفاجئنا بانه اتفق على شيء ليخفي عنا اشياء اخرى؟

 

هل غسلوا ايديهم سيادة الرئيس؟؟

 كمثل الفاتحين استقبلهم الطالباني قبل ان يغسلوا ايديهم من دماء العراقيين، سبعة جماعات من خفافيش الليل!! سبعة جماعات من مصاصي الدماء، ويبدو ان الرئيس الطالباني من عشاق قصص (دراكيولا) فهو لا يبالي ان كانوا غسلوا ايديهم من دمائنا ام لا؟؟ عجبا وانا من تركت العجب كيف لم تتلوث يديك؟؟ بل هل تلوثت؟؟ وهل غسلت يديك سيدي بعد خروجهم من لقائك؟؟ ام انهم جماعة من الملائكة نزلوا توا من السماوات العلى؟؟ ثم اين هي تلك التصريحات الرنانة بعدم التفاوض مع المجاميع التي تتعرض للقوات الصديقة، الم تكن هذه مقالتك سيدي الرئيس، فاذا تمت تبرئة هؤلاء من دماء الامريكان فألا يعني ذلك انه لا يمكن تبرئتهم من دماء العراقيين وفق نظرية 95% كما قال مستشاركم وفيق السامرائي، الذي اعترضنا عليكم كيف ان تسمح بعضو سابق في حزب البعث ان تتخذه مستشارا، بل انه ليس مجرد عضو سابق فقد كان رئيسا للاستخبارات العسكرية، وما ادراك ما الاستخبارات العسكرية في عهد صدام؟! ولا ادري هل سالته هو الاخر ان كان قد غسل يديه من دماء العراقيين؟! بمن يستهزيء جلال الطالباني أبعقول عامة الناس؟؟ أم بعقول وافكار النخب الحاكمة والطبقة المثقفة التي ترى ان ملفه تضخم بما يكفي لتطفح على السطح كل تلك التصريحات الهزيلة التي اراد من ورائها توريط الطبقة السياسية، وايقاعها في فخ الصراعات الداخلية، والغريب ان البعض يعتقد انه يمكن لهم الاستمرار في عقد الصفقات وحشر المزيد من الاموال في جيوبهم على حساب الشعب، ان حركة التغيير تمتلك قوة فاعلة قادرة على الاطاحة حتى برئيس فرض على الشعب توا، فالزمن يتساقط سريعا في الساعة الرملية سيدي الرئيس وارجو ان تتاكد انك الاخر قد غسلت يديك جيدا من دمائنا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com