متى يسقط الصنم الامريكي ؟

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com

لو اننا نتابع احداث العالم ومايدور فيها لنرى فيها ما يضحك وما يبكي , وكيف العالم باسره مطيعاً ذليلاً لأمريكا , ونادراً ما نجد من يخالف الارادة الامريكية , ومع الاسف الشديد ان عدد الدول المعارضة لأمريكا ولسياساتها تعد بالاصابع , وكذلك لا نجد نداً حقيقياً يقف بوجه هذا المارد , ولو نعود قليلاً الى الوراء ونستذكر ما كان يقال عن الرئيس الليبي معمر القذافي ومايقال عنه الان فلقد تحول بقدرة الارادة الامريكية من ارهابي معتوه الى رئيس شريف وصديق للولايايات المتحدة بعد ان سلم كل اسلحته التي اشتراها من سوق الخردة لروسيا والصين وكوريا الشماليا وبأموال طائلة اقتطعت من دم ولحم المواطن الليبي , واستطاع الحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك من مديرة العالم (امريكا) , واما اسامة بن لادين فكان يسمى باحد قادة المجاهدين ضد الجيش الاحمر السوفيتي عندما كان يخدم وبأخلاص امريكا ويحارب مع غيره المحتلين السوفييت تحت اللواء الامريكي ( مع احترامي لكل المجاهدين الذين حاربوا المحتلين دون التلوث بالعمالة لأمريكا) , وكيف كان بن لا دين ورقة بيد الامريكان وكيف اصبح الان مطلوباً وارهابياً , وكيف تم اختيار السعودية عضواً في منظمة حقوق الانسان , وهي الدولة التي لا يعرف الانسان فيه غير الطاعة للعائلة المالكة من ال سعود , وكان المفروض ان تنتخب السعودية في منظمة حرمان الحقوق من الانسان , او منظمة تدمير الانسان وتحوله الى مسخ , او منظمة اعداء الانسان ولكن ماذا نقول غير انا لله وانا اليه راجعون .

 في العراق وايام النظام البائد كان هناك بعض من البعثيين يلاحقون ويراقبون اح الاخوة المؤمنين المتدينين ويكتبون عنه وبشكل دوري تقارير ويرفعونها لرؤسائهم وفي كل مرة يكتبون عن اخلاقه وسلوكه وانه غير منظبط ويعللوا ذلك بواظبته لصلاته وتدينه , وبعد فترة طويلة من المضايقات للأخ المؤمن اضطر الاخير ان يدخل احدى حانات بيع الخمور لأبعاد الشبه عن نفسه واذا بالبعثيين يكتبون تقريراً ويذكروا فيه ان الاخير بدء عليه علائم التحسن في اخلاقه وسلوكه , لقد وددت ان اذكر هذه ( النكته ) الفكاهة كمثال عن كيفية تفسير الاخلاق والمواطنة لدى البعثيين , وكذلك كمثال للسياسة الامريكية في العالم , ولو نقارن ما كان يقوم به البعثيون , وما تقوم به امريكا نجد تشابهاً وتطابقاً في السلوك والاخلاق , فالبعثيين كانوا يحاولون ان يفرضوا على الشعب افكاراً تافهة شريرة ارادوا من خلال هذه الافكار تدمير البنية الاخلاقية والاجتماعية والدينية للشعب , وكذلك حال امريكا فأنها تزرع الفساد والدمار وتطالب العالم بالطاعة لها , فالدول التي تقف في الضد من سياساتها هي دول مارقة , واما الدول الذليلة المطيعة لأمرها وتنفذ سياساتها فأنها دول صديقة وذات سيرة وسلوك حسن , ولقد اسقط الامريكان الصنم العراقي فهل ياترى نرى سقوط الصنم الامريكي ؟ وهنا نقول هل السياسة هي فن الممكن ام هي فن التمكن ؟؟؟؟؟!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com