|
أقلام من منظمة التحرير الفلسطينية في خدمة أجهزة الأمن الأردنية بقلم : د. عصام المصري / الاردن يعرف الكثير من المراقبين لواقع الصحافة والإعلام الأردني أن هذا الواقع يشبه الواقع السياسي في رجالاته المنقسمين في ولاءاتهم، فغالبية الصحافيين والإعلاميين المشتغلين في الوسط منقسمون في ولاءاتهم لأطراف متعددة في السلطة الأردنية، فبعضهم يتبع للأجهزة الأمنية (المخابرات الأردنية )، وآخرون يعملون وفق أجندة الديوان الملكي الأردني، وآخرون كذلك ضمن دوائر رئاسة الوزراء، والوزراء أنفسهم، والأعيان ذوو الوزن الثقيل في البلد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعضهم يخلطون ولاءاتهم ويتقاطعون في أكثر من دائرة من الدوائر المذكورة، ومع ملاحظة أن العديد من هؤلاء كانوا قبل فترة ليست بالقصيرة جداً كانوا من الموالين لمنظمة التحرير في أيام ( العز) عندما كان يحضر الراحل ياسر عرفات للأردن ليغدق عليهم بآلاف الدولارات لتجديد الولاءات للمنظمة وسيادة الرئيس، والغريب أن العديد منهم كان يتباهى بفلسطينيته قبل رحيل عرفات، وتغير الموقف باتجاه الحكومة الأردنية كمصدر بديل للإغداق المالي بعد رحيل عرفات. ويعرف المطلعون أن الإشاعات، وأحاديث مطلعين تتحدث عن أكثر من 80% من الصحفيين يعملون ضمن أجندات معدة مسبقاً لدى صناع القرار، هذا إذا ما استثنينا من يعملون لجهات أجنبية وعربية. كل ذلك ليس جديداً يمكن إضافته، لكن ما جرى في الآونة الأخيرة يثير الشفقة، فلقد وجد عدد من الصحفيين من غير ( المُستَأجَرين) فرصة لهم بالدخول على خط الحكومة الأردنية بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، حيث تلاقى ذلك مع رغبة الحكومة بوجود صحفيين جدد للدفاع عن مشروعها السياسي أو ( أجندتها السياسية ) في إسقاط حكومة حماس، وهذا النوع من الصحفيين يجب أن لا يكون من ضمن القائمة المعروفة بولائها المطلق للحكومة الأردنية والقصر، لذا فإن كل من سينتقد حماس لن يُتهم بتلقيه أوامره من ضابط واحد في دائرة المخابرات العامة الأردنية التي يرأسها الذهبي، حيث ستشفع له (فتحاويته ) أو (يساريته) السابقة، وبذلك تنجح السلطة الأردنية بالضغط على حماس بأقلام صحفيين لم يخطر على ببال قرائهم الانزلاق في سكة ( إلي بروح ما يرجعش )، وسينجح هؤلاء الصحفيون أن ( يقبضوا ) مقابل ذلك مكافآت وهبات مجزية و ( حوافز حسب التعبير المخابراتي) أو مناصب يجري تفصيلها لهم للتو وللساعة. ويعرف المطلعون على الوضع الإعلامي والصحافي في الأردن كذلك أن أقلاماً ( كصالح القلاب، وسلطان الحطاب، وعريب الرنتاوي، وجميل النمري) قد باتت مكشوفة أكثر من ذي قبل، ولذا جاءت الحملة الجديدة في الصحف اليومية والأسبوعية الأردنية موجهة من قِبِلِ عددٍ من الأقلام الجديدة والتي كانت في السابق أقلاماً تتهم بفلسطينيتها الزائدة على الساحة الأردنية لتقف اليوم في صف الحكومة الأردنية في مشروعها السياسي للضغط على حكومة حماس والترويج لقصة الأسلحة من ناحية، و مهاجمة مشروع حماس أو صعودها على السلطة واعتبارها الدخيل غير الشرعي على المنطقة بدلاً من إسرائيل التي أصبحت بنظرهم تحمل كامل الشرعية بعد توقيعها اتفاقية وادي عربة مع الأردن لتصبح دولة شقيقة، وتصبح حماس في المقابل الدولة العدو الأشد خطراً على النظام الأردني والأنظمة والشعوب العربية، فظهر لدينا إبراهيم جابر، وجواد البشيتي، واسعد العزوني، و باتر وردم، و رمضان الرواشدة في بقية الصحف، وآخرون. لا أحد ينكر على أحد حقه في التعبير برأيه، لكن الموضوع في الأردن لا يأخذ موضوع التعددية في الآراء بحق الأمر بالذات، فالمسألة لا تتعدى ثلاث احتمالات لأي صحفي أردني. فأما أن يدخل على خط المخابرات، أو خندق حماس، أو يلتزم الصمت، وليس من احتمالية قائمة لأن تقول رأيك جزافاً وتذهب، فالزنزانة ( شغالة) والحكي ( بسعره) وفي مين يدفع. فلا يمكن تغيير انتقاد حماس إلا بالانخراط في صفوف ( النشامى) حسب التعبير الأردني الخالص. على أية حال يبارك المثقفون للكاتب والمثقف الأردني " إبراهيم جابر" منصبه الجديد كمسؤول في بيت تايكي، إحدى المؤسسات الثقافية التابعة لأمانة عمّان الكبرى ( البلدية ). بالمناسبة فإن الوقت قصير لأن يبادر يساريون أو فتحاويون أردنيون في اللحاق بحزب السلطة، فأصطفافات المنطقة ستجد طريقها للحل والتفاهمات أو للاصطدام حيث الكل يعد أنفاس الآخر.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |