|
فيدرالية الجنوب والوسط مطلب جماهيري عادل لاتنازل عنه! رياض الحسيني كاتب صحفي وناشط سياسي عراقي مستقل بعد ان اتضح بما لايقبل الشك وصار مؤكدا اختيار الشعب الكوردي لطبيعة العلائق التي ستربطه بباقي القوميات المتواجدة على ارض العراق واتخذ من مبدأ "الفيدرالية" اساسا لتواجده ضمن العراق الديمقراطي الجديد، فانه من العدل ايضا ان تنحى باقي المحافظات العراقية ذات المنحى. اذا ماطُبّقت "الفيدرالية الجغرافية" على كل العراق من شماله حتى الجنوب فنحن امام اقاليم ستة، هذا اذا ما أُتبع الاسلوب نفسه الذي بدأه الاخوة الاكراد في الشمال ضمن اقليم "كوردستان" والذي حوى محافظات ثلاثة هي دهوك، اربيل والسليمانية. ربما سيكون الاختلاف في حجم كل اقليم عن الاخر من الناحية البشرية والطبيعة الجغرافية ولكن يبقى في النهاية كل الامر متعلق بدستور يُسن على اساس العدل والمساواة في كل انحاء العراق ولايغير ذلك ايضا من صلب المشروع. وكما ناضلنا جميعا من قبل ولازلنا مع الاخوة الاكراد في مطلبهم العادل في فيدرالية تضمن لهم العيش الكريم والتفاعل الايجابي ضمن عراق موحّد، فان باقي العراق له الحق نفسه. في تلك الحال يتوجب على الاخوة الاكراد ان يقفوا مع باقي الجسد العراقي من الان حتى حين التصويت في المجلس الوطني المرتقب والذي ستنطلق فعالياته بعد الانتهاء من تشكيلة الحكومة وذلك لتعميم تجربتهم الفيدرالية على باقي المحافظات العراقية، ونتمنى ان لا نصطدم بذرائع ومعوّقات من اي طرف تحت اية حجج او تبريرات، فتعافي العراق لن يكون الا بالعدل والمساواة. لاشك ان الفيدرالية هي الحل الامثل لانتزاع بعض السلطات من الحكومة المركزية في بغداد مع الحفاظ على هيبة الدولة وسلطتها العليا على كل الوطن. بهذا نكون قد ضمنا الاستقرار لكل العراق وينعم العراقيون جميعا بالمساواة والعدل والذي افتقدناه لعقود خلت تحت مسميات كثيرة وايدلوجيات بغيضة ودعاوى شوفينية تارة وطائفية اخرى تتبرقع ببرقع الوطنية زورا وتتغنى بحب الوطن زيفا. ولاشك ايضا ان جنوب العراق ووسطه وبما يملكانه من مقومات دولة وليس اقليم لهما الحق ولابناءهم الفخر ان يكونوا ممثلين امناء اصلاء للعراق الجديد كما عهدهم وخبرهم العدو قبل الصديق. جنوب العراق ووسطه يمثلان اقاليم اربعة يجب ان يعترف بها الدستور الدائم للعراق وبغير هذا فلن يكون هنالك استقرار ولا تنمية ولاتقدم او ازدهار. اما اتّباع الاسلوب القديم في عزل الطاقات البشرية والكفاءات العلمية من ابناء هذه المحافظات عن المشاركة في العمل المؤسساتي لتسيير التفاعلات اليومية لمحافظاتهم فقد بات مكشوفا وعاريا ولن تستره كل الدعاوى والصراخ والعويل بحجة وحدة الوطن وحريته واشتراكيته! اعترافنا بالخلل المقصود والمنظّم الذي حصل في السابق من عزل ابناء اقليم الجنوب والوسط عن المساهمة في تسيير امورهم يحتاج الى شجاعة وقدرة على الحوار كمقدمة لاصلاحه. اما الخطوة الثانية فتتطلب شجاعة اكبر وواقعية ونظرة موضوعية عادلة وشاملة لخلق جو وطني ليس فيه تفضيل لقومية على اخرى ولالمنطقة على ثانية. بمعنى ان الفيدرالية الجغرافية لن يُكتب لها النجاح الا اذا طُبّقت على اساس العدل والذي بدأه الاخوة الكرد مشكورين بثلاثة محافظات لكل اقليم. ربما يجب التنويه هنا الى ان صندوق الاقتراع سيكون الحل الامثل والانجع لمثل تلك الحالات التي ستواجه ربما ممانعة من بعض الاطراف او بعض المناطق التي تحبذ الدخول في اقليم غير الاقليم المراد لها وهذا من حق ابناء الاقليم وحدهم فقط بطبيعة الحال. بعد ذاك يمكننا ان نقول اننا على الطريق الصحيح في اقامة دولة مستقرة يتعايش فيها كل الاقوام والطوائف على الحب والتسامح والمودة وهم جميعا يشعرون بالشعور الوطني نفسه من دون غبن ولاتحايل ولاغصب ولاترهيب. وحتى لانُلدغ من جحر مرتين فيتوجب على ابناء الجنوب والوسط العراقي ان يفكروا بجدية من الان في اقامة فيدرالية جغرافية ضمن العراق الموحّد لتضمن لهم حقوقهم المشروعة وكرامتهم الادمية. اما الشعارات الدينية والديمقراطية والوحدة والحرية والاشتراكية التي كانت وستظل شعارا يلتحف به الجميع من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ويضيع فيها الحمل الوديع والذئب المفترس فلن يكون لها مكان بيننا بعد اليوم وستبقى كما وصفها قامة العراق وابن الجنوب العراقي من قبل المرحوم الدكتور مصطفى جمال الدين حين قال في قصيدته "مصارع الشهداء": واناشيدنا لـ (وَحدةِ) شعبٍ لم تُحقّق حتى من (الرُفقــاء) ونغني (حريـةً) لم نَذُق منها سوى ذُلّ قيدِنـا.. والغنـاء و(اشتراكيةً) طحنّا بها الاجـ ـيالَ فارفَضَّ طحنُنا عن هَباء
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |