|
كوكتيل الحرية رحاب حسين الصائغ
عندما نفكر نحلم بتجاوز الحالة أي حالة نعيشها بواقع مفروض كمشكلة ونحلم بتحقيق الوصول لقرار من منطلق الاعتقاد بأننا قادرون وتبدأ تصوراتنا من اللحظة الأولى للتفكير بجدية الحالة التي تشغلنا على جميع الأصعدة.نريد تحقيق الحلم الذي لن ينتهي البحث فيه حتى آخر لحظة نعيشها إلى أن نصل للحل الأمثل . منذ أن بدأت طبول الحرب احتفاليتها الدامية اخذ الحديث يدور حول ما فتقت الذاكرة عن عبقريتها فيما آلت إليه الأمور وما ستؤول إليه منذ سنين والعراقيون محاطون بالستعباد ومصادرة الحقوق ..لذا الجميع يسال : هل سيأتي يوم نعرف طعم الحرية ؟. أجد أن هذه الكلمة مرادفة للإرهاب وقد دمّج وجهها بالكثير من الأقنعة .وكبر أمر هذه الكلمة وتقرح الحلم فاصبح الموت قمة الهدف، والحلم في قعر الحالة. وشتان ما بين الحرية والارهاب، لكن أجدهما كفاُ بكف يختالون عموم الحياة اليومية ونحن مشبعين بالأوهام ندور حول الحالة وليس في صميمها .. وتشعب التساؤل : من هو عبداُ للآخر . الحلم من استعبدنا ! أم الحالة التي نعيشها ؟.. يحدث الكثير وعيوننا تعبت من التحديق والمشكلة تنتفخ .. ونخاف أن تنفجر . لكننا مصرين على أن لا نفهم . وان كنا نعلم لا نقدر على عمل شئ فالخطبوط السابق عمل على خنق أي ذرة هواء نقية وترك الأذرع تتحرك مع سمومها .الاخطبوط الآن هلامي، وما أن نريد بتر ذراع حتى نجد ذراع غادرة أخرى تفتك بجهة أخرى ويدور الحديث ويكثر وينسينا حقيقة ما نريد الوصول إليه الكل وجد انه مجزأ والمشرحة خارج عن الوعي يعمل به مشرط الجراح لأنه مخدر وفاقد للحلم ويدفع غاليا من صحته وعمره ليخرج بعد ذلك لا يستطيع حتى التعرف على الحالة التي أراد التفكير بها لاعتقاده السائد بقدرته لأنه وصل قمة الهدف وحالة التفكير سلبت منه تحت ضغوط الوهم . أريد القول أننا نعمل أو بدأنا العمل بدون أساس.كيف ؟. بعد أن هدمت جدران الخيال الصلب اصبح الحلم هش لان الكابوس أحاط أجسادنا بالخوف وشلت حركة الحلم، وعادةً يكون الحلم خالي من الخوف فكان واقع الحال تخبط من اجل إنهاء المعركة بدون حكمة والحكمة تحتاج الصبر، وما حل بنا من بلاء يحتاج إلى اتحاد الحالة وليس انفصامها.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |