إبتلينا بالنفط!

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

إبتلى العراق وشعبه بالنفط منذ أن تم إكتشافه وإستخراجه الى يومنا هذا ، حيث أصبح الشغل الشاغل للمستعمرين والحكام على حد سواء ، وخاصة في زمن دكتاتورية صدام التي جعلت من النفط سلاحها المهم في إرهابها وقمعها وحروبها وغزواتها الداخلية والخارجية

حيث حول نظام صدام النفط كسلعة تباع وتشترى وتهرب عبر الحدود من قبل أزلامه وحاشيته ، وكذلك أصبحت مادة دسمة للرشاوي بإسم الكوبونات النفطية الشهيرة ، التي دفعت لشخصيات عربية وأجنبية مقابل تأييدهم للسياسات الحمقاء للنظام الدموي المنهار في ظل الحصار الذي دمر الوطن وأتعب الشعب

هذا النفط الذي إبتلينا به ، هكذا تعود فوائده دائما للحكام وأعوانهم ، وليس لأبناء الشعب ، وحتى بعد دخول القوات الأمريكية الى بغداد سارعت هذه القوات الى وزارة النفط لحمايتها وحراستها ، قبل أية وزارة إخرى أو أية مؤسسة مهمة كما حصل للمتحف الوطني العراقي الذي نهب ودمر منذ اليوم الأول لإنهيار نظام صدام .

واليوم يعيد التاريخ نفسه من جديد ، حيث تتصارع بعض أحزاب وقوى المعارضة السابقة للنظام المنهار والحاكمة حاليا حول من يحصل على الوزارة الدسمة ، وزارة النفط !

 وهذا ما يعكسه الصراع والعراك الدائر بين القوائم الفائزة المختلفة ، وحتى بين بعض الأحزاب والقوى المتحالفة داخل الأئتلاف العراقي الموحد ، حيث ينسحب هذا الطرف السياسي أو ذاك من الإشتراك في الحكومة العراقية الجديدة ،  بسبب عدم حصوله على وزارة النفط .

 وهذا أحد الاسباب الذي أدى لعدم إعلان الحكومة العراقية الجديدة في موعدها ،  وكأن الحصول على هذه الوزارة من قبل هذا الحزب أو ذاك ستحل كل مشاكل العراق الثقيلة والمتراكمة منذ زمن النظام المنهار ، ولا زالت دون علاج

ماذا حصل شعبنا من هذا النفط الذي أصبح مادة تملئ جيوب الحكام وأعوانهم ومرتزقتهم ؟ ، والمواطن العراقي يعاني من الفقر والجوع والأمية والقمع والتشرد ، بإسم الدولة النفطية التي تشكل ثاني إحتياطي نفطي كما يذكر .

أين البلد النفطي وأبناء العراق يقفون طوابيرا طويلة وتأخذ منهم الوقت الطويل للحصول على كمية محدودة من الوقود ، وكأنهم في أفقر البلدان بالعالم ؟

كفاكم يا حكام العراق من معارك المكاسب والمناصب والمصالح الذاتية ، عليكم العمل من أجل بناء العراق الديمقراطي الإتحادي الحر، وهذا هو خيار الشعب الحقيقي  .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com