|
القتل غدرا في العراق ...! رياض العطار – كاتب صحفي - السويد خلال الاسابيع الماضية ازدادت بشكل ملحوظ عمليات قتل المواطنيين العراقيين غدرا في العاصمة بغداد و ضواحيها, حيث يعثر كل يوم على عشرات الجثث ( مقطوعة الرأس ) و مربوطة و عليها أثار التعذيب ا و أطلاقة في الرأس . لقد شمل القتل غدرا السنة و الشيعة و غيرهم , و يظهر ان هناك عمليات تهجير طائفي تقوم بها بعض الجهات في بغداد و ضواحيها , مما أدى نزوح اعداد من الناس حيث بلغ عدد المهجرين في مدينة ( الديوانية ) فقط مائة ألف شخص , هجروا قسرا ( تحت تهديد السلاح ) منمناطق سكناهم تاركين وراءهم اموالهم وممتلكاتهم أضافة الى أعدادا أخرى في عدة محافظات تقدر بعشرات الاف . لقد أصبح العراق نتيجة لعمليات القتل غدرا مستنقع للدم و قطع الرؤوس و الارهاب و الطائفية و أستباحة القيم و أنتهاك المحرمات . لقد تحول العراق الى حمام دم مع أنتشار فرق الموت و مجموعات من المرتزقة المأجورين و اللصوص , يعملون في الخفاء لاغتيال أبناء العراق من أكاديميين و علماء و أدباء ... لتحقيق أهداف أؤلئك الذين يريدون للعراق ان يغرق في مستنقع الجهل و التخلف و الفوضى . و نتيجة لهذه الفوضى , هاجر عن العراق مئات الاف الى سورية و الاردن و مصر و دولا اخرى تاركين أموالهم و أملاكهم للحفاظ على حياتهم و عوائلهم المهددة كل يوم بالقتل و الاختطاف , هذ الاختطاف الذي أصبح تجارة رابحة و سهلة للعصابات و لتمويل الارهاب و للاثراء و الانتقام الشخصي ( تصفية حسابات ) , و تحضرني حادثه سمعتها من احد المحامين عند زيارتي بغداد , قال : أتصل شخص بأحد المجرمين القتلة ( هؤلاء معروفين في بغداد ) , لقتل ضابط أمن سابق في مدينة الديوانية كان قد أساء اليه قبل سنوات و يعمل حاليا بائع خضره في مدينة الدورة ببغداد ( بعد ان احيل على التقاعد ) , فطلب القاتل مبلغ ما, و تم الاتفاق على ذلك و سلمه عنوان الضحية . بعد أيام جاء القاتل يخبره بأن في البيت 12 شخصا و يسأله : ما هو رأيك لو قضينا على الجميع في عملية واحدة ! فقال له و هو مصعوق : أخي خذ هذا المبلغ الذي اتفقنا عليه وا ترك الموضوع لاني الغيت الفكرة . و في هذا السياق , في العراق يستطيع أي فرد او جماعة ان يؤلف جيشا او ميليشيا ( او شركة أمنية ! ) أذا توفر المال , بسبب تفشي البطالة و الانفلات الامني , حيث يمكن العثور على شباب مدرب و ذووا خبرة و براتب متوسط لاستخدامهم في شتى الاعمال ( حمايه , حراسات , أعمال الخطف و الابتزاز و القتل وحرق المؤسسات ... ) . و اخيرا ,ان ظاهرة القتل غدرا او الاختطاف اصبحت تهدد المجتمع العراقي بحيث بدأ الناس بالهجرة خارج العراق و خصوصا الكفاءات و منهم الاطباء حيث اعلن الدكتور محمد الحسوني مدير برنامج الوقاية من العنف في وزارة الصحة ان عدد الاطباء الذين تعرضوا الى الاختطاف و الاعتداء منذ سقوط النظام البائد بلغ 130 طبيبا معربا عن أسفه لمثل هذه الحوادث التي انعكست على أداء المؤسسات الخدمية و الصحية ذات الصلة المباشرة بحياة المجتمع مما أدى الى هجرة العقول العلمية الى خارج العراق ( راجع نداء البروفيسور محمد الربيعي حول اغتيال و أختطاف و هجرة الكفاءات العلمية ...) , كما أكد عدد من الاطباءان الكثير من حالات الاختطاف و الاغتيال لم يبلغ عنها و ان العدد هو اكثر من الذي اعلنه مركز الوقاية و ذلك لان الطبيب يشعر بعدم الامان فهو يتقوقع و لا يفصح عن معاناته فبدأالكثير من الاطباء يأخذ اجازات طويلة تصل ا لى سنة و بدون راتب و هذا ما يشكل عبئا على المستشفى للنقص الحاصل في عدد الاطباء .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |