العقوبات الاقتصادية

رياض العطار – كاتب صحفي - السويد

r_alattar@hotmail.com

يعتقد البعض ان العقوبات الاقتصادية أقل ضررا من الحرب العسكرية ومن الممكن ان تجبر الدول المستهدفة وان تعدل من سياستها. تقول الدكتوره (فيوليت داغر): (...ان الولايات المتحدة الامريكية كانت المبادر الاول لفرض عقوبات في حوالي 70% من الحالات، ثلث الحالات كانت احاديه الجانب ومعظم ما تبقى كانت حالات تحالف مؤقت،بحيث كان هناك 12% من مجموع الحالات فرضت بشكل جماعي حقيقي...و تضيف اذا كان السؤال يطرح نفسه بالحاح بما يخص نتائج العقوبات الاقتصادية على مستقبل الشعوب والاجيال القادمة من حيث تأثيراتها على المناحي الصحية والتعليمية والاجتماعية وا لنفسية، فمع الجواب ندرك مدى وحشية وكارثية اللجوء لسلاح من هذا النوع، ورغم ذلك فهو لا يبدو وكأنه كاف للقضاء على مقومات وجود البشر المستهدفين. فقد مضت اسرئيل كما شهدنا في الفترة الاخيرة لاشكال اكثر همجية وتدميرية للمجتمع الفلسطيني لا نعرف الى اى حد يمكن ان تؤول...).

ان العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق عام 1990 قد أثرت بشكل مباشر على الدولة والمجتمعالعراقي، حيث كانت نتائجة كارثةه على كافة القطاعات والمستويات، ولم تتضرر منه السلطة الحاكمة انذاك.

 ان العقوبات الاقتصادية التي تفرض على الدول تعتبر سلاحا من اسلحه الحرب والعدوان، وفي هذا السياق سوف نتطرق الى ما نشرته وسائل الاعلام المختلفة حول تأثير العقوبات الاقتصادية على العراق، ولكن في البداية سوف نذكر ما قاله جيمس بيكر للعراقيين قبل بدء الحرب عام 1991:

 (سوف نعيدكم الى العصر ما قبل الصناعي)، وفعلا فقد القت الطائرات الامريكية من المتفجرات بين 16 كانون ثاني - يناير و27 شباط - يناير 1991، ما يعادل قوة قنبلة هيروشيما الذرية على العراق كل اسبوع، وهو حجم تدمير لا مثيل له في تأريخ الحروب.

قالت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو): لقد توفى اكثر من مليون عراقي بينهم 567 الف طفل، كما احتج الصليب الاحمر الدولي على الاثار المفجعة للعقوبات على المدنيين.

 وذكر الكاتب الصحفي الامريكي (جيف سيمونز) في كتابة (عراق المستقبل): لقد قام صحفيون غربيون محترفون بالكتابة عن الوضع ومن بينهم فكتوريا بريتين التي تحدثت عن مجاعة دائمة... وظهور 20 الف حالة جديدة من سوء التغذية لدى الاطفال كل شهر. واعلنت منظمة الصحة العالمية في شهر اذار - مارس 1996 ان العقوبات الاقتصادية سببت ارتفاع نسبة وفيات الاطفال دون سن الخامسة من العمر بمعدل ستة اضعاف, وان الغالبية العظمى من العراقيين يسدون رمقهم بما يعادل نصف الموت جوعا.

و بعثت مجموعة من الامريكيين الاعضاء في جمعية ناشطة هي (اصوات في البرية) رسالة (ساخرة) الى الرئيس بوش بعد ان زارت اقسام الاطفال للمستشفيات في مختلف انحاء العراق قالت فيها:

 (لقد اكتشفنا بالفعل ان اسلحة الدمار الشامل موجودة... فقد مات الاف الاطفال كنتيجة مباشرة للعقوبات الاقتصادية التي ابقتها الولايات المتحدة...). ا واخيرا، ان العقوبات الاقتصادية أشد فتكا بالشعوب من الحرب العسكرية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com