|
الحروب الاهلية ... ! رياض العطار – كاتب صحفي - السويد عود ثقاب واحد يشعل اكبر الحرائق و اخطرها . بعض الحروب الاهلية تندلع لابسط الاسباب , و التأريخ فيه الكثير من الامثلة على ذلك . ففي الولايات المتحدة الامريكية أندلعت الحرب الاهلية عام 1861 بين ولايات الجنوب و ولايات الشمال بسبب صدور مرسوم تحرير العبيد الذين كانوا يعانون من الاستعباد و التمييز في ولايات الجنوب على أيدي ملاك الاراضي الذين كانوا يستعبدونهم في زراعة و أستصلاح الاراضي , لهذا عارض ملاك الارض في الجنوب مرسوم تحرير العبيد . اما في ولايات الشمال فقد ساندوا رئيس الجمهورية بقوة في أصداره مرسوم تحرير العبيد و ذلك لان مجتمعهم صناعي و العمال يعملون في المصانع و بضمنهم العبيد لقاء أجر و لا وجود لاستعباد العبيد في المصانع , و لكن التمييز موجود في الاجر و غيره . أستمرت الحرب الاهلية الامريكية بين الجنوب و الشمال خمس سنوات حيث أنتهت عام 1865 بأنتصار الشمال على الجنوب . هذه المقدمة اسوقها بعد ان تفاقمت الاوضاع في العراق منذرة بحرب أهلية , ففي كل يوم يقتل عشرات الشهداء غدرا و هم مقطوعي الرؤوس او باطلاقة في الرأس بعد ان تعرضوا للتعذيب , هؤلاء الشهداء من السنة و الشيعة . لقد رافق عمليات القتل هذه حملات تهجير واسعة , حيث يرغم الشيعة في بعض المناطق السنية على ترك بيوتهم تحت تهديد السلاح , و كذلك يتعرض السنة الى التهجير من المناطق الشيعية . ان مجموعات الارهابيين و بقايا النظام السابق هم من يدعم و يمون و يشارك و يجند لاشعال فتيل الحرب الاهلية في العراق , فهذه المجموعات تهاجم الحسينيات و مساجد أهل السنة و تقتل من الطرفين ( السنة و الشيعة ) فيتصور كل طرف ان الاخر هو المهاجم و القاتل , يرافق ذلك حملة من التحريض ضد الاخر يقوم بها عملاء مدربون على ذلك ( هؤلاء العملاء هم من بقايا اجهزة المخابرات و الحرس الخاص و الاستخبارت...) . ان عملاء النظام السابق يمتلكون اموالا طائلة و استثمارات كبيرة في بعض دول العالم و يستخدمون هذه الاموال الان لاشعال فتيل الحرب الاهلية من خلال تجنيد الاشخاص و شراء الذمم و تمويل العمليات و تقديم الدعم اللوجستي للمجموعات الارهابية ...الخ , و يتحصن هؤلاء في بعض الدول الاوربية بالجنسية التي حصلوا عليها خلال اقامتهم فيها كسفراء او رؤوساء اجهزة مخابرات ... او من خلال ارصدتهم في البنوك هذه الارصدة التي اختلسوها من اموال الدولة العراقية . لقد كانت النمسا هي المحطة الرئيسية لهذه الاعمال ( أي محطة المخابرات العراقية ) و بعد ان انكشف تعاون صبري الحديثي سفير العراق السابق في النمسا مع المخابرات الامريكية , استلم سلفه المسؤولية , و من المعروف ان هذا السلف هو رجل متهم بجرائم القتل الجماعي خلال الحرب العراقية الايرانية وقاتل الشهيد عبد الكريم قاسم ( أطلق النار علية في الاذاعة و التلفزيون ) و قد كتبت الصحافة العراقية عن ذلك بما فيه الكفاية. و أخيرا , ان الحكومة العراقية و اجهزتها المختصة و منظمات االاحزاب السياسية في الدول مدعوة الى رصد تحركات كل من يحرض و يدعم و يمون ويجند لاشعال الحرب الاهلية قي العراق لان ذلك هو واجب وطني و أخلاقي .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |