زيارة رئيس الوزراء الدانماركي للعراق

ياسر سعد

Yassersaed1@yahoo.ca

ضمن الزيارات الكثيرة للمسؤولين الغربيين والتي تشارك بلادهم في جريمة احتلال العراق والتي تكثفت في مرحلة ما قبل تشكيلة حكومة المالكي وتعززت في ما بعد الاعلان عن تلك الحكومة لتقديم الدعم والمساندة لها, جاءت زيارة رئيس الوزراء الدانماركي أندريس فوج راسموسين بعد زيارة توني بلير. واذا كانت تلك الزيارات تظهر وبوضوح ان الحكومة العراقية تشكلت سابقا وتدعم الان من قبل حكومات القوات المحتلة, مما يرفع عنها تماما أي صفة للوطنية او الشرعية حتى وان تدثرت بغطاء ديمقراطي انتخابي مهلهل كثير الخروقات والاختراقات. كما ان الزيارات الدولية للعراق المحتل ولحكومته انحصرت تقريبا بالمسؤولين الذين تشارك بلادهم باحتلال العراق واستباحته مع ندرة الزيارات لوفود دولية او عربية او اسلامية اخرى مما يظهر المحاولات ا المستميتة للدول المحتلة وعلى رأسها امريكي للاستفراد بمصير هذا البلد المنكوب وبإستقلاله.

زيارة المسؤول الدانماركي الاخيرة للعراق تستدعي التوقف والتأمل عند اشارات ومعطيات اظهرتها تلك الزيارة, فالرجل بدأ زيارته من البصرة متفقدا قواته ثم اعقب ذلك بالتوقف في بغداد, مما يظهر الاستخفاف الكبير بسيادة العراق الموهومة وباسلوب التعامل الفوقي مع الحكومة العراقية "المنتخبة". رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صرح بعد لقائه مع راسموسين بأن القوات الدنماركية ربما تبقى في العراق حتى نهاية العام الحالي على الاقل. ونقلت وكالة الانباء الدنماركية عن المالكي قوله «لا يبدو أن ذلك سيتم حاليا. فالامر يعتمد على كيفية تعاملنا مع الامن» وأضاف «لدينا جدول زمني لتسلم مهمة الامن في بعض المناطق بنهاية العام الجاري. لكن رحيل القوات الدانماركية من عدمه يعتمد على الموقف الامني». عدد القوات الدانماركية يصل الى حوالي 500 جندي, وكان البرلمان الدانماركي قد وافق مؤخرا على تمديد وجود القوات في العراق 12 شهرا أخرى مع تخفيض في العدد. ومع ذلك فإن المالكي يشدد على اهمية وجودهم واعتماد ذلك على الموقف الامني على الرغم من الاعداد الضخمة لقوات الامن العراقية والجيش العراقي والتي تشكلت بالإشراف المباشر لقوات الاحتلال.

امريكا تحتاج الى غطاء دولي لإحتلال العراق توفره لها وجود اعداد ولو بسيطة من قوات اجنبية اخرى كما الحال مع الدانمارك والذي حصل على مكأفآت اقتصادية مجزية من الكعكة العراقية والتي كان من ابرزها حصول شركة ميسك الدانماركية على عقود بمليارات الدولارات لنقل عتاد ومعدات الجيش الامريكي للعراق عشية الغزو الامريكي لذلك البلد. رئيس الوزراء الدنماركي أندريس فوج راسموسن يزور العراق بعد ازمة عنيفة خاضتها بلاده وادت لإستياء رسمي من بعض الحكومات الاسلامية وغضب عارم في الشارع العربي والاسلامي بسبب الرسوم المسئية للرسول صلى الله عليه وسلم, مع وقوف راسموسن موقفا سلبيا بل كان اقرب للتأييد لتلك الرسوم بعدم استقباله لوفد من سفراء الدول العربية والاسلامية وبرفضه التام لتقديم أي شكل من اشكال الاعتذار. كان رئيس الوزراء الدانماركي قد منح هرسي علي الصومالية الهولندية – والتي انفضحت اكاذيبها على الملإ موخرا مما ادى الى استقالتها من البرلمان الهولندي- في خضم حملتها العنيفة على الإسلام جائزة "الحرية" باعتبارها تقول الحقيقة بشجاعة عقب مقتل المخرج الهولندي فان غوخ.  راسموسن سيقدم زيارته والحفاوة الرسمية التي تلقاها في المنطقة الخضراء في بغداد للرأي العام الدانماركي ولناخبيه كبرهان على صحة موقفه في ازمة الرسوم المسئية. الحكومة العراقية وعلى رأسها المالكي والاحزاب التي يفترض انها "اسلامية" وانها وصلت للحكم ببرامج انتخابية تطرح شعارات اسلامية مزعومة, فماذا كان موقف المالكي من ازمة الرسوم وهل يتجرأ الرجل او حلفاؤه على اثارة المسألة مع المسؤول الدانماركي والذي توجد لبلده بضع مئات من القوات في جنوب العراق. بطبيعة الحال المالكي توجه برجاء حار لراسموسن لإبقاء قواته في العراق, ذلك لإن اسلام سياسيوا الاحتلال والذي لا يجد في الاحتلال ووجوده وانتهاكاته غضاضة ولا حرج هو كعراقهم "الجديد", اسلام "جديد" لا تستثيره لا الاساءات للرسول صلى الله عليه وسلم ولا للقرآن كما حصل على ايدي جنود الاحتلال في العديد من المساجد العراقية في الفلوجة وغيرها بل وعلى ايدي ميليشيات تلك الاحزاب الطائفية والتي سفكت الدماء البرئية واعتدت على الاعراض الطاهره.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com