|
وكلُّ نفسٍ ذائقةٌ الموت
أبو نصرالله الجبلاوي الموت حقٌ على العباد .. هذه الحكمة الربانية التي أراد خالقنا أن يوازن في الطبيعة والحياة بين البشر .. فلكي تستمر الحياة طبيعية لابد من موازنة في مسألة الولادات والوفيات .. هذه أمور غيبية لايعلمها الآ الله .. قد يفسرها العلم والعقل بهذه الطريقة .. لاأدري من الذي دعاني أن أبحث في هذا الموضوع الذي كان فيه أمراً مقضياً من الله سبحانه وتعالى ؟ لاأعرف .. أو لعل من دعاني أكتب فيه مانقدمه نحن العراقيين من عشرات الأنفس والأرواح بل مئات وحتى الآلاف يومياً على مقاصل الكفر والأجرام للزرقاوي وأتباعه أقزام الهمجية وشذاذ الآفاق .. أنفس زكية وأرواح بريئة تزهقها يومياً تلك الأيادي الغادرة لا ذنب لها سوى أنتمائها لمذهب الحق وفكر الرسالة المحمدية .. متى تذوق هذه الأرواح الموت الذي تمنيناه بدل التفجير والذبح والتفخيخ .. لقد تمنينا أن نجد جثث أمواتنا ورؤسهم .. بل أشتهينا أن يكون الذبح أمامنا لندفن تلك الأجساد الغضة وهي ندية وطرية بدل أن نبحث عنها فترة طويلة ولا نجدها وإن وجدناها فأنها عبارة عن جثة مقطعة أختفت معالمها المعرفة لها .. بالأمس كانت قافلة الموت أطالت أخ وصديق عزيز شيعناه بعد أن أغتالته رصاصات الأمريكان وهو متجه الى بغداد للتسوق من الشورجة لمحله ومصدر عيشه وعائلته وترك خلفه زوجة (عروسة) لم يدم على زواجهما أكثر من سبعة أيام . فما ذنب من قُتل ؟ وماذنبكِ ياعروسة تودعين أهلكِ الى بيت عريسكِ؟ تم تودعينه الى حيث الفراق والوداع الأخير ؟.. آلهي .. لا أسألك رد القضاء .. بل أسألك اللطف في القضاء .. أسألك ياألهــي .. أن ترحم برحمتك الواسعة شبابنا الأسلامي السائر على النهج القويم وأن ترحم العباد فأنهم لعدلك وحكمك ماضين .. ولقضاءك راضين .. وأنت خير الحاكمين .. أنا مؤمن ياألهي بعدلك وأحسانك .. لذا أنا مؤمن بقدرك ولطفك .. وعليه مؤمن بأن كلُّ نفسٍ ذائقةٌ الموت .. لا أعتراض .. لكن ياألهي الموت صار قتل وتقطيع أجزاء وتنكيل وتشويه وتمثيل وقطع رؤوس ولنا في الحسين (ع) عبرة ومثل بما بذل من تضحية في سبيل قضيته العادلة .. فلنتأسى به وهذا عزاءنا وصبرنا ..
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |