بارزاني الأبُ والإبن يصفيـّان عائلة ميران الكردية العراقية

 محسن ظـافـرغريب - لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

طالعنا سجل جرائم بارزاني الأب بتصفيات شملت العديد من شخصيات كُرد شمالنا العراقي الحبيب، من أمثال القيادي الكردي ميركه سوري، أعدمه ملآ مصطفى بارزاني في سجن بقضاء جومان في آذار1975م، ومثله القيادي الكردي علي العسكري الذي نصب له محكمة قراقوشية برزانية على حدود تركيا صيف 1978م وأعدم. وقد شملت جرائم بارزاني الأب أهل مصيف شقلاوة الجميل وعلى رأسهم شيخ عشائرها الشهيد" صدّيق ميران" سنة 1960م.

أ. د عمر ميران، من مواليد شقلاوة - أربيل سنة 1924م، نال بكالوريوس كلية حقوق جامعة بغداد قبل 60 سنة ( سنة1946م) ثم حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1952م من جامعة السُربون ، وتخصص في تاريخ شعوب الشرق الأوسط، أستاذ للتاريخ زائر في العديد من أقطارالأرض. مقابل سجل الجرائم هذا طالعنا بحثه الموسوم بعنوان" نظرة خاطفة على وضع الأكراد" مرفقا بتعليق له تحت عنوانين آخرين هما" بعض مما كنتُ أريد قوله" و" الركون الى الحقائق التاريخية تـُهمة "؛ وقد سوّغ تقريربعض الحقائق المتعلقة بشعبنا الكردي التي نجملها في هذه العُجالة على أنه وجد نفسه مضطرّا للإدلاء بدلوه في هذه الفترة التي يصفها على حدّ تعبيره الذي ينم عن صدق إنتماء للعراق بأنها" مظلمة من تاريخ وطننا الحبيب العراق وأنا في الثمانينات من عمري، و أنا أعلم بأن الكثير سيتهمني"، ويرى بروح كردي صاف وضمير عراقي حي بأن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم قادة للشعب الكردي إنما هم يمثلون أنفسهم وأتباعهم فقط، يلعبون على وتر حساس ليجنوا أرباحا سياسية تنفيذا لرغبة أسيادهم الأميركان. ويريد هذا الأستاذ الجليل أن يضعنا بصورة وحقيقة سمسرة وصفقات بارزاني الأب والإبن التي عبرا عنها بشكل مشبوه ومكشوف من خلال حزب العشيرة والمافيا الكردي المتوارث بينهما حتى إغتيال الإبن مسعود للعلآمة الكردي ميران مطلع العام الجاري 2006م، ثم وصولآ لقفزه على واقع الحال لتصفعه الحقيقة لدى زيارته الأخيرة الى جيب الجنوب البصري بضيافة أشباهه آل صباح في قضاء الكويت البصري، على أنه" رئيس إقليم" شمال العراق الند لهم في جنوبي العراق، ويريد الإعتراف به عراقيا" محليا"( من زاخو وشقلاوة حتى كويت البصرة ) ومن ثمت إقليميا ودوليا. بيد أن دبلوماسية سفيرالصين لدى دويلة آل صباح صفعته بالترحيب به بصفته الرسمية كرئيس لحزب المتمردين العصاة الذي ورثه من والده ملآ مصطفى بارزاني، وليس بالصفة التي يطمع بها على أنه رئيس مقاطعة!. كما أن سفيرالصين بشّره بأنه سوف يحظى في بكين بفرصة مقابلة عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يتباسط معه بنقاش ودّي، الأمر الذي صدم مسعود ولم يعد يحلم بمقابلة زعيم الصين كما كان يقابل ويقبل صدام السجين، ليعقد صفقات مافيوزية مع الشرق أسوة بالغرب وربيبته إسرائيل التي أسس والده لها قواعد في شمالنا العراقي ليسلب كما سلب جنوب البصرة على مراحل تقسيط مريح حتى يصار لترسيم حدود أو وجود لجنوب دويلة كردستان الكبرى المزعومة!.

الأستاذ ميران يرى أن لو أخذنا نظرة عامة ثاقبة لتاريخ شعبنا الكردي لوجدنا أنه تاريخ بسيط وسهل، ولو أردنا أن نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك أكثر من بضع صفحات- على حد توكيده وتعبيره - على العكس من ذلك ما يمكن أن يُقال بحق الشعوب المتحضرة والمؤثرة ببقية العالم المحيط بها والقوميات الآخرى والمجاورة كالفرس والعرب والأتراك وكأهل الصين و الهند. يقول أن شعبنا الكردي لم يكن له تأثيرعلى الأقوام المجاورة له. ويوعز ذلك الى وعورة طبيعة الجغرافيا الصعبة التي  يتواجد فيها الكرد. موضحا بأن معالم الحضارة الآشورية الموجودة في ذات المنطقة ماتزال قائمة وهي حامية للحضارة من أهمها صعوبة وصول الغزاة إليها فضلآ عن طبيعة المادة الأولية المعمولة بها من حجارة لم يتعامل معها الكُرد في العمارة لبساطة بناء مساكنهم، مستطردا بأن لم يصل الى علمه وجود أي معلم من معالم الحضارة للشعب الكردي ما قبل وصول الإسلام الى المنطقة.

ويضرب في ذلك مثلآ الدولة الأيوبية بأنها لم تكن كردية بل إسلامية قادة ومؤسسون من الكُرد عملوا ليس بإسم قوميتهم كما أريد تضليل لا" تنوير"( الأب نوري لإبنه علي العلي ، مثالآ!) جيل الكُرد الجديد شعورا أو إشعارا بحساسية الشعور بمركب النقص لتشويه طبيعية نمو الوجدان والضميرالوطني الحر. ثم يستدرك بأن ذلكم عامل يحسب للإسلام لأنه لايفرق بين العرب وباقي القوميات. وأن ثمت العديد من العوائل والعشائر من أصل عربي على سبيل المثال لا الحصر البرزنجية ( فهو يستغرب في مقاله الثالث المذكور آنفا؛ بأن وجه إليه أحد البرزنجيين الإتهام بأنه غير كردي، فوصفه" الأستاذ ميران" بأنه شخص ينتمي حسب ما يدعيه بأنه برزنجي الى أصول عربية) والطالبانية قد قدمت لأغراض منها الإرشاد والتوعية الدينية( رئيس جمهورية العراق طالباني مثالآ بأصله العربي المعروف لدى النسّابة الكُرد فضلآ عن إرتباطه بجمهورية العراق ُمذ ميلادها في عامها الأّول ضابط إحتياط خدم في وحدات الجيش العراقي المدفعية والدروع ورُفــّع الى قائد كتيبة دبابات ثم مخبرا أمنيا عراقيا ثم فدائيا فلسطينيا وناصريا توسط في بواكير صفقاته لدى مصر مع البعث وحليف سياسي لسلفه صدام السجين وجواز سفره سوري وصديق لأمين القومية العربية قذافي المعمر بالسلطة الليبية الخ من الشواهد!). ويستطرد الأستاذ ميران بأن هؤلاء العرب الوافدين على شمال العراق بمرورالزمن قد إستكردوا، ويفترض جدلآ؛ فلو كان الإسلام أو العرب كما يتم وصفهم بالعنصرية والشوفينية فهل كانوا يسمحون بأن تستكرد قبائلهم؟!.

ويتابع الأستاذ ميران بحثه العلمي؛ أما بعد أن جاء الإسلام الى المنطقة وتم إدخال اللغة(الكتابة) فمن المعروف أن الأكراد لم تكن لديهم حروفا مكتوبة لكن لغة يتكلمون بها فقط، وهذه صفة من صفات المجتمع البدائي البسيط. ليس هناك طريقة شعرية متميزة وليس هناك طراز معماري متميز وليس هناك لغة متكاملة وليس هناك تراث شعبي تتميز به الأقوام الكردية الخ( في موضوعه الثالث ذاك يوضح بأن" قد وردت بعض المفردات الفارسية في القرآن العظيم لم تـُشعر العرب بحساسية أو بمركب نقص. وتراثنا الشعبي الدبكة والموسيقى هي مُلك لكل أهل المنطقة وهي كانت موجودة وما زالت في أواسط آسيا والعديد من دول أوربا الشرقية. للعرب دبكات أكثر تعقيدا). ويعرب الأستاذ ميران عن حرصه الواعي على قومه الكُرد وتبصيرهم ببحثه العلمي وعدم خداعهم، وخوفه من قيادات عشائرية كردية ستجعل من(المكرودين) الكُرد شعبا كاليهود في فلسطينن قيادات تسير به نحو الهاوية وكما قال عبد الله أوجلان:" دولة كردية كإسرائيل مرفوضة نهائيا". ويطرح أ. د ميران هذه المساءلة؛ لماذا يودع أوجلان السجن ويستقبل الآخرون في البيت الأسود ؟!. ويُفسر بأن في الكيان الصهيوني الآن، البعض من اليهود ضدّ الصهيونية العالمية ويُساند الشعب الفلسطيني. ويوضح لو كان العراق إسمه دولة العراق العربي كما في سوريا ومصر وغيرهما من الأقطار، فهل الأكراد سيقبلون ( في تعليقه بموضوعه الثالث مزيد من الإيضاح بأن؛ الأكراد في سوريا هم في الأصل من الذين كانوا يسكنون شمال العراق أو جنوب شرقي ما يُعرف حاليا بتركيا، وكذلك توجه بعضهم– بسبب الظروف الإقتصادية– نحو الجنوب لمثل كركوك أوالموصل) ويرتب على ما سبق مساءلة منطقية وعلمية أخرى؛ إذن فلماذا نريد من باقي القوميات التي تعيش معنا في نفس المنطقة ( من الآشوريين واليزيديين والكلدان والعرب والتركمان وغيرهم- العراق المصغـّر مدينة التآخي كركوك- ) أن تقبل بما لا نقبله نحن؟! ، وهذا وجه آخر من أوجه الشبه مع الكيان الصهيوني الذي أنشأ دولة عنصرية قائمة على الميز العنصري، من إسمها الى أفعالها التي هي من جنس أفعال العنصري الغرّ الفج القائل: " أنا كردي كردي كردي" ولا يحق لك بأن تردّ علي بأنك: " عراقي عراقي عراقي عربي!. ثم يخلص أستاذ ميران في بحثه هذا معلقا على موضوعه الملحق الثاني آنف الذكر؛ بأن : المواقع الإلكترونية الكردية لم تنشر مقاله الأول ما عدا موقعا واحدا. ساخرا بتعليقه: وهذه هي علامات الحرية والديمقراطية الكردية الجديدة !. وفي موضوعه الثالث يختم بحثه العلمي السهل الممتنع الممتع هذا بقوله:" إن الذي يحصل الآن هو جرّ شعبنا الى موقع الكراهية والى زرع الحقد بين شعوب المنطقة ليتمكنوا ( هم) من تصريف أمورهم وليسهل لهم أيضا تصدير صفقاتهم الإجرامية من العراق الى دول الجوار".

هم ضمير غائب عائد على من ينصحهم أ. د عمر ميران، عسى أن يرعوي أمثال الكردي كردي كردي، وحمى الله الحمى العراق الحبيب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com