|
ما الجديد في الوزارة الجديد؟ محمود الوندي قبل كل شيء تمنياتي القلبية للحكومة الجديدة بالنجاح والتوفيق أملاً أن تكون في خدمة الشعب العراقي وتنقله من حالة الرعب والفقر والبؤس الى حالة الأمان والرفاهية ، لا بد من الأمل والتفاؤل فهما النافذتان اللتان يمكن النظر من خلالهما الى مستقبل مشرق ومزدهر للعراق ، والتي ينتظرها ويحتاجها العراقيين بفارغ الصبرمن الحكومة الجديدة لتنتشلهم من مستنقع الدم الذي غرقوا فيه بعد ماراثون طويل وشاق من المفاوضات والنقاشات الساخنة بين الأطراف والكتل المتنازعة على الكرسي تم تشكيل حكومة السيد نوري المالكي بولادة قيصرية بعد أكمال الجنين ، التي قضى فيها هولاء الساسة ساعات بل وأيام طويلة حوت على مشاحنات ومصادمات عقيمة حول القضايا التي تضع أولياتها لمصلحة هذه الجماعة أوتلك ، وليس لأجل وطنه ورفاهية شعبه ، كل ذلك في محاولة للحصول على ما يمكنه الحصول عليه من المنصب أوالشهرة ولتعميرأسمه وجيبه ، ومفضلاً المصلحة الشخصية الضيقة على كل شيء . السؤال الذي يطرح - - - ما الجديد في الوزارة الجديد ؟ ما ذا حصل وماذا وقع بالفعل ؟ ما طرأ حتى الآن هوأن التغيرات التي حصلت في الحكومة الجديدة هي تغيررأس الوزارة ليس إلا ، لآن عدد غير قليل من السادة المستوزرين ، هم نفس أعضاء الحكومة السابقة ، التي تفشى حالة الفساد الأدراي والمالي حد الثمالة في مؤوسسات وزاراتهم ، ما يجعلنا أن نقول عنها أنها وجه جديد لبطانة الحكومة السابقة ، فالفساد يبقى إذن متصدراً قائمة العناوين ، وهذه ظاهرة تدعوالى المزيد من القلق بمعنى ، فالخارطة الجديدة للوزارة توحي للمتطلع وكأن العراق خال من الكفاءات والطاقات إلا من لمة من الوزراء تبقى أسماءهم تتكررفي كل وزارة جديدة ، كأني بهذه الوزارة أن عهود المهازل السياسية بكل قباحتها قد عادت بثوب فضفاض جديد نزولاً بحكومة صدام التهريجية ووصولاً الى العهد الملكي المباد الذي حافظ طبقة من حملة الحقائب الوزارية الى اليوم الذي قضى العهد نحبه على يد الشعب بقيادة أبن الشعب النزيه الصالح عبد الكريم قاسم رحمة ، كان فلان منهم وزيراً للصحة في فترة حكم بريمر وأيام العلاوي وزيراً للرياضة وايام الجعفري وزيراً للزراعة والآن وزيراً للأسكان وربما في تشكيلات القادمة وزيراً لشؤون المريخ أو وزيراً لشؤون الأجتماعات وتزيين المأدبات داخل بيوت رؤوساء الكتل السياسية ، وطبعاً تم أختيار هولاء الوزراء لكونهم ينتمون الىهذه الطائفة أو العشيرة أو الحزب أو أو أو أو ، بغض النظر عن أمكانيتهم القيادية لخدمة الشعب العراقي الغريق الباحث عن قشة النجاة ، ولم يتم أختيارهم على إساس كفائتهم وقدراتهم ، وأصبحت مصيرالناس بأيدهم ، فإذا جرت الأمور على أساس ما جرى حتى الآن فستكون النتائج سيئة فلا أجد ثمة أختلافات إلا من الشكل الخارجي المرزكش بخيوط الديمقراطية وحرية التعبير، فذاك الساقط قد طغى وعاث في أرض العراق فساداً بيمنا الجديد هذا قد تقوقع في بقعة محمية خضراء ليفسح للأرهابيين أن يعدوا لزرع القتل المجاني في أرض العراق طبعاً هناك أمام الحكومة الجديدة مهمات صعبة ، للقضاء على الأرهاب والقضاء على الفساد الأداري والمالي ، وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات ، والأهتمام بالثقافة العراقية الجديدة ودفع عجلة النمو الأقتصادي والأجتماعي للبلاد ، وتعمل على تنظيف وزاراتها ودوائرها من شوائب السيئة ، وتسهم في بناء المجتمع العراقي الديمقراطي ، ترى هل تستطيع الحكومة الجديدة تنفيذ وتحقيق طموحات شعبنا المظلوم بهذه الدزينة المعلبة من الوزراء ؟ سؤال يصعب علينا الأجابة عليه بنعم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |