وطن .... (و) حرف عطف (طن ) عشرون كيس أسمنت

علي الكلاواي

ali_alkalaway@yahoo.com

لا معنى للكلام ... فكما يبدو أن الكلام المستضعفين لا يجدي نفعا أمام مصالح الكبار .. أمام من تاجروا بنا وجعلونا شعارات تزين لافتاتهم وكلمات يتقولونها عبر الفضائيات ووسائل الإعلام .. لا معنى للكلام .. ودمائنا صبغت إسفلت الشوارع السوداء وأجسادنا بدأت تضمها بحنان نفتقده اللحد والقبر ... لا معنى للكلام .. فلم يعد الكلام يجدي على من استمرا المتاجرة بنا في السابق وألان ... الوطن لديه ليس أكثر من أن الواو حرف عطف والطن هو عشرون كيس اسمنت .

عجيب هذا الأمر.. وعجيب أمرهم كلهم .. مازالوا يعتقدون أن الوطنية كل الوطنية هي في رجال يجلسون على كراسي الحكم من وزراء ... والمعارضة هي عميلة أو دخيلة .. !! لذلك تراهم يتكالبون على الكراسي الكل يّفشل الكل من أجل ذلك الكرسي أو ذاك المنصب .. فأن صحت رآهم في أن الوطنية هي من يستلم منصب ما !! فهل كانوا عملاء حقا حين كانوا معارضين للطغيان؟!! وهل إن الوطنية كل الوطنية كما يدعي الطاغية هي فيمن تبعه ولم يعارضه ؟ !! لماذا انجررنا وراء الفخ الأمريكي باقتراح (حكومة الوحدة الوطنية) .. لماذا لم يبادر احدهم بالقول أن المعارضة ألان في زمن الديمقراطية لا تقل وطنية عن رجال الحكم بل إن المعارضة هي الرقيب الفعلي لعدم عقد صفقة بيع الوطن .. ولكن السؤال من يتجرأ على ذلك الطرح فيما شعار (حكومة الوحدة الوطنية) تفاعلت في أذهان طلاب السلطة والجاه من المغامرين واللصوص السابقين ومدعي الوطنية الحاليين ليدفعوا برجالهم إلى المساومة السمجة على حساب المواطنين بل على حساب الوطن نفسه .. فالوطن بالنسبة إليهم لا معنى له أكثر من كون الواو حرف عطف والطن عشرون كيس أسمنت.

ها هي الأيام تمضي وتذهب بأحلام حلمناها وعشنا من اجلها .. ها هي الأيام تمضي بأحلى سني حياتنا .. أترانا ولدنا في الزمن الخطأ ؟! أترانا ولدنا في المكان الخطأ ؟! أم علينا إن ندفع ثمن مصالح الآخرين على أرضنا بسبب حمق من تصدى للأمر .. وقصر نظر من ضرب يده على صدره وقال (أنا لها) من رجال اعتقدنا الخلاص فيهم فإذا بنا نجد أنهم يقودوننا إلى قعر الهاوية .. ويا ليتهم يملكون الخطط لنرتقي قليلا ونصل إلى مستوى الأرض .. فالوزراء مجرد لصوص همهم ليس المرتب العالي الذي يتقاضون بل همهم لملمة أوراق يمسكونها على هذه الجهة أو تلك ليضمنوا عدم الحساب أو المحاسبة , إن لم يستخدموا تلك الأوراق لضمان ترشيحهم مرة أخرى إلى منصب هو في الحقيقة بالنسبة لهم كالدجاجة التي تبيض ذهبا .. سيقول البعض ليس كل الوزراء !! نعم ليس كل الوزراء لصوص ... بل كلهم ...وهذا ما يشتركون به على الأقل لا يملكون الجرأة على تنظيف وزارتهم من اللصوص من مدراء عامين أو حاشية استقدموها لأغراض حزبية أو موظفين .. فتضيع حقوق المواطنين ويضيع الوطن .. و الحال ينطبق كذلك على أعضاء المجلس الوطني الذين ما وصلوا إلى مقاعدهم لولانا نحن , لولا تلك القصاصات التي وضعناها في صندوق لانتخاب , تراهم لا يملكون القدرة (إذا غلبت الحزبية عليهم) للصراخ أنقذوا الوطن .. أو البعض ممن حسبوا على الوطن مواطنين فتراهم يأوون مقابل حفنة من مال إرهابيين أو يكدسون من اجل تلك الحفنة من المال الألغام والمتفجرات ولسان حالهم يقول أنها فرصة والفرصة لا تأتي مرتين .. فمن نلوم من على تلك البقعة ساكنين ؟!! من نلوم وقد تبخر معنى الوطن من أذهانهم وهم صاروا غطاءا لقتل الأبرياء باسم الاحتلال ومقاومته وباسم الإسلام وأعادته وباسم العروبة وبكل ما تفتقت عبقريتهم به من شعارات من اجل تلك الحفنة من الدولارات أو ذاك المنصب الذي يمكنهم من نهب ما يستطيعون من الوطن ومن جيب المواطن المسكين المستضعف .. فترى أنها حقيقة تلك التي نقول أن الوطن (عند الكثير) ليس أكثر من أن الواو حرف عطف والطن عشرون كيس اسمنت . ... فهل نصرخ نحن المستضعفون ليفهم أولوا الأمر ما نصرخ به ( أنقذوا حرف العطف وأكياس الاسمنت العشرون ) ؟!! ... الله اعلم

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com