|
لا تلعب بالنار تحرق أصابيعك محمود الوندي بعد أن تناقلت وسائل الإعلام الغربية والمحلية خبراً عن تدفق الميلشيات الشيعة الى مدينة كركوك {لمحاربة عدوهم الكورد}، وكلنا نعرف أن الشيعة برأ من هولاء المنسلخين على مصالح الشيعة العراقيين وهولاء الميلشيات التي تسللت اليها عناصرحزب البعث تسعي جاهدة لخلخلة النسيج الأجتماعي وتريد زعزعة أستقرار وأمن مدينة كركوك ، وأدخالها في دوامة الحرب الأهلية ، بهدف ضرب التعايش السلمي والأخوة الموجودة بين أهالي المدينة وتفتيت كيانها . قبل الخوض في موضوع أرسال الميلشيات الى كركوك {لمحاربة عدوهم الكورد}، أحب أن أنقل لكم هذه القصة الحقيقة التي وقعت في مدينة خانقين أواسط الستينات من القرن الماضي عندما كنت طالباً في متوسط خانقين ، بعد أن أنتهاء الدراسة أو الدوام الرسمي ومغادرتي المدرسة مع زملائي بأتجاه بيوتنا وكان معي أنذاك الكاتب المبدع أحمد رشيد خانقيني وسمعنا جلجلة من ناحية قريبة {مثل أهازيج} وأتجه أكثر زملائي من الطلبة نحو هذه الجلجلة ليعرفوا مصدرها وسببها ، لقد شاهدنا طابوراً من السيارات العسكرية على شكل القوافل وفي داخلها أشخاص من عشائير البدو وهم يرقصون على أهازيج وينادون نحن البدو اين العدو { يقصدون البيشمركة } متوجهين نحو شمال خانقين أي بأتجاه ناحية قورتو التي تبعد 30 كم عن خانقين وفيها قوات البيشمركة من هيز بمو{لواء بمو} ، ولما نظرت الى أصدقائي فشاهد بعض التغيرات في ملامح وجوههم ، وقلت لهم بدون مقدمات غداً تسمعون أخبارهم ، وفي يوم ثاني ذهبت الى المدرسة رأيت وسمعت الطلاب يتكلمون فيما بينهم ولما أقتربت من أحدى المجموعات قال لي أحدهم هل سمعت أخبار عن تلك العشائر البدو وماذا حدث لهم ، وأستمر في كلامه لقد أنتهوا أمرهم بين قتيل وجريح وأسير بأيدي البيشمركة الأبطال ، بعد أن حدثت مساء الأمس معركة حاسمة بينهم في {منطقة بلا جفت}قريب من ناحية قورتو، وتابعت مفرزة صغيرة من البيشمركة فلول تلك العشائر الهاربة من ساحة المعركة وهي تهتف نحن العدو أين البدو الى أن وقعت تلك فلول بأيدي تلك المفرزة البطلة ، وثم قامت الطلاب داخل المدرسة بالمسيرة ويهتفون بحياة البيشمركة وينادون أين البدو أسير عند العدو . عودة وتكملة موضوع - - - منذ سقوط النظام البعثي ظهرت بوادر المؤامرة على الشعب الكوردي من قبل عملاء دول الجوار داخل العراق ، ومحاولاتهم الصبيانية قضاء على تطلعاته وطموحاته وأبعاده عن واجهة العراق ، كأنهم لا يعرفون فأن الشعب الكوردي خاض نضالاً ضارياً ضد جميع السلطات القمع التي تعاقبت على سدة الحكم في العراق منذ تأسيسه ولغاية سقوط النظام البعث في 9 نيسان 2003 ، من أجل كرامته وحقوقه وأرضيه وقدم الأف من الشهداء وقد تحمل القتل والقمع والتشريد وصلت ذروته في أيام البعث ، ولم تستطيع تلك الأنظمة والحكام أن ينالون من عزيمتهم ، والآن تريد هذه أطراف عميلة