تقييم مرحلة.. الحكومة السابقة هل تستحق الاحترام؟

احمد مهدي الياسري

الفشل والنجاح امران يتعرض لهما كل انسان فضلا عن الحكومات او حتى الايدلوجيات الوضعية والدول الكبيرة والصغيرة ويستثنى من ذلك من ملك العصمة الالاهية فهو لايعرف معنى للفشل او الخطأ وذلك بحث يطول شرحه وكثيرة تشعباته وامثلته.

اليوم يمر العراق بمرحلة عصيبة من تاريخه المعاصر وهي مرحلة تحول بين امرين بين حقبة مضت ولازالت آثارها باقية وبين امل في مستقبل زاهر وتحول ديمقراطي حر ينشده ابناء العراق يعزوهم الامل بالنجاح والتوفيق.

هذا العراق بكل مراحله تعرض للتقييم والتحليل من قبل المفكرين والاساتذة والعلماء والفضلاء وحتى من قبل الاعداء ولكن هل استطعنا وضع النقاط على الحروف كما يجب ؟؟؟ وهل استطعنا من خلال التقييم والتحليل الوصول الى خلاصة ونتيجة ننتفع بها في المراحل القادمة ؟؟؟

تقييم المرحلة الماضية لايجب ان يكون بعيدا عن الحق والحق وحده لكي يستطيع القادم الجديد ان يتجاوز الكبوات وينتفع من الانجازات الجيدة ويواصل تطويرها وفق منهجية علمية رصينة .

لا اعتقد ان اي منصف يستطيع انكار ان ما تم خلال الفترة التي سبقت حكومة السيد نوري المالكي تلك الحكومة التي قادها السيد المجاهد ابراهيم الجعفري والتي استلمت العراق وهو صفر في الامن والميزانية والاعمار وغيره انما هي حكومة لم تـُعطى الفرصة الكافية لكي تستطيع تقديم كل ما لديها من انجازات , فمن ناحة الزمن كان زمنا لايمكن من خلاله بناء بناية واحدة لكي يتم انجاز بنائها ويستثمر دخلها وينتفع من مواردها كايجارات او غيرها وهذا ماحصل للحكومة السابقة حيث كان لعامل الوقت الاثر الكبير في ان ننصفها من هذه الناحية ولانحملها اكثر من طاقتها وقلت ذلك حينما استلم السيد الجعفري الحكومة وهل يمتلك الجعفري العصى السحرية ؟؟

وهناك ايضا الوضع المحيط بتلك الحكومة من تعقيدات حزبية وتعقيدات دولية وضغوط ارهابية كبيرة لاتستطيع دول عظمى تحملها لو كان اقل القليل مما حدث في العراق يحصل فيها وقد راينا كيف سقطت حكومات عتيدة وكبيرة في دول مستقرة وقوية نتيجة عملية ارهابية واحدة او زلزال او تردي في السوق المالية او غيره من النكبات التي لو قورنت بما يجري على العراق لكانت 1% مما جرى علينا .

الامر في تقيم المرحلة السابقة وفق تلك الموازين وما شاب تلك المرحلة من توترات سياسية وانعطافات حادة في الخطاب المتبادل وكان ذلك الخطاب هو خطاب من اشترك ايضا في تلك الحكومة فلاينكر احد ان اخوتنا الكورد كان لهم مشاركة فعالة في تلك الحكومة وايضا اخوتنا السنة واعني شرفاء السنة الابطال كالبطل سعدون الدليمي وغيره ممن اشترك في تلك المرحلة القصيرة من حكم العراق وهو قابع فوق بحيرة من الدم المسال وغيرها من المكونات الاخرى , ذلك التقييم يجب ان لايخرج عن العدل ووضع الامور في نصابها الحقيقي , فلو قلنا انها حكومة فاشلة فعليه يجب ان نقول ان كل من فيها كان فاشلا او 80% او 60% على اقل تقدير لكي تكون في مضمار الفشل اما وان الحق يجب ان يكون هو الاصل في التقييم وهو تقييم موضوعي او محصلة لمجموع متكامل من الجهود في وقت محدد وقصير جدا جدا وارهاب شرس متواص يهدم كل بناء ويعرقل كل حركة فحري بنا ان لانثـلم ونبخس حق تلك الحكومة كلها ونقول انها حكومة ناجحة بكل المقاييس وان كانت الخدمات او غيرها دون المستوى فذلك يعود الى ان الذين بايديهم شعلة اشعال الحرائق في المحصول بعد حصاده كانو اقذر واخس من ان تصفهم اقلام او كلمات.

الذي يقول ان تلك الحكومة قد رسخت الطائفية في الشعب العراقي فهو مخطئ ذلك لان شدة القتل جعلت الاحبة يتكأون على بعضهم ويتقوقعون حول احبتهم ونضرائهم في الحق وهذا تحصيل حاصل يجب ان يكون وفق الية الغدر الكبيرة والتي مارسها الطائفي الملثم والذي انزوى هو ايضا في سماط الشياطين .

والذي يقول ان الحكومة لم تتعامل مع الملف الامني بصورة جيدة وقد قصرت في ذلك فعليه ان يقول لي كيف يكون الامن مستقرا وهناك امران يعتمد عليهما الامن في اي بلد في العالم:

الاول هو القضاء والعدل وايضا الجهاز الامني النزيه , وهذين الامرين الاول منهما وهو القضاء وكان له الاستقلال الكامل البعيد عن سلطة الحكم وفق الية الدستور والقانون وهو من قصر في تحقيق العدالة وعليه ان يحاسب هو لا الحكومة التي لاسلطة لها على القضاء والكل يعرف ذلك ولو تدخلت الحكومة ورئيسها في شؤون القضاء لـُكفرت وسُقطت وقيل فيها ماقيل وكلنا يعلم كيف بقي قضاة البعث متشبثين في مراكزهم وكيف هو موضوع القصاص من الارهابيين وكيف هو التاخير في البت في القضايا المهمة وهناك المئات من القتلة ينعمون بالماكل والمشرب وحقوق الانسان .

اما الامر الثاني فهو الجهاز الامني المخترق وبقوة من قبل البعث وازلام اللانظام السابق فلو تمعنا النظر في مراكز التوتر وهي محصورة في منتجعات الارهاب وحاضناتها المعروفة الاماكن لوجدنا ان رجال الامن هناك هم من ذات الصنف والتركيبة لابل هم الحماة للارهابيين والمتعاونين وبقوة معهم والفلوجة خير مثال لذلك حيث يعترف الكثير من ابناء تلك المدينة ان الشرطة والجيش هناك وهم من ابناء تلك المدينة متعاون مع النشاط الارهابي اما طوعا او خوفا من القتل وهكذا مع بقية المناطق الاخرى من حاضنات الارهاب وهناك من يسميها مقاومة مزايدة منهم على شرفاء العراق فقط وثارا لكرسي سحب من تحتهم مرغمين لا بل انزلوا منه عراة من كل ملابسهم سوى الداخلية فقط وبعد ان تحسسوا شرفهم ووجدوه لاوجود له مطلقا ومعرى انطلقوا وفق شريعة الغدر والخنث الخبثاء نحو الضرب في شرفاء العراق لعرقلة مسيرتهم وتهديم اي بناء ُيشَرع في بنائه للقول فيما بعد انها حكومة فاشلة ومع الاسف انساق البعض لنقد الحكومة السابقة وفق هذه الالية رغم ان عدم تطوير الحال الخدماتي والاعماري كان واضحا ولكن نسي الكثير من ان تلك المدن المحمية من قبل رجال محسوبين على الامن فيها تـُصنع المفخخات وتـُنتج وتـُركب المتفجرات لترسل لقتل العراقيين في كل انحاء العراق والمناطق الامنة نوعا ما وهؤلاء وهذه المدن محميون مع الاسف امريكيا وفق الية اتفاقات مسبقة كانت في البدئ حينما دخل الامريكان وسلم قادة الجيش مدن الانبار وصلاح الدين وغيرها بدون قتال بشرط ان لايدخل شيعي او كردي اليها وقد ارادو من ذلك امران الاول النجاة من السحق من قبل المظلومين والثاني لاستعادة الانفاس للانطلاق بعد ان تجتمع اشتاتهم المتفرقة والمختبئة في الجحور كما هو حال سيدهم الاحمق ابن العوجة صدام , وهذه المجاميع الامنية هي اليوم من يمسك بزمام الامر هناك وما الذبح وتصوير عمليات الذبح الا آلية لارسال رسائل توحي بالويل والثبور لمن يقترب من مناطقهم وهذا ماحصل فعلا وعليه فهم يشتركون بعرقلة الاعمار عن طريق منع الاستثمارات من الدخول وقطع الطرق وتفخيخ الطرق السريعة التي تنتقل من خلالها البضائع والمعدات والاشخاص .

اضافة الى ذلك الاختراق الواضح وفق الية اشراك كل من هب ودب في الجيش والداخلية وهم سابقا كانوا من جند وازلام اللانظام السابق وفق الية انهم اذا لم يدخلوا في تلك المؤسسات فانهم سيكونوا في صف الارهاب وان الارهابيين سيحتضنوهم !!!!!!!!! عجبا والله اي منطق هذا فخير لي ان اراهم في صف الارهاب لاقاتلهم خير لي من ان افتح لهم الابواب للاختراق واعطاء المعلومات للارهابيين عن تحركات القادة والجند الاشاوس وهذا ماحصل وتم القاء القبض على الكثير منهم وكلنا سمع وراى ذلك .

اذن ان كان الامن والاعمار هما من اهم مايعاب على الحكومة وتتهم بالاخفاق في مجالهما وهما من اهم اعمال الارهاب واهم مرتكزات الاسقاط لاي حكومة قادمة او السابقة لانهما القلب بالنسبة لاي بلد حيث اذا ما اوذي القلب فمن المؤكد ان يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى .

تحية لحكومة السيد الجعفري على ماقدمته من جهود جبارة وحاولت ان تفعل المستحيل وهي حكومة تستحق كل الاحترام والشكر والتقدير لانها صمدت في وقت قياسي قصير امام اعتى هجمة شرسة ارهابية وسياسية واستمرت الى اللحضات الاخيرة تصون الامانة وتقدم العمل الفعال لكي تسلم الامانة االى الاخ السيد نوري المالكي ونتمنى من هذه الحكومة المباركة التقدم في انجاز ما لم يكتمل في عهد الرجل الابيض اليدين والناصع الجبين السيد الجعفري واخوته في الوزارة بكلهم الرائع ولا استثني احدا منهم لانهم كانوا الشهداء الاحياء وسط امواج البراكين المدمرة والارهاب القاتل والمجرم .

المطلوب هو العبرة من الماضي وتطهير القضاء وتفعيله والاقتصاص من القتلة والمجرمين وعدم السماح للابواق المأجورة بالنعيق الارهابي وايقاف كل متطاول قولا وفعلا ارهابيا عند حده كائنا من يكون وان لايستهان بالصغائر الارهابية لانهم يكبرون في اجرامهم بعد ان يامنون العقاب وهذا ديدن من امن العقاب ان يسئ الادب اضافة الى امور الاعمار والتعجيل بانشاء محطات الكهرباء الجديدة واعمار المناطق المنكوبة وتعويض عوائل الشهداء بما يستحقوه من تضحيات لن يكون المال امرا يذكر وهو اقل القليل لكي يستمر ابنائهم في الحياة الكريمة لان من يترك العيال ويمضي في سبيل رفعة الوطن وشعبه هو وابنائه وعائلته هو اجدر بالوفاء له وتحقيق امنياته التي تمناها لابنائه ولتقر عينه ويرتاح قلبه في قبره حيث ان ابنائه قد وجدو من ينتشلهم من الضياع من بعده.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com