وزير ناجح

احمد اللامي / اعلامي في تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

عندما تريد ان تعرف ان شخصاً ما قد نجح في مهمة اوكلت اليه فأنظر الى الاثر الذي خلفه بعد انتهاء مهمته ، وهذا الاثر بالدرجة الاولى يعتمد على مدى فاعلية ذلك الشخص ، فكل ما كان المرء فاعلاً جداً في الوسط الذي تسلم مهمة قيادته كان اكثر اثراً في ذلك المكان واشد سطوعاً . سأنتخب لهذه المقدمة وزير التعليم العالي السابق سامي المظفر .

ان كل من تابع ورصد تحركات هذا الوزير سينظر اليه بأحترام وتقدير شديدين للدور الذي لعبه في دفع عجلة وزارة التعليم العالي على المستوى الذاتي والموضوعي ، فلا اتصور ان احداً ما اخذ على هذا الوزير انه دخل قفص اتهام الطائفية ، فلقد كان وزيراً لكل العراقيين ويفكر بذهنية عراقية خالصة الى الدرجة التي لا تسمع فيها أي صوت او صدى للطائفية فضلاً على ان هذا الوزير قد كسر قاعدة التخندق الحزبي وتمثيل وجهة نظر الجهة التي رشحته ، فكان مستقلاً بمعنى الكلمة لانه رسم سياسته بعيداً عن اية جهوية او مصلحة تصب في جيوب اناسٍ آخرين هذا من جهة . ومن جهة آخرى انه كان يعمل جاهداً من اجل ان يستقطب الكفاءات العراقية التدريسية من اجل رفع المستوى الفكري والمعرفي لطلاب الدراسات الاولية والدراسات العليا ، ولم يدخر جهداً في هذا الجانب . وهذا الكلام انا مسؤول عنه بأعتباري طالب دراسات عليا وقريب جداً من الوسط الاكاديمي .

اضف الى ذلك الخطوة المهمة التي اقدم عليها المظفر بجرأة عراقية – ربما لا يتسنى لآخر ان يقوم بها – عندما فتح ابواب وزارة التعليم العالي على مصراعيها من اجل ان يحتضن اصحاب الشهادات العليا بغية تعينهم في الجامعات العراقية وانقاذهم من فايروس البطالة القاتل ، وبعث دماء جديدة في الجامعات العراقية من اجل بعث الحياة فيها واستقطاب الكفاءات الشابة ، ولم يكتفِ بالاستقطاب فقط ، والعزف على وتر الدعم المعنوي ، بل عمل على رفع المستوى المعاشي والاقتصادي للاستاذ الجامعي وانتشاله من العوز والفاقة ، وبالتالي وضع حداً لمعاناة التدريسيين الجامعيين .

الحقيقة ان الدكتور سامي المظفر لم يبخل على احد من اخوته العراقيين عندما هيئ الله له فرصة ان يخدم ابناء جلدته من العراقيين ، وانا اتذكر جيداً عندما كان وزيرأً للتربية في حكومة الدكتور اياد علاوي ، كيف فتح ابواب الوزارة للخريجين القدامى منهم والجدد فلم يفرق بين دراسات صباحية او مسائية وبين خريج من كلية التربية او غيرها ، المهم عنده ان يكون المتقدم للتعيين صاحب اختصاص ، وقد تخرج من الجامعات العراقية الحكومية . انا متأكد لو كان بأمكان هذا الوزير ان يقدم اكثر من ذلك لفعل ، ولو كانت صلاحياته تسمح بالتعيين لما بقي خريج عراقي يتسكع في شوارع العراق .

تحية لك ايها الوزير الناجح ، اؤكد لك ان ذاكرة العراق سوف لن تنسى سامي المظفر لان الانسان موقف وانت وقفت مواقف مشرفة ومن كان العراق همه والعراقيين فسوف لن ينساه العراق والعراقيون .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com