الفيحاء .. فيصل لمحبة العراق

ازاد محمد صالح / اربيل – كردستان

rotabkhalal@yahoo.com

المتتبع للقنوات الفضائية العربية والعراقية وبعض وسائل الاعلام الاجنبية وطريقة طرحها ومعالجتها للمواضيع العراقية  سيجد تشابها كبيرا بين القنوات المذكورة  في طريقة التعاطي والتغطية للحدث العراقي ...فعادة مايبدأ المذيع بمقدمة بائسة ينقل فيها عن مكتبهم في بغداد او مراسلهم مايزعم انها حقائق ,,وبناءً على تلك الحقائق ( المزعومة ) يبدأ بطرح اسئلته (التي غالبا ماتكون من اعداد شخص اخر) على ضيوفه الذين تم انتقاؤهم بعناية لكي يقوموا بتحليل الاوضاع العراقية تحليلا سلبيا بالطبع ,, ولابد للضيوف ان يتهموا الحكومة العراقية او مجلس النواب العراقي ,,ولابد للضيوف في تلك القنوات ان يشككوا بكل انتقالة تؤدي الى الديمقراطية في العراق زاعمين انها مستوردة او مزيفة او جاءت بالويلات على الشعب العراقي ..ولابد بالطبع من شتم الولايات المتحدة والغرب والصهيونية العالمية والامبريالية وكل منظمات حقوق الانسان بل كل المنظمات التابعة للامم المتحدة ,,واخيرا لابد للضيوف من تصوير  مايحدث في العراق على انه مؤامرة ضد الشعب العراقي فهي الطريقة السهلة التي تقنع المشاهد العربي  !!...لكن المشاهد العراقي له رؤية مختلفة  ليس لانه يعيش في العراق ويطلع على الاحداث بنفسه ويرى بأم عينيه كل التفاصيل فحسب بل ببساطة متناهية لان لديه قناة عراقية تطرح امامه التفاصيل وتوضح له الصورة وتزيل الضبابية عنها , بل تزيل كل الالوان الوهمية التي رسمها الضيوف في بعض القنوات العربية ,,هذه القناة هي (الفيحاء) حبيبة كل العراقيين الذين فرحوا بزوال صدام ومعشوقة كل العراقيين الذين يريدون العيش بأمن وامان وسلام ..واميرة كل فارس عراقي يريد ان يتباهى بعراقيته وينعم بنفطه ويعيش برخاء !! ولم لا والعراق ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم ان لم يكن الاول بحسب بعض الدراسات الاخيرة  في معاهد اوروبية ..

ولو قمنا بأستطلاع سريع لما انجزته هذه القناة رغم امكانياتها المحدودة سنجد ان انجازاتها كبيرة ,,فقد كان للفيحاء دور كبير في انجاح الانتخابات الاولى في 30 كانون الثاني وتصدت للاعلام العربي ووقفت بوجهه لوحدها !! وكان لها دور مؤثر في انجاح الاستفتاء على الدستور من خلال سلسلة برامج قامت بانتاجها وتوزيعها على القنوات العراقية لكي يستفيد الجميع ..اما الانتخابات الاخيرة 15 كانون الاول (ديسمبر) فقد ادت اداءً جميلا حضت العراقيين جميعا بكل طوائفهم  على المشاركة في الانتخابات وكان النجاح الكبير للعملية الانتخابية بشكل ديمقراطي ..

ولم تكتف الفيحاء بهذا القدر فقد كانت ومازالت المتصدية الوحيدة (ربما ) للارهاب وللارهابيين وقد قامت باجراء برامج عديدة في هذا المجال وكان لها دور بارز في استصدار قانون مكافحة الارهاب ومازالت تطالب بتنفيذه يوميا رغم تعرضها للضغوط ولرسائل التهديد وحتى للاغلاق ..,

ولذلك فقد وصفها الكثير من العراقيين الذين يتصلون ببرامجها اليومية والاسبوعية بالبطلة او بالبلسم لجروح العراقيين فهي ربما الوحيدة التي تدافع عنهم بشكل علمي ومدروس وتقوم في نفس الوقت بالوقوف الى جانب الحكومة لارشادها او الاقتراح عليها للوصول الى حلول لمشاكل العراقيين اليومية ..وقد دافعت الفيحاء عن كل ماهو عراقي اصيل ,, خصوصا دفاعها عن الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق  منذ سقوط الصنم ولحد الان ,وقد وقفت الى جانب الاكراد في قضاياهم العادلة وكذلك حاولت اخراج السنة من فخ الارهاب ووقفت الى جانب الضحايا في المناطق السنية خصوصا عندما ينفذ الارهابيون عملياتهم داخل تلك المناطق, ورغم الاتهامات التي كيلت لها الا ان الفيحاء   نجحت بالفعل في الدخول الى قلوب العراقيين وعقولهم ,,

 ومازالت هذه القناة تبعث الامل في قلوب العراقيين جميعا رغم الكثير من الصعاب التي يمر بها الانسان العراقي ..ولاننسى طبعا تفرد الفيحاء  في القراءة العراقية لمجريات المحاكمة والطريقة الذكية في  مناقشة التفاصيل ودحض كل ماتبثه قنوات التضليل العربية بشأن هيئة المحكمة او الادلة او غير ذلك .لعل الفيحاء القناة العراقية الوحيدة التي تتصدى للارهاب الفكري والاعلامي.. ..واخيرا عجبي لحكومتنا التي لم تعر الفيحاء اهتماما تستطيع من خلال ذلك الاهتمام الحكومي  ان تكون (الفيحاء) اكثر تأثيرا في الاوساط العربية قبل الاوساط العراقية ,,سيما اذا كان هذا الاهتمام مرتبطا  بنوع من الدعم المعنوي والنفسي وربما المادي (ولم لا ) لتلك القناة التي لاابالغ لوقلت انها الوحيدة التي تدافع عن العراقيين حكومة وشعبا..

واختم سطوري بالقول ان الفيحاء اصبحت فيصلا ومقياسا لحب العراق ,,فمن احبها احب العراق ومن يُبغضها فهو في عداد (البعثيين ) الصداميين ..!