للدول المجاورة ومعروفة بعنصريتهم الشوفينية أن تقضي على آمال وأحلام الشعب الكوردي وتنال من عزيمته وأبعاده عن سياسية العراقية وبرغم هولاء الأعداء يعرفون قبل الأصدقاء عن بطولات البيشمركة في المعارك التي كانت تحدث مع الأنظمة البائدة ،لأن أكثر أعضاء تلك الأطراف كانوا من تنظيمات حزب البعث . الغريب أننا نسمع بعض جهات محسوبة على التيار الشيعي ( والشيعة براء من هولاء) وتعلن علانية العداء وبشكل سافر وافتزازي وبدون حياء ضد الشعب الكوردي وترفض أن تنضم كركوك الى كوردستان العراق وتدعي أنها عراقية، وهنا تبين جاهلت هذه التيار وقيادته الغبية كأن كوردستان العراق ليس عراقية ، بما أن كوردستان أيضاً عراقية بمعنى ضم كركوك الى كوردستان لا تخرجها من كونها عراقية ، ويعرف القاصي والداني أن كركوك المدينة كوردستانية تعرضت الى أنواع الأضطهاد من قبل النظام البعثي الشوفيني ، وقام بتغير الواقع الديموغرافي بتهجيرالقسري لأهالي المدينة وجلب عرب وسط وجنوب العراق وأسكانهم في بيوتهم ، وأستمرالشعب الكوردي وقواته البيشمركة لمحاربة نظام البعث من أجل كوردستان وكركوك بشكل الخاص ، التي كانت نزاع بين حكومة البعث الفاشي والقادة الكورد في زمن الخالد الملا مصطفى البرزاني الذي رفض أية مساومة حول مدينة كركوك ، أذن مطاليب القادة الكورد الحالية لمدينة كركوك هي نفس مطاليب المرحوم الأب البرزاني ولم يأتوا بجديد . أما الذين يبحثون عن مغامرات وعنتريات ويريدون أن يقاتلوا البيشمركة فليجربها أن كانت لهم القدرة على ذلك فيكون مصيرهم مثل مصيرعشائر البدوالذين تحدوا أرادة الشعب الكوردي من القرن الماضي في أواسط الستينات ، ونحن نعرف من السهولة أن تدخل هذه العصابات الى مدينة كركوك ولكن خروجها هي أصعب ،لأن بسواعد البيشمركة الأبطال تجعل أرض كوردستان ومنها كركوك جحيم تحت أقدام هولاء الأقزام وسوف يضحون في سبيلها الى أخر رمق من عمرهم ، وكما وقفوا في الماضي كالنسور بحماية أرض وشعب كوردستان ولقنوا البعثيين ومن لف لفهم دروساً لا ينسوها ، وسيقفون اليوم بالمرصاد لمن يتجرأ النيل من الشعب الكوردي ومن حقوقه المشروعة . أحب أن أذكر هولاء ال وقد سبقوكم أسيادكم من البعثيين في تطبيق هذه السياسية ، {في وقت كانت الموازين الدولية لصالحهم} وأن يقللوا من عزم الكورد لمطالبة بكركوك كجزء من أقليم كوردستان العراق ، لكنهم فشلوا رغم كل قدراتهم وأمكانياتهم العسكرية بعد أن تصدى لهم أبطال وفدائي الشعب الكوردي { البيشمركة } ، وأنتم الآن تريدون تقضون على أمال وأحلام الشعب الكوردي من خلال عصابات فدائي صدام أو جيش مهدي الذين لطخت أيادهم الأثيمة بقتل وخطف أخواننا وأهلنا في مدينتي كربلاء والنجف ، ، فأقل لكم هيأت والله يصيبكم ويصيب أسيادكم بخيبة أمل مرة أخرى ، ونصيحتي مجانية لكم أن لا تلعبوا بالنار .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |