|
لعبة السياسة القذرة التي يلعبها البعض بالضد من أماني وتطلعات الشعب العراقي
وداد فاخر* / النمسا
يحلو للبعض التبجح والتمسك بمفاهيم هلامية فارغة وذلك بالحديث عن الوحدة الوطنية ، وتمتين الصف الوطني وإشراك جميع العراقيين بالعملية السياسية عملا بمقولة ( كلمة حق يراد بها باطل )، وكان السياسة لعبة ( سيه ورق أو ثلاث ورقات ) ، متعامين عن حقيقة كون من يروجون للتعاون معهم هم أنفسهم قتلة الشعب العراقي سابقا ولاحقا . وهم من حفر المقابر الجماعية لأعزتنا وأحبتنا ، وغيبهم تحت التراب . والأمر’ من ذلك أن يتمادى ممثليهم في الاتصال بشراذم وأقزام البعث والعمل على إشراكهم في النشاطات السياسية، وإعادة تأهيلهم سياسيا واجتماعيا ، وكأن لا مقابر جماعية حفرت ، ولا غازات كيمياوية قد أطلقت ولا مئات الآلاف من ضحايا الأنفال قد غيبت!!!! . واستطاعت أصوات وشخوص كانت حتى في زمن ( القائد الضرورة ) لا ترفع أصواتها إلا بالمديح لأولي الأمر و( القائد ) المظفر الذي كانوا يدعون له من على منابر السوء ومساجد الضرار بالنصر المبين على أعداءه الحقيقيين من الشيعة ( المرتدين ) والكورد من( الخونة الانفصاليين )أن يرتفع صوتها من جديد بفضل الدعم الذي يلقونه من لدن من يروجون لهذه النظرية التي تدخل في باب التضاد المباشر مع أماني وتطلعات الشعب العراقي بالخلاص من آثار البعث الزائل . وبقي ديدن البعث وذيوله الذين تخفوا خلف واجهات دينية بعد سقوط نظامهم الفاشي في 9 نيسان المجيد 2003 هم وحلفائهم الحقيقيين من العرب المستنذلين ، وأشباه الرجال من التكفيريين هو مقارعة العراقيين واجتثاثهم من على أرضهم واستخدام سياسة طائفية عنصرية لتفرقة وشق الصف العراقي الذي أسعده سقوط البعث المريع يوم هوى صنم العروبة الشوفيني وسط بغداد المحررة من ربق ونجاسة البعث . لكن لا ندري ما الذي جرى ، وعلى حين غفلة وبقدرة قادر احد ، عندما تحول عدو الأمس إلى حليف ستراتيجي، و ( مناضل ) عتيد وشريك في العملية السياسية ، وخاصة عندما احتضن تيار معين كل حثالات البروليتاريا من سقط المتاع الممثل باللصوص والسراق ، وبقايا فدائيي صدام ورجال الأمن الخاص الذين التحقوا بعد سقوط قائدهم وبموجب تعليمات حزب العفالقة بالتيار الجديد الذي كان هو أول من شجع الإرهابيين على رفع عقيرتهم ضد العراقيين ، وساهم بقوة وفعالية في احتضان بقايا وازلام النظام الساقط ، وحرضهم على ممارسة العنف والقتل والسلب والنهب ونهج نفس سيرة ونهج صدام في الاستحواذ حتى على أسماء المدن والمستشفيات والشوارع لتكون باسم واحد احد لا غيره . إذن فنحن كعراقيين أمام امتحان صعب وخطير يتطلب منا جميعا أن نضع في مقدمة اولوياتنا الوقوف يدا بيد ضد كل المحرفين والتوفيقيين ممن يريد أن يلتف على المكسب العظيم بسقوط البعث الفاشي ويحاول أن يعيد دورة العنف والقتل على الهوية القومية ، أو الطائفية ويشدد على عزل جمهور كبير من العراقيين وخاصة من المتواجدين خارج الوطن ، ومحاولة تجاهلهم في مجمل العملية السياسية وحتى في النشاطات الثقافية والفنية والمهرجانات الشعبية كما حدث في مهرجان المربد أخيرا وفي كل ما يحدث من مؤتمرات ونشاطات أخرى . ونسي القائمون على سير العملية السياسية إنهم وصلوا لمقاعد السلطة أساسا بجهد ونضال من يحاولون الآن تجاهلهم ووضعهم على الرف ، إضافة إلى أنهم وصلوا للجمعية الوطنية ومجلس النواب الحالي بدعم كبير من مثقفي وكتاب ونشطاء العمل السياسي في الخارج ممن روج ولا زال للعملية الديمقراطية وساهم بشكل كبير في ترسيخها في أذهان الجميع في الداخل والخارج . لذا يجب أن يضع رئيس الوزراء المكلف وباقي الأطراف السياسية الرئيسية في أذهانهم إن هناك جزء كبير من القادة السياسيين والمثقفين العراقيين ، وحملة الرأي والفكر يجب أن يشارك في صنع القرار السياسي العراقي وان لا يتم تجاهلهم في أي ظرف كان ، وألا ما الفرق بين عصابة البعث التي كانت تهيمن على السلطة وتتحكم بمصير العراقيين والدور الحالي الذي وضع نصب عينيه تشكيل الوزارة العراقية وفق محاصصة قومية طائفية لا رأي لجمهور كبير من العراقيين فيها ؟ . وهل يكفي أن يختار السيد المالكي أو غيره وزيرا لشؤون المهجرين والمهاجرين الذي لم يتحرك من على كرسيه يوما طيلة مدة مكثه في السلطة لتفقد ملايين العراقيين في خارج الوطن بغية إرضاء العراقيين شكليا ؟ . وأين هي المكاسب التي حصل عليها العراقيين بعد سقوط اعتى دكتاتورية فاشية عرفها العصر الحديث حتى نتحدث عن مكاسب لعراقيي الخارج ؟! . والسبب الرئيسي لكل ما حصل ويحصل هو في استبعاد شرائح عديدة من العراقيين في صنع القرار السياسي واقتصاره على النخب الحزبية المحيطة بالقوائم الحزبية التي تختزل جميع العراقيين في شخوصها فقط !!!!! . لذا يتوجب أن يعاد النظر تماما فيما يحصل من مشاورات وآراء لكي يتم الاستئناس بآراء جميع فئات وطوائف وطبقات الشعب العراقي بعيدا عن المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية التي جرت الويلات على العراقيين . آخر المطاف / قالت الحكماء : أسرع الخصال في هدم السلطان وأعظمها في إفساده وتفريق الجمع عند إظهار المحاباة لقوم دون قوم ، والميل إلى قبيلة دون قبائل ، فمتى أعلن بحب قبيلة فقد برئ من قبائل ، وقديما قيل : المحاباة مفسدة . ( سراج الملوك لمحمد بن الوليد الطرطوشي ) .
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |