|
استمرار ظاهرة التسلح تعني العودة الـى دائرة الانغلاق عن العالم الآخر باسم الحافي لاشك أن قضية التسلح التي أخذت تتفشى بعد سقوط صنم الديكتاتورية تعد من أعقد وأخطر وأكبر القضايا التي ماانفكت تؤرق المواطنين الآمنين فضلا عن القوى السياسية التي أخذت على عاتقها مهمة مواجهة التحديات التي واكبت العملية السياسية والتي كان في مقدمتها تحدي ظاهرة التسلح التي انتشرت بتسميات وعناوين مختلفة. ومعروف أن الحالة الامنية الاستثنائية التي نمر بها تستدعي تحشيد وانضاج حلقات القوى الامنية وتسليحها باحدث التقنيات لتكون مؤهلة وقادرة على مواجهة الخروقات الامنية وتحقيق المناخ الآمن للمواطنين،ولكن -ايضا- يتطلب انضاج هذا الامر توظيفا يكون وفق السياقات التي تبنتها الدول المتطورة ودراسة منهجية بعيدة عن التصرفات والممارسات الشخصية التي غالبا ماتكون نابعة من رؤى مختزلة بدائرة الأنا ليس إلا. اذ ان هناك حقيقة لاتخفى على احد وهي أن البلدان التي تغلب على مناطقها ظاهرة التسلح تكون في حالة من العزلة الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية والثقافية الخ،وذلك لعدة أسباب يمكن اختزالها بـ أربعة اسباب. . الاول:خشية البلدان البعيدة فضلا عن المجاورة من أن تنتقل عدوى هذه الظاهرة الخطيرة الى محيطها لاسيما البلدان التي هي اساسا في حالة من الغليان الداخلي فان انتقال هذه الظاهرة اليها يعني وقوعها فريسة بقبضتها لاتعلم الى أي مدى . الثاني:حالة الاحتدام الداخلي التي تفرضها ظاهرة التسلح تلزم الاخرين سواء كانوا المتبنين لتعزيز هذه الظاهرة أو الساعين من القوى السياسية المنتخبة من قبل الشعب لاختزالها في دائرة القوى الامنية الرسمية ،تلزم -أعني حالة الاحتدام-الجميع الى بذل الجهود والاندكاك في صلب الازمة الداخلية وترك العالم الاخر وراء ظهورهم ريثما تحل عقدة التسلح. ثالثا:اتساع دائرة الدول التي أصبحت حبيسة هذه الظاهرة يعطي وازعا للدول التي لم تخترقها براثن التسلح الى أخذ كافة الاحتياطات لصد أي حالة تحمل في طياتها أي صور مشابهة ووأدها في مكانها الامر الذي يفرض عليها غلق كل منافذ الاتصال مع اي دولة تعيش في ظل هذه الازمة. رابعا:ظاهرة التسلح تعني الحروب والمواجهات، والحروب والمواجهات تعني هجر الصعد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وما سنوات الحروب علينا ببعيدة وما فرضته علينا من طوق حجب عنا العالم الاخر بكل تمفصلاته ، وجعلتنا نعيش حالة اللاجدوى بعد أن أخذت مأخذها لامد طويل . نخلص الى القول ان السبيل الوحيد الذي يمكن ان ينتشل واقعنا من المتاهات التي تتربص به ويرفد شعورنا بنسيم الطمأنينة بعد ما حل بأهلنا من قتل وتهجير على الهوية ويعزز خطانا لمستقبل تكتمل فيه لحمة العراقيين وتنبذ فيه نزعة التخندق الطائفي المقيتة التي حاولت وماتزال تحاول الزمر الحاقدة أن تغرسها في نفوس العراقيين هو السبيل الذي يقودنا الى مؤازرة القوى الامنية واندماج كل مظاهر التسلح الاخرى تحت مظلتها لتكون قوة متراصة مع بعضها تضرب الارهاب والارهابيين اينما كانوا وتعيد الابتسامة العراقية التي سرقتها أزند الرصاص.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |