خطة" بايدن" ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ

رشاد الشلاه

rashadalshalah@yahoo.Se

جاء إعلان خطة تقسيم العراق الأمريكية في الأول من أيار، على أسس مذهبية وقومية، في وقت تصارع فيه السفينة العراقية المتداعية الغرق، وفيه يبذل المخلصون لوحدة التراب العراقي ما يمكن لبناء حكومة وحدة وطنية تنأى قدر المستطاع عن التوصيف المذهبي والعنصري الذي مهدت له الإدارات الأمريكية المتعاقبة إعلاميا ثم كرسته إدارة الرئيس بوش، في الواقع العراقي الحالي.

  واضع هذه الخطة، وهنا مكمن أهميتها، ليس احد المختصين الأمريكان بالشأن العراقي، بل مسؤول أمريكي رفيع هو رئيس الأقلية الديمقراطية بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جوزيف بايدن.

 السيناتور بايدن، يعلن خطته بثقة الآمر وبلغة الوجوب، فيقول " يجب أن يقسم العراق إلى ثلاث مناطق كبيرة؛ عربية سنية، و كردية، وعربية شيعية، مع حكومة مركزية ضعيفة في بغداد". وهو هنا لا يبتكر حلا سحريا للمعضلة العراقية، فقد سبق للإدارة الأمريكية أن أشرفت على تطبيق مماثل لهذه الخطة، فيستطرد بالقول" إن الوضع العراقي يحذو حالة الحرب البوسنية التي لم تتوقف إلا بتقسيمها في معاهدة دايتون، التي حدثت تحت أشراف الولايات المتحدة الأمريكية "، ويمضي السيناتور في تفاصيل خطته مشيرا إلى" أن تتولى المناطق الكردية والسنية والشيعية ترتيب إدارتها المحلية وتنظيم أمنها الداخلي، وتتولى الحكومة المركزية الأشراف على الحدود والعلاقات الخارجية والإيرادات النفطية".

الإدارة الأمريكية ردت على هذه الخطة بلسان المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان حيث قال إن إدارة الرئيس جورج بوش "تبقى ملتزمة بعراق فيدرالي ديمقراطي تعددي وموحد يسود فيه احترام كامل للحقوق السياسية والإنسانية".

أمريكيا، يمكن النظر إلى هذه الدعوة أو الخطة من السيناتور الديمقراطي والرد عليها من قبل إدارة بوش الجمهورية، مناورة تستبق انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ولكن إقليميا تستدعي هذه الخطة موقفا صريحا معلنا، لان اللافت، وقد مضت أيام عدة على طرح هذه الخطة، أن الوسط الإقليمي المحيط بالعراق صم آذانه عنها، لكن من المؤكد أن هذه الوسط لن يسره عراق مفتت متطاحن طائفيا وقوميا وفق خطة أمريكية معروفة النوايا والأهداف، و إذا ما حدث ذلك فسيسحقه أيضا قطار التفتيت الأمريكي المنفلت، الذي لا يجد عناء كبيرا في البحث عن مبررات تفتيت دول هذا الوسط الإقليمي.

 أما عراقيا وهي الساحة الأهم في الموضوع، فان السيد بايدن الذي قام بزيارات متعددة للعراق قد خول نفسه التصريح، أو كان مخولا به، نيابة عن بعضهم، بقوله" إن سنة العراق يرحبون بتقسيم العراق على بقاء البلد بيد حكومة مركزية قوية واقع تحت سيطرة الشيعة."

 فمن هؤلاء العراقيون المرحبون بتقسيم العراق، أو بالأحرى من هؤلاء الذين سيتولون عملية الدفن بعد أن همّ السيد بايدن بحفر قبر وحدة العراق؟ 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com