صديقي ومنطق العجوز الأنكليزية

علي ماضي

alimadhy67@yahoo.com

حدثني احد اصدقائي الحاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران ،من مدرسة اكسفورد للطيران المدني في انكلترا، في بداي الثمانينات من القرن المنصرم، انه اسُكِن مع عائلة انكليزية مكونة من ام عجوز تبلغ الستين من العمر وبنتيها، اذ كانت هذه المعايشة جزء من برنامج تعليم اللغة ألأنكليزية.

واذكر انه نقل لي انه تجاذب اطراف الحديث مع المرأة العجوز فيما يخص العملات الورقية ،وكيف انه بيّن اليها ان النّاس في العراق لا يتداولون بعض العملات الورقية التّالفة، يقول صديقي: انّها ابتسمت مستغربة من ذلك ! واستطردت قائلة : ولكن ياعزيزي لو انني لم اتداول هذه العملة ،وانت لم تتداولها ،وغيرنا لم يتداولها ،فهذا يعني ان الحكومة ستتلفها في نهاية المطاف ،وستعمد الى اصدار عملة جديدة بدلا عنها،وبتصرفنا هذا فاننا نكون قد اجبرنا حكومتنا على انفاق اموال الضرائب التي ندفعها نحن،في مجال غير ضروري ،وسيكون افضل لو تُنفَق هذه الأموال في مجال الخدمات الصّحية او التعليمية ،او الخدمات ذات المساس المباشر بحياة المواطنين.

وانا اقول لو ان سياسينا الذين يتصدرون منصة الحكم ألان (وليس المواطنين العاديين المساكين)يفكرون بنفس المنطق الذي فكرت به تلك العجوز الأنكليزية الشّمطاء ،لكانت لنا قرءات مختلفة تماما للواقع العراقي الحالي ،ولكان العراق واهل العراق بالف ...الف خير.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com