القوات الامريكية والمعنويات المتهاوية

ياسر سعد / كندا

yassersaed1@yahoo.ca

نشر محطة CNN الامريكية على موقعها على الانترنت تقريرا حول الجنود الامريكيين الجرحى الذين يتساقطون يوميا في الحرب غير الشرعية واللامبررة في العراق, اشارت فيه حسب مصادر  في الجيش الأمريكي الى  أن حصيلة الجنود الذين أصيبوا في العمليات العسكرية يقدر 17 ألف و500، بينما وصل عدد القتلى إلى ما يقترب من ألفين و500 جندي، الأمر الذي يشير إلى إنقاذ عدد كبير من الجرحى من بين براثن الموت حسب الموقع الاخباري الامريكي.

"أرجوكم لا تتركوني أموت، لا تتركوني أموت"، دائماً ما تأتي هذه الكلمات على ألسنة الجنود الأمريكيين، أثناء نقلهم لمراكز العلاج، لإنقاذهم أثر إصابتهم خلال العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الأمريكي في العراق. وهي نفس الكلمات التي كان يصرخ بها أحد الجنود بعد أن أصاب لغم أرضي مركبته التي كان يستقلها عل أحد الطرق الجانبية قرب بغداد، مما أدى إلى إصابته ببعض الشظايا المتطايرة جراء الانفجار، والتي استقرت في أنحاء متفرقة من جسده. وانتابت الجندي الأمريكي، والذي احتفظ الموقع  باسمه لاعتبارات خاصة، حالة من الهلع عندما لمحت عيناه - من بين كتل الدماء التي تراكمت فوقهما- أحد القساوسة المنضمين للجيش وهو يركع بجواره، حيث ظن أنه يتلو عليه صلاته الأخيرة.

ويضيف التقرير لن يكون هذا الجندي هو الأخير الذي تلحق به الإصابة في العراق، بل مثله كمثل مئات بل آلاف الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا بإصابات مختلفة خلال مشاركتهم في الحرب على العراق.وعلى الفور قام فريق من رجال الإنقاذ بنقل الجندي إلى المستشفى الميداني رقم 10 التابع للجيش الأمريكي ببغداد، حيث أن الدقائق أو الثواني قد تعني الحياة وأحياناً أخرى قد تعني الموت. وسأل الجندي مرافقيه بصوت مكتوم مملوء بالرجاء "هل سأعيش؟"، وبعد فترة تلقى إجابة قصيرة "نعم ستعيش" جاءت على لسان العقيد ديفيد شتاينبرنر، أحد الأطباء بالمستشفى. وقبل قليل طلب الجندي المصاب من مرافقيه أن يمسكوا بقدمه حتى لا تسقط على الأرض خلال نقله للمستشفى، حيث أدى الانفجار إلى بترها بشكل شبه كامل، كما أن ذراعه الأيسر لم يكن بأفضل حال، حسب قول أحد الأطباء. وعلى بعد لا يزيد على مترين في نفس موقع الانفجار، استقرت جثتان أخريان لاثنين من طاقم المركبة الأمريكية، بعد تغطيتهما بأكياس بلاستيكية سوداء. وقال طبيب آخر بالمستشفى، العقيد بوب ماذور، لمراسل CNN في بغداد "إنها معركة بين الحياة والموت نعيشها كل يوم."

قراءة متأنية بل وحتى سريعة للتقرير تظهر الخسائر الجسيمة والتي تنزل بقوات الاحتلال الامريكية  والتي ستخرج جيلا من الشباب الامريكي المعوق والذي يخوض حربا غير عادلة ولا مبررة ومن دون حوافز ذاتية او وطنية. الروح المعنوية للجندي الامريكي في العراق تظهر من خلال التقرير متهاوية ومتدنية فكل همه وامنيته في ان يعيش وبأي طريقة. والطبيب العسكري الامريكي يعترف بالضغوطات الكبيرة على القطاع الطبي فيصرح انها معركة يومية بين الحياة والموت, وبكل الاحوال فإن الصورة الي تعكسها البيانات الامريكية الرسمية تختلف تماما عن الاحوال الحقيقة على الارض والتي يمكن ملاحظتها وبسهولة من خلال التقارير المختلفة والتي تتناول الاوضاع على الساحة العراقية كتقرير  CNN حول جرحى قوات الاحتلال.

تتصاعد اعمال القتل الطائفية في العراق وتزداد وتيرتها مع تعاظم الضغوط العسكرية على قوات الاحتلال ومع الانهيارات الكبيرة في معنويات جنوده. لتصبح الحرب الاهلية المدمرة في العراق بوابة الخلاص وسبيل الانقاذ لجيش الاحتلال من هزيمة وشيكة, حين ينشغل العراقييون بعضهم ببعض كما انشغل سياسيوا الاحتلال في الصراع على المناصب والمراكز عن مطالبهم السابقة المزعومة حول سيادة العراق واستقلاله من خلال طروحاتهم فيما كانوا يسمونه بالمقاومة السلمية. إن المتورطين في الجرائم الطائفية في العراق الجريح, هم ادوات ودمى تحركهم وتتحكم بهم جهات لا تريد الخير بالعراق ولا بإهله مهما كانت انتماءاتهم ومذاهبهم. المواقف الوطنية والكبيرة والتي يقوم بها المخلصين العراقيين مثل التيار الخالصي وهيئة علماء المسلمين يجب ان تدعم وتساند من كل العناصر الوطنية في العراق وفي خارج العراق. العض على الاصابع يدخل مرحلة حاسمة مع الضغوط الامريكية الشعبية على الادارة الامريكية مع انعدام مصداقية تلك الادارة وتفاقم الخسائر الامريكية على الارض, مما يستوجب الكثير من الصبر والمصابرة والوعي الكبير بالاخطار المحدقة بجميع العراقيين والمسلمين وعلى الاخص شيعة العالم الاسلامي حال انفجار صراعا مذهبيا من عقاله دون ضوابط من دين او عقل او حكمة. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com