|
محنة التهجير الحديث عن العوائل المهجرة يستبطن الكثير من معاني الالم والحزن ، لانه يرتبط بساحة واسعة من العراقيين الذين يعيشون في بحر المعاناة الامر الذي يعرضهم الى الوان متعددة ومعقدة من المشاكل والتحديات التي تهدد مستقبلهم . ومع الاسف الشديد لا يتوفر لدينا لحد الان أي موقف سوى الاحصائيات الدقيقة عن عدد العوائل المهجرة رغم كثرة المؤسسات الحكومية والخيرية التي تبدي لنا اهتماماً بالمشكلة الا انها لا تبدي سوى عواطف ودعايات فارغة وثرثرة في الكلام . وان منطلق الاحساس والتفكير بمحنة العوائل المهجرة ينبغي ان يكون منشؤه الواقع المرير الذي تعيشه تلك العوائل – لانه بخلاف ذلك يكشف عن اللامبالاة واللا مسؤولية من قبل المترفين في الدولة - . ان الحقيقة الاولى التي ينبغي ان لا تغيب عن اذهان حكومتنا الموقرة ، هي خطورة الدور التخريبي الذي قام به الاتجاه التكفيري والبعثي تجاه هذه العوائل – وكيف يمكن يكون التعامل مع هذا الملف - . اما الحقيقة الثانية ، ماذا قدمنا لتلك العوائل المهجرة ؟ سؤال اطرحه على الجميع . وللاجابة على هذا التساؤول ومع الاسف الشديد نقول : في المجال السياسي لم تقدم الحكومة شئ بل اكثر من ذلك كله ، هو انها لم تتخذ موقفاً حقيقياً من تلك الزمر المحرضة على التهجير رغم وضوح هويتها . اما على الصعيد المادي فأنه يبعث على الحياء والخجل الشديد ، بل انه يصل الى مستوى اللاشئ في ظل الارقام الهائلة التي تصرف لاؤلئك البرلمانيون والوزراء الذين من المفروض ان يكونوا في خدمة الناس ، ان الحكومة بأمكانها تقديم الكثير للعوائل المهجرة متى احست بالمحنة وعقدت العزم على العمل من اجل حل كافة مشاكلهم . وذلك من خلال استراتيجية ناجحة وخطط وبرامج مكثفة ومستمرة فالمخرج من هذه المحنة لا يتأتى بمعوناة تقدم الى العوائل المهجرة ولا عن طريق المؤتمرات التي تنعقد وتتخذ قرارات وتوصيات ليست مؤثرة على الاطلاق ... ولكن المخرج لا يأتي الا عن طريق واحد ، ليس هو طريق المؤسسات او الصليب الاحمر او الهلال الاحمر ، انما هو طريق الحكومة العراقية ، بمعنى ان تتبنى الحكومة هذه القضية ، نعم ان الخطة الوحيدة للخروج من هذه المحنة هي عبارة عن وضع استراتيجية هامة وبناءه ولا يمكن توفر هذه الا اذا توفرت النوايا الخالصة والعزم الصادق . وعليه فأن حقيقة الخروج من هذه المحنة التي حلت بوحدة العراق تتم بمرحلتين : 1- توفر وحدة وطنية لمعونة هذه العوائل بالمستوى المطلوب . 2- خطة العمل على اعادة هذه العوائل الى سكناها او تخييرها في تحديد مصيرها بنفسها . واخيراً ارى ان مسؤولية تذكير الحكومة بتبني محنة العوائل المهجرة وجعلها ذات المقام الاول من اهتماماتها هي مسؤولية كل عراقي يمتلك ضميراً دينياً ووطنياً .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |