|
في الليلة الظلماء يفتقد البدر احمد السراج / إعلامي في تجمع عراق المستقبل كنت أحس إشفاقاً على أولئك الذين يهاجمون الحكومة الجديدة .. وكان هذا الإشفاق يأخذني رغم إدراكي الكافي للأخطاء السياسية التي تورطت فيها الحكومة الجديدة .. ذلك لأنني فتحت عيني على الحقيقة الماثلة – وهي ان العراق بسبب ما إصابة من الاستعمار يشكوا فقراً في الرجال ، فليس من صالحه إذن كلما خفق في سمائه علماً إن ينكسه أو يحثوه في التراب - . إن العراق يعيش في ظلام ، وحياته اليوم نسيج من ليلة ظلماء .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ، ففي العقل الباطن لكل امة تستقر رواسب تجاربها العديدة وتتراكم ذكريات فشلها ، وذكريات نجاحها ..ومستقبلها منوط دائماً أو غالباً بالقدر الذي تستطيع فيه إن تمحو ذكريات الإخفاق من ذاكرتها .. وتبعث ذكريات الفوز والآمل .. فبهذا القدر وحده يمكنها ان تمحو الحوادث الجارية ألان من قتل ونهب وتصفية عشوائية وغيرها ، وتشق لنفسها وسط الظلمة طريقاً منيراً . إما تلك الخطابات الثائرة التي تسوق مشاعرنا نحو القتال سوقاً عنيفاً يجب إن تصمت , وهذه الأيدي التي تلوح لنا نحو القتال يجب إن تستدير نحو شئ آخر . وإذ قلنا بالأمس " ليس لدينا شئ نخسره " فاليوم لدينا الكثير يجب علينا إن نحرص عليه . كثير يجب ألا نخسره ولا نفرط فيه ، معنا جمهورية ناشئة فتية علينا إن نصونها ، معنا ثورة ظافرة علينا إن نحميها من أعدائها ، معنا فرصة جليلة تهدي خطواتنا إلى مستقبل مترع بالرخاء والقوة والتفوق يجب ألا ندعها تفلت من أيدينا . فانظروا كم هو بعيد إذن الفارق بين مغامرة الأمس ومخاطرة اليوم ، فلنتهيأ للموقف الفاصل في هدوء لا يفسده التشنج " واقصد تشكيل الحكومة " فالعراق على موعد مع المستقبل وانه لمصمم على أنجاز وعده ، واقسم بكل شئ مقدس ، ولو أمطرت السماء رجعيين وأنبتت الأرض رجعيين فلن ينالوا من تصميمه ، ولن يأخذوا زمامه من يده ولسوف يمضي العراق مستبسل شامخ والهلاك لمن تخلف .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |