إجراءات شعبية عراقية لمسيرة استقرار البلاد وتحقيق مصالح العباد

المهجريون مطالبون بمسيرات شموع لتنوير الدرب

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

تَعْمَلُ قيادات سياسية عراقية منذ ثلاث سنوات محاولة وجاهدة لوضع الخطط اللازمة واتخاذ الإجراءات الوافية لاستقرار الأوضاع في البلاد وتحقيق مصالح العباد؛ ولكن أغلب تلك الجهود لم تأتِ أُكُلها ولم تتقدم كثيرا بالخصوص بسبب من عديد من الثغرات والتعقيدات التي تجابه الأوضاع العراقية العامة.. وإذا كان من الصحيح ألا نفقد الثقة بعديد من أطراف الحركة الوطنية وأن نمضي في تعزيز تلك الثقة بين مجموع أطراف الحركات السياسية العراقية، فإنه من الصائب أيضا أن يكون للشعب كلمته ودوره المميز في معالجة الأوضاع...

والقصد في النهاية يكمن في كون الوضع العراقي وصل حدا من التشابك ما يستدعي توسيع قواعد العمل المشترك في الظرف الوطني المعقد.. حيث لا جهة منفردة بقادرة على حل التشابكات والتعقيدات المنفلتة تماما فضلا عن الاختراقات الخطيرة من جهات إقليمية وأخرى دولية..

إنَّ أي مجابهات مع بلاد وشعب كما يحصل في الحروب وفي الكوارث الكبرى تتطلب بدهيا تعاضد القوى والأطياف الوطنية عامة وتنحية بعض الصراعات الثانوية والهامشية جانبا لحين الانتهاء من تلك الكوارث ومآسيها ونتائجها.. وعراقنا اليوم يمر بتراجيديا مركبة معقدة تستبيح حيوات أبناء الوطن وكامل وجودهم ومصالحهم من دون استثناء فلا يجوز في ظل هذه الأوضاع التي تقدمت جراحها عميقا في الجسد العراقي أن يتم التغاضي عن هذه الحقيقة الدامية والبقاء في دائرة الخلافات الهامشية الضيقة من نمط مصالح قوى سياسية أو حزبية أو طائفية فئوية..

إنَّ الوضع يعلن عن نفسه مطالبا بإلحاح أكثر من أيّ وقت مضى وأبعد من أية أزمة سابقة بالتلاحم الوطني وبمزيد من سياسةِ ِ تحمِلُ لغةَ التعايش والتسامح وتوجّهِ المصالحة العراقية العراقية.. كما يطالبنا وضعنا المخصوص اليوم بتفعيل جهودنا في مؤسساتنا كافة من أحزاب وقوى بخاصة منها التي تعمل خارج الحكومة (بوصفها مؤسسات مجتمع مدني) لتكون أنشطتنا المدنية بمؤسسات عمل وطني عراقي يشدِّد على لغة الحوار السلمي والتفاعل المدني التكاملي لا الإتلافي البنائي لا الهدمي..

ومن الأمور المطلوبة هو تحديد وتركيز برامج الأحزاب السياسية عامة على مسألة لغة التسامح والمصالحة وما يجابهنا من كارثة وطنية شاملة تتطلب وحدتنا وتفاعلنا وتنحية تناحرات ثانوية أو هاشمية لحساب وجودنا الوطني العراق. كما ينبغي توجيه أبرز محاورنا للعمل المشترك وللتعاضد والتكاتف في تحمّل مسؤولية الحلول...

ولدينا نحن العراقيين تقويم للعام بمعنى الخير والعطاء والسلام والحياة وهو "العام" الذي يبدأ حسب لغة الحضارة السومرية، جذرنا التاريخي العريق وجذر فكرنا وثقافتنا الوطنية  بعمق منطقهما العقلي التنويري، العام الذي يبدأ بتموز الخير والنماء والولادة متمثلة بعودة ديموزي أو تموز للحياة وانطلاق ربيع حياته متحررا من سلطة الموت والجدب والسواد..

ولهذا أقترح أن نعلن عاما من التوجه لوحدتنا الوطنية ولهويتنا العراقية يبدأ من تموز العام الجاري وحتى تموز العام القابل عام السلام والأمن وانطلاق قطار العمل في بناء الوطن وإعادة إعمار الذات المخربة.. وليكن اسم العام بسبب من طبيعة الأزمة التي نمرّ بها "عام التسامح والمصالحة" بكل ما ينبغي أنْ يتضمنه من أنشطة وفعاليات..

ولينطلق الأمر، كما ورد في حوار لي مع صديق عزيز هو (الإعلامي الدكتور جواد المطوق)، لينطلق من أبعد منفى ومهجر لعراقي يحيا في الشتات ويبدأ السير بشمعة ليقف في السبت الأول أمام السفارة العراقية والسبت الثالث من الشهر في أبرز ميدان في المدن المهجرية وليتوسع الأمر ليوم مشترك في كل أنحاء العالم ندعو فيه العراقيين المهجريين ومعهم أصدقاؤهم من مختلف المهاجر لتكون مسيرات الشموع مسيرات سلمية للتسامح والتصالح وللعمل من أجل إقرار مسيرة السلام والأمن والأمان والشروع بإعادة الإعمار ولتفعيل انطلاق تلك المسيرات عراقيا...

ولتبدأ نسوة العراق ومنظماته وأطفال العراق بالمسيرات في اليوم المشترك كأن يكون هذا اليوم هو يوم منتصف تموز (14) الذي يمثل يوم الحصاد الأول في سومر التاريخية ويم الاحتفالات بثمار زرع الخير ونتاجه عليهم وعطائه لهم.. لنمضي في المقترح ونوسِّع دوائر العمل به ونضع له البرامج الكفيلة بتحقيقه وسنقبل من أجل ذلك كل الأيادي الممدودة الرسمية والشعبية لأن الأمر يتطلب جهود مشاركة حتى أطفالنا معنا فهل نفعل؟

لدينا نواتات العمل بهذا المشروع وسنبدأ ونحاول وعلى كل آخر عراقي أن يعي مسؤوليته ودوره في هذه المسيرات الوطنية المهمة.. التي ستغتني بمسمى اليوم العراقي في المهاجر ويوم الهوية العراقية في عام التسامح والمصالحة..

إلى الحكومة العراقية وإلى ممثلياتنا من سفارات وإلى منظمات وجمعيات وروابط في مهاجرنا المختلفة دعوة للدفع والعمل بالاتجاه والتنسيق مع البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ورابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين بوصفهما منطلق الاقتراح ولحين تشكيل لجنة التنسيق العراقية الكبرى بالخصوص مع لجان العمل في مكان مخصوص في العالم..

دعوة لشحن جهود الثاقفة الوطنية العراقية والمبدعين ليكون اليوم الوطني هو اليوم السومري العراقي منتصف تموز وهو يوم عراقي قديم لا اختلاف فيه ولا عليه وعسانا نضع للأمر أوزاره حيث أن مجموع القوى والحركات العراقية اتفقت بالأمس غير البعيد على أن الشمس السومرية هي شعارنا المتوافق عليه وليكن كذلك اليوم الوطني للتسامح والمصالحة.. للسلم والأمان .. وللعمل من أجل البناء وإعادة الإعمار شاملا كاملا العراقيين وعراقهم المجيد...

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com