أرجو أن يعذرني الأخوان من الصابئة والأيزيديين على إختياري هذا العنوان لمقالتي فقد راجعته مرارآ فوجدته هو المعبر عن حالهم بل وأكثر فقد وصل تجاهل الأطراف المتحاصصة ومن يقف وراءها من المحتلين ، وهم كثر ، الى درجة الإهانة والمساس بالكرامة الوطنية والإجتماعية لهم كأقليات. ما معنى أن تجد في البرلمان نساء مستوظفات ومسخرات من قبل الكتل الطائفية جالسات كمستمعات أو لمحاربة حقوقهن المعترف بها من قبل كل المجتمع الدولي في حين تجد أقليات دينية وطنية وقومية عريقة نفسها غير ممثلة تمامآ لأنها رفضت أن تعرض نفسها في سوق النخاسة السياسية والمحاصصة وبيع وشراء الكرامة الوطنية و الشخصية ؟
إن تجاهل المتحاصصين للأقليات الدينية وحقوقها في البرلمان والحكومة أمر متعمد ووراءه أسباب طائفية وعنصرية مريضة وليس بسبب تعقد الوضع السياسي والصراع على التحاصص. هل أن تعيين وزير أيزيدي أو صابئي أمر صعب ومعقد بالنسبة للمتحاصصين ؟ هل إعتماد نظام الغوتا أمر غير ممكن ولم يستحدث له قانون ؟ إنهم يخترقون الدستور كل يوم وبشكل يثير سخرية العراقيين والعالم.
ومما يزيد الطين بلة هو الصراعات والإنقسامات والخلافات التي لا تنتهي في أوسط الصابئة والأيزيديين والمسيحيين وكل الأقليات الى درجة تثير السخرية والألم.تنظيمات مختلفة وشجارات ونقاشات ومجالس روحانية وغير روحانية وأحزاب وكلها كما يقول المثل جعجعة بلا طحن مع إحترامي للجميع وجهودهم على إختلافاتهم لكن هذا دليل على أن المشكلة هي في أهل الدار والبيت الواحد.
ولكي أتجنب الثرثرة أقول إن الأقليات بحاجة الى أفعال ملموسة وجريئة وهنا أوجه ندائي الى الوزيرين المسيحيين بتقديم إستقالتهم الفورية إحتجاجآ على إقصاء الأقليات الأخرى من الوزارة وأقول لهما لن ينال المسيحي حقوقآ له ولن يسلم من الإضطهاد والتهميش بمعزل عن الأقليات الأخرى.وأطالب أيضآ النواب المسيحيين والشبك والأيزيديين وكل الأقليات الى الإنسحاب من مجلس النواب وأن يعقد الجميع ، وزراء ونواب مؤتمرآ صحفيآ يعلنون فيه ذلك أمام العالم وأقول لهم أن الجزية لن تستثني المسيحي إذا فرضت على الصابئي ولينظروا الى قانون الزي الموحد الذي أقره برلمان أحمدي نجاد والذي أحيا فيه تقاليد العصور الوسطى لأهل الذمة حيث يفرض القانون الجديد على المسيحي لبس الشارة الحمراء واليهودي الصفراء والزرادشتي ...وهكذا فماذا فعل نوابهم في البرلمان الإيراني
أقول للوزيرين ولكل نواب الأقليات ، قدموا إستقالاتكم وإخرجوا فلا مكانة ولا حقوق لمسيحي أو أيزيدي في نظام طائفي وليس ديمقراطي حتى لو كان وزيرآ مع تهميش وإهانة أخيه الصابئي أو الأرمني إلا إذا كان يؤثر مصلحته الشخصية ؟ أخرجوا وزراء ونواب وشكلوا وفدآ للذهاب الى الأمم المتحدة لعرض كل حقوق الأقليات المشروعة بالتمام والكمال.كل العالم سيستمع لكم وستفرضون أنفسكم فرضآ على المتحاصصين بما في ذلك الحق في الوزارات السيادية التي يتصارع عليها أصحاب النخاريير وحتى في حق الإيزيديين والكلدان والاشوريين بالحكم الذاتي مادام كل أصحاب النخارير يرفعون عقيرتهم بالفدرالية.
إن دفاع الأقليات الصغيرة عن حقوقها بفاعلية و بمختلف الأساليب كالتظاهر والإحتجاج والإعتصام وخاصة من قبل المهاجرين أمر مشروع وليس نشاطآ طائفيآ بل يصب في مصلحة كل الشعب العراقي فهو يخدم كل بنود حقوق الإنسان وحقوق المرأة المهمشة والتي يتاجر بكرامتها الإنسانية بعض قادة الطوائف ويسخرونها بلا شهامة للعمل ضد حقوقها المقررة دوليآ.
وقد يقول هؤلاء الوزراء والنواب الأفاضل أن وجودنا في الوزارة ومجلس النواب هو للدفاع عن الأقليات المهمشة وغير الممثلة ولهم أقول إذن فأنتم تتبنون منطق السمك الذي يأكل بعضه فالأسماك الكبيرة أيها الأخوة تعرف ذلك وستأكلنا نحن مقدمآ وتترك لكم رائحة الشواء تستمتعون بها وهي المقعد النيابي والكشخة الوزارية قبل أن تلتهمكم أنتم أيضآ. أما إذا رأيتم خلاف ذلك فلا يسعني إلا أن أقول للجميع بما في ذلك الحيتان الأجنبية ـ هنيئآ مريئآ.