المالكي وكوندوليزارايس والموت خنقآ على جسر الأئمة وفي نيوأورليانز

مثنى حميد مجيد

aram_muthana@hotmail.com

لم يشهد تاريخ العراق القديم والحديث جريمة بشعة وسافرة كجريمة جسر الأئمة وحتى في زمن صدام  الملئ بالأساطير لم نسمع بألف شخص يدهسون بعضهم دهسآ ويموتون موتآ جماعيآ تحت الشمس وبهذا الألم والحزن.كانت بعض القيادات الشيعية التي حرضت ودفعت الناس الى تلك المسيرة الكبيرة لأغراضها السياسية الدنيئة المستثمرة لمشاعر الشعب وتقاليده الفاضلة تعلم جيدآ أن بغداد كانت ومازالت ساحة حرب لكنها أخطأت الحساب في تقدير حجم الجريمة.كانت تتوقع أن يكون عدد الضحايا الأبرياء المقدمين للنحر عشرة ، عشرين وحتى مائة لكن حجم الجريمة كبر محتجآ وصارخآ في وجوههم فجفلوا وراحوا وهم يرفعون خرقة إدعاءاتهم بالتشيع يحاولون خداع العالم والضمير الحي المنصف معلقين الأسباب على وجههم الاخر المتسنن العفلقي فنالوا سخرية الله قبل سخرية المراقب المنصف وغير المتحيز إلا للعدل.
أعلنوا عن تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة الأسباب ثم وبلا خجل لم يعرف أحد ماالت ووصلت إليه اللجنة المزعزمة وبالتأكيد فإن نوري المالكي مسؤول اللجنة الأمنية على معرفة بتفاصيل كل تلك البشاعة وكانت بيده مفاتيح عديدة لمنعها  والحيلولة دونها لمنصبه الحساس وعلاقاته بالقيادات الحزبية والدينية.ولكن والحق يقال فقد حملوا أكياسهم و ظروفهم مليئة بدولاراتهم الطاهرة ليتبرعوا بها لأهالي الضحايا وبلا شك وخزتهم ضمائرهم ، قليلآ ، لا كثيرآ ذلك لأن  صفتهم الشيعية تخولهم إمرار الجريمة وتمويهها أمام القانون الأرضي ناهيك عن قانون السماء بحساباتهم المريضة.لذلك لم يستقل أحد وراحوا يطالبون العالم بتعزيتهم وقارن الجعفري المخنقة بما يحدث عادة في الحج  ، نورمل عادي ، وكأن بغداد المتخمة بالموت كمكة الامنة المسالمة المستنفرة كل عرق فيها لخدمة الحجاج  وأعلن عن تخصيص جزء من التبرعات لإقامة نصب تذكاري للشهداء لكي يثبت  ويثبت ، إلا أمام الله وضميره ، أن المخنقة البشعة لا تخص القيادات الشيعية.
في الولايات المتحدة وفي نفس الأيام إستخدمت كونداليزارايس جلدها الأسود لتستر به رفاقها البيض العنصريين في حكومة بوش وصرحت قائلة ـ أنا ملونة ولا يوجد إهمال ـ وكانت تشير بذلك الى الإهمال العمد والتقصير  الإجرامي في تخلية السود الفقراء من نيوأورليانز.هناك أيضآ لعب القدر دورآ ، كما في مخنقة جسر الأئمة تمامآ ،  في كشف الوجه القبيح للمجرم فقد كبر حجم الجريمة محتجآ ومؤشرآ إصبعه على الفاعل الذي يتاجر بالام السود  كما يتاجر في العراق بجروح الحسين عليه السلام فسبحان الله كاشف المتاجرين بقيم الحق والفضيلة والمستهينين بالدم البرئ للبشر والمتسترين على الجرائم.
  الخزي والعار لكل إرهابي مهما كان قناعه الطائفي والعنصري ولكل مصفق وكذاب ومتستر على الباطل إن الله لهؤلاء جميعآ بالمرصاد وسيأخذهم اجلآ أم عاجلآ أخذ عزيز مقتدر.وقد يسألني قارئ بحسن نية لماذا أنبش أوراقآ قديمة في وقت تفور به الأوضاع على مرجل.لهذا القارئ الكريم أقول لن تقوم لنا قائمة بالكذب فلولا الكذب ماوصلت الأمور الى هذه الدرجة ، بالكذب وتصفيق المصفقين لنظام صدام خربت البلاد وسفكت الدماء ولا علاج إلا بالصدق وقول الحق حتى ولو على النفس.
وللذين دفعوا الأبرياء الى الموت خنقآ على جسر الأئمة أقول  ـ أبشروا بعقاب الله ـ فإذا كنتم حقآ رجالآ ومدافعين عن الشعب قدموا أنفسكم للتحقيق والعدالة  ، إن كنتم حقآ تخشون ربكم وفي مستوى ما تدعون من مبادئ.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com