الصفقة .... وشهيد كركوك

ستار الشاطي / العراق - بغداد

tootyst@yahoo.com

واخيرا ... تمت الصفقة بعد ان ازيح حجر العثرة عن طريقها لتبدا مرحلة التنفيذ لاجندات عدة كان خطط لها سابقا او توالدت مع الاحداث التي مرت ثقيلة ودموية على العراقيين الذين ذهب الكثير منهم ضحايا لافتعالات الازمة مع الائتلاف ومزاجية الرفض لمرشحه الذي تبين ان له من يعاديه ايضا ضمن صفوف قائمة الائتلاف نفسها والذي كان يخطط مع الاخرين لابعاده ليتسنى لهم اتمام الصفقة التي سيحصل من خلالها الجميع على مايرنو اليه .

 لم يكن لاصرار الاخرين على ابعاد الجعفري عن ترشيحه اي علاقة من قريب او بعيد بالوطنية وحكومتها الوحدوية او بسوء الادارة او النيات المبيته التي اشاعها عنه مناوؤه وماالى ذلك من تلك الحجج لان المصرين على ابعاده كانوا هم الذين وضعوا المعرقلات في طريقه منذ تشكيل حكومته والشواهد كثر لعل منها مااختاروه له من وزراء يأتمرون بأوامر احزابهم وكتلهم السياسيه ولا يعيرون اهتماما له مبتعدين بذلك حتى عن الشارع العراقي غير مكترثين لهموم المواطن الذي انتخبهم ليحضى ولو بقليل من اهتماماتهم لينزع عنهم ضيم وقهر السنين .

 لقد اجتمعت كل التضادات والاحقاد لتبتعد عن منطق الحق والديمقراطية والتي بدات تنمو لتوها في العراق ليغتصبوا حقا ويبعدوا رجلا حمل كل جراحات العراق وهمومه ليستوعبها في قلبه المفتوح لكل العراقيين بكافة اطيافهم ... رجلا حمل تاريخ وظلامية ومعاناة شعب تحت وطأة القهر والطغيان لاكثر من ثلاثين سنة ... رجلا دخل قلوب الملايين من الفقراء والمظلومين فكان لهم الامل الذي تشبثوا به لينقذهم من براثن القهر والمعاناة .

 لقد عمل الاخرون على  تشويه صورته منذ البداية لنقاء وشرف وامانة رصدوها فيه فكانوا يحملونه اسباب كل ماهو فاشل بينما اسهاماتهم ومؤامراتهم كانت الاساس لكل فشل رافق مسيرة حكومته التي لم يخترها هو بل فرضت عليه لدواع بائسة كثيره .(جرتني الى الاسفل واخذت دوما تذكرني بسقوطي )

 لقد تعامل الرجل مع الجميع بكل مودة واحترام فقابلوه بغيرها ... فالاميركان يريدون له ان يكون ببغاءا لهم كما هو الحال مع غيره .... والاكراد كانوا يريدون له ان يكون لعبة بايديهم يحركوها كيفما شاءوا ... واتهمه التوافقيون بالطائفية وسوء الادارة والنيات المبيته وسبب الاذى الذي لحق بالسنة العرب بل واتهموه انه متورط تماما في كل مايجري داخل السجون التي يسموها سجونا سرية ... وكانت مهمة اختراقه وتهيأة الاجواء للاطاحة به قد تكفل بها مجموعة من كتلة الائتلاف الشيعي والذين لولا دورهم هذا لما كان للاخرين ان يصروا على موقفهم في ابعاده .

 لقد سعى الجميع الى محاربة الرجل مستهدفين منهجه الذي حاول ان يؤسس له ويفتح افقا رحبا بأصطفافه مع الديمقراطية واستحقاقات الشعب والجماهير التي جاءت بهم .. وقد كان له الشرف انه لم يكن يريد ان يتسلق الى هرم السلطة بأن يسلم كركوك الى الكرد لكي يدعموا ترشيحه .... وقد كان له الشرف في انه فتح افقا للسياسيين حينما اعلن عن عدم اهتمامه بالتمسك بالسلطة عن طريق تقديم التنازلات للاخرين بل انه اثر ان يكون مع الشعب في خندق واحد وليس مع المؤامرات والطبخات والصفقات السياسية .

 لقد اثر الانسحاب من ترشيحه ليحافظ على وحدة العراق والعراقيين واسقط كرسيا كان من حقه حسب مقتضيات الديمقراطية  لكنه ابتدأ نقطة الشروع بتأسيسه للغد الذي يراه للعراق لاكما يريده الاخرون الذين اجمعوا على رفضه بأيعاز من اميركا التي أفتعلت احداثا في النجف وكربلاء واسهمت في الاعتداء على مقرات حزب الدعوة في حي اور والزعفرانية وارسلت من يسقط هاونين يحملان رسالة ضغط بالقرب من بيت مقتدى الصدر ليتخلى هذا الاخير بعد فترة وجيزة عن دعمه لترشيح الجعفري بأعطائه الضوء الاخضر لترشيح غيره . ووصلت الامور الى التهديد بالاغتيال عبر استخدام اقلام مأجورة تؤسس لذلك كما جاء في الشرق الاوسط المعروفة التمويل والتوجهات .

لقد اصبح واضحا من كان يعرقل العملية السياسية لتحقيق مأرب معينة على حساب

 الاخرى  وقد ادرك الشعب من هم هؤلاء الذين سقطت اقنعتهم والى ماذا يرومون حين اصطفوا ضد الديمقراطية واستحقاق الشعب ليخسروا دعمه مجددا . فالشعب الذي تحدى الموت ليختار مستقبله سيكون له موقفا اخر يتعامل فيه مع هؤلاء الذين سيكونون هم الخاسرون ولايمكن لهم ان يعودوا الى ماكانوا عليه بعد اتضاح الصورة والرؤيا .

 هنيئا للتوافقيون الذين كان لهم ان يتقاطعوا مع الطموحات الكردية في سعيهم المحموم نحو ضم كركوك الى كردستان .... هنيئا للتوافقيون الذين كانوا يعولون على الظفر بمنصب رئيس الجمهورية على اعتبار العراق من البلدان العربيه ليقدموه بعد ذلك على طبق من ذهب الى مام جلال ... هنيئا للتوافقيون الذين كانوا يتهمون الحكومات السابقه بالطائفية ليكونوا الان من يتصدرها ... هنيئا لظافر العاني القائل ( بعد اختيار المالكي بمقدورنا الان تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس غير طائفي ) لان حجر العثرة الجعفري قد ازيل من طريقهم فهو من كان يدعو لحكومة طائفية !!! اما هم فأنهم ابعد مايكون عن ذلك والدليل رفضهم لترشيح علاوي لمنصب نائب رئيس الوزراء لانــــه ( شيعي ) فقط بعد ان نقضوا ميثاق شرفهم معه .... وهنيئا لعلاوي ميثاق شرف وقعه معهم حين تشكيل ( مرام ) المولود المسخ ليغدروا به قبل ان يجف حبر شرفهم .....

 هنيئا للاكراد بفدراليتهم واحلامهم بالظفر بكركوك التي ضحى من اجلها الجعفري بكرسيه (اصبح يلقب بشهيد كركوك) ليؤسس الى من سيأتي بعده والذي سيكون موقفه عنيدا اكثر بالتأكيد في التعامل مع هذه القضية التي جعلها الكرد في المقدمة من القضايا الاخرى غير مكترثين للدمار والارهاب والقهر الذي يهدد البلد ومستقبل ابناءه ... عليهم ان يلتفتوا شرقا وشمالا ليدركوا الخطر القادم من الحشود العسكرية وهم يسعون للانفصال عن وطنهم الام ...... هنيئا للحكيم الحالم وابنه بفدرالية الجنوب والوسط والتي من اجلها وضع يده مع من لازالوا اعداءا له ويتهمونه علانية بميوله نحو ايران واتباع النهج الصفوي ..( سيكون له ماكان للاشعري ) .. هنيئا لمقتدى الذي اثر الاعتكاف لدراسة فتوى تحريم كرة القدم و دور ( الكركري ) في التصدي لقوات الاحتلال البربري .... هنيئا لكل من اسهم في اقصاء الجعفري من كرسيه واستحقاقه لكنهم لم يقصوه عن قلوب الملايين الذين اودعوه قلوبهم ... (( هؤلاء الطغاة .. أصحيح ياربي أنهم مروا من بين أناملك الشفيفة وتحملتهم ؟؟؟ )) - عدنان الصائغ

لك الله ياعراق ... لك الله ياعراق ... لك الله ياعراق

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com