الحياة التي نريد

أبو نصرالله / بابل

aljablawi@hotmail.com

أبو نصرالله قد يبدو من العنوان أنني أمام مسؤول كبير وأناشده عما يعتريني أو يدور بخلجي عن حياة أتصورها أنا من نسج خيالي .. وأبدأ بسرد الحياة التي أريدها لي ولشعبي العظيم الذي عانى من ويلات الظلم والأستبداد .. وأنا هنا وقبل أن أخوض في تفاصيل حياتي أبين لقاريء الكريم عن نمطية الحياة التي تعودناها نحن العراقيين في بلدنا حيث كنا ندرس في التعليم المجاني وبعدها ننتقل الى المتوسطة والأعدادية ولا نشعر بشيء من مسؤوليات وواجبات الأنسان تجاه وطنه لأن الوطن حينها صار كالحوت الذي يبتلع أي شيء يواجهه .. وهذا ماحدث في حروب وطني الكثيرة التي أجبرته ظروفه على الخوض بها جراء أستهتار حاكمه آنذاك .. فلم يكن بيننا وبين الوطن الذي أعتبر في حينه وطن أبناء العوجة فقط وماعداه غرباء يسكنون بأقامة أجبارية .. وكانت الحياة التي نحياها في محيط وطننا تعج بالكوارث علينا ..

والآن وبعد أن تغيرت حياتك ياوطني وزال كابوس الرعب عنك .. عرفتُ قيمتك وعرفتُ أنك لم تعد رهين رغبات الحاكم .. وعرفت أنك بيتٌ للشعب يسكنك أبناءك وهنا علي أن أطالبك أنت ياحبيبي ياوطني بالحياة التي أحلم .. ولم أطلب من غيرك مهما كانت سلطته وشخصيته .. لأنك أنت الباقي وكلهم الى زوال مهما تفرعنوا .. ياوطني عرفت أن من بقي معك ومع ذكرك الطيب كل أبناءك الأفذاذ العظام ومنهم نستذكر صانع حياة مجدنا المفكر محمد باقر الصدر (رحمه الله) الذي علمنا معنى الحياة ومعنى الأنسانية ومعنى العطاء .. فأجاد بنفسه ليحيا الناس وأجزل العطاء الفكري ليفهمنا الحياة .. ومن السيد محمد باقر الصدر نستسقي عطشنا ونروي ظمأنا لننهل من معرفته ونطلب الحياة التي نريد ..

ياترى ماهي الحياة التي نريد ؟ أن نعيش ونموت دون أن نأخذ من الخالدين عبرة وهم عنوتنا وأساتذتنا .. كيف إذن صاروا خالدين وهم أموات ؟ (( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) .. كانت ثمرة عملهم في الحياة هو الخلود لهم في ذاكرتنا بعد أن رضا الله عنهم وأرضوه .. فلتكن حياتنا عمل وأبداع من أجل التحرك في مساحات العشق الألهي وبذلك نكون قد أقتربنا أكثر من رحمة الله الواسعة .. وننال حياة الدنيا والآخرة .. نريد أن نعيش بعز وأن نربي أنفسنا كما ربانا علي بن أبي طالب حيث أوصانا أن نكون أحراراً (( لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا)) فماأوسع معرفتك ياعلي ..فيها تختزن الكثير من مطالب وتمنيات الحياة .. لأنها حياة كرامة وعطاء لا بذل وأمتهان ..