جراحُ الضحايا وسَفاهة الساسة

قاسم محمد الكفائي / كاتب عراقي – كندا

iraqisiraq@yahoo.com

مفهومُ الضحيَّة لا يقتصرُ فقط على الشهداء الذين سقطوا صَرْعى في مُواجهةِ الظالم أو الطرف الآخر المحارِب . فهناك ضحية من لون آخر قد تكون روحُ الشهيد سعيدة أكثر من روح الضحية المعذب ما بين الحياة والموت نتيجة أخطاء سياسية ، لصراع لا ينتهي ولا يثمر   بشيىء . الشعبُ العراقي عاش تجربة هاتين الصورتين وتعداهُما في الأعوام الخمسة والثلاثين من تسلط صدام التكريتي على الحكم في العراق . لقد حازالأنسانُ العراقي على شهادة موثقة من المجتمع الدولي والتاريخ الأنساني بمظلوميته التي لا تضاهيها مظلومية ، لا كانت ولا تكون  .

الضحايا من كل مكونات النسيج العراقي ، الدينية والأجتماعية والسياسية والقومية والطائفية ماعدى الفرق بالكم . فالضحايا إذن كل العراقيين الذين وقفوا بوجه الطاغية صدام حتى ولو بحرف أو كلمة . فليس ما بيننا كمواطنين عاديين أو مسؤولين من الطبقة الوسطى حتى أعلى قمة في الهرم الحكومي رئيس الوزراء ، ورئيس الجمهورية ما لم يكتوي بنار صدام التكريتي . والذي يكتوي بالنار لابدَّ أن يكون حريصا لأخمادها وضماد جروحه بأسرع ما يستطيع . ومن مُخلفاتِ الظلم ، وإهمال الجروح ، وحالة الصراع على حلبة الأطماع  وتصفية حسابات سقطت ضحايا ومازالت تتساقط في كل شارع  من شوارع  بغداد على الخصوص . مَن يدفع فاتورة الدم العراقي المُباح برصاص وقنابل الصداميين ، أو سكاكين الأرهابيين وحزامهم الناسف  ؟   

هل يدفعها حارث الضاري وفرقته الجهادية ، أم علماء الوهابيين الجهلة والمنافقين الذين يُصْدِرونَ ضدَّنا فتاواهم المُحرِضة ، ويُصَدِِّرون كلابَهم الجهادية لقتلِنا بتحريض وتخطيطٍ من  دائرة مباحث آل سعود ؟

الذي يتوجب على ساستنا المخلصين الذين نثق بحرصِهم علينا أن يلتفتوا الى أمر أهم من طروحات يضعونها كلَّ يوم ولا نجد فيها نفعا ، هو أن تعطيل تشكيل الحكومة لساعة واحدة يكلفنا المزيد من الضحايا ، ويكلف الوطن المزيد من الدمار والخراب . الأنشقاق و ( الدَلعْ ) السياسي والسفاهة على حساب الأرواح والممتلكات حرام وخيانة عظمى . عليكم أيها الساسة أن تُكملوا تشكيل الحكومة قبل الذهاب الى المحراب والبدء بصلاة الفجر أو دعاء الصباح . نحن نفهم كيف يواجه المخلصون صعوبات وحواجز ومشقات ، ومع كل هذا نريد من المخلصين أن يواجهوا كلَّ ما من شأنه تعطيل حركتهم بصبرهِم وعقولِهم وحكمتِهم حتى يصلوا الى غاية المجهود . أما أن نسمع ( هذا انشقَّ وذاك انفلق أو زعلان لأن يريد وزارة النفط والآخر يريد وزارة الكاز وايل أو وزارة الحصو ) فهذا أمر منكر  بكل ما للكلمة من معنى . أخوتنا وأهلنا في قائمة الأئتلاف نثق بهم ولا نفرط أو نطعن بأي منهم ، فما هو الضير وعلى سبيل المثال أن يكون وزيرا للداخلية الوطني والعقل النافذ أحمد الجلبي ، أو المهذب والغيورالسيد توفيق حفيد قائدي ثورة العشرين السيد نور والسيد علوان الياسري ……؟        

أيضا وزارة الدفاع .. ألا يستحقها الآلوسي ؟ لماذا لا نستثمر حرصَه وحبَه لوطنِه ، وبغضَه للأرهاب والوهابية ، وهو أزكى من شرذمة المنافقين  وقد قدّم المزيد لوطنه وشعبه ؟

أما النفط .. ( أم الخبيزه ) فتكون عليها قرعة ما بين السيد الجليل حسين الشهرستاني من المستقلين ، وممثل الفضيلة (  فضوها عاد موانفضحنه ) .

العجب كل العجب أن ساستنا لا يحسبون ألف مليون حساب لما يحيطهم من مخاطر لا تُعد ولا تُحصى … ( والله عايشين على البركة ) ، نأمل منكم خيرا هذا الصباح قبل حلول المساء.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com