|
كثيرا ما قرأت في الصحف المشهورة دولياً ولكتاب وإعلاميين ذائعي الصيت قد شهدوا عن كثبٍ الحرب الاهلية في لبنان وعاشوا كل تمظهراتها وكذلك عاشوا ظروف الحرب الأمريكية على أفغانستان وقد كتبوا عن كل ما شاهدوه وسمعوه دون ان يتعرض لهم احد الاطراف المتنازعة الا في العراق فهم يقولون انهم لم يتعرض الإعلاميون والصحفيون الى هجمة اكثر شراسة مما يتعرضوا له في العراق وهذا الكلام لكل من رأى وسمع اخبار العراق لا يعد مبالغة في مدى ما يكابده الإعلاميون والصحافيون في العراق. لماذا العراق. لااحد ينكر ما مدى همجية ووحشية النظام البعثي السابق وولعة بإراقة الدماءِ فكانت الدولة تعني البعث والبعث يعني الدولة، فكل صوت لا يثني عليهم فهو مارق ويستحق المقصلة فلا معارضة في الداخل ولا رأي مباين لخطوط البعث وتوجهاته وكل وسائل الأعلام مسخرة لصالحه، كان يلاحق اقصى محطة اعلامية معارضة في سبيل اخراسها والانتقام من القائمين عليها. لذا لم يحتمل هولاء – البعثيين – بعد أن أنهار عليهم نظامهم الفاشستي –وهم المولعون بشرب دماء معارضيهم -ان يتركو الاعلام و الصحافة في العراق يخرجان من ظلمات معتقلاتهم الفكرية الى نور الكلمة الحرة والمحايدة والتي ليس لها هماً سوى نقل الحقيقة بدون شرطة فكرية تقمع الاعلام المستقل. الامر الاخر والذي زاد قمع الإعلاميين والصحفيين هو المد التكفيري القادم من خارج العراق فأعطى لتصفية الإعلامي بعداً دينياً وعقائدياً بحجة ان هؤلاء السنة الاحتلال والحكومة التي أسستها القوى المحتلة. فهذان الامران هما برأي اللذان جعلا العراق يكون اكثر الأماكن خطراً في العالم على الاعلاميين والصحافيين ولن تقتصر بالطبع الهجمة على الأعلام والإعلاميين على هذين السببين فثمة تيارات دينية متطرفة في الداخل لا تؤمن اطلاقاً بحرية الأعلام وحرية العمل الصحفي فتتخذ من العنف وسيلة لقمع الاخر. اضافة الى وجود ما فيات تعمل داخل المؤسسات العراقية تعمل لصالح الارهاب من اجل بث الرعب وخلق حالة من التوتر داخل المجتمع العراقي . اذن مخاطر العمل الإعلامي والصحفي داخل العراق كبيرة وربما لم يمر اعلام بلد ما مثلما يمر به الاعلام العراقي كما قدمت آنفا ، لكن مع ذلك يستمر العمل الاعلامي والصحفي في العراق كما تستمر الحياة داخل العراق رغم العقبات الارهابية التي يضعها الارهابيون في طريق العراقيين ، وقد قالو الجماهير اقوى من الطغاة ونقول نحن الاعلاميون الكلمة الحرة ستبقى اقوى من الطغاة والإرهابيين.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |