|
من كسب ومن خسر الجولة؟... 1 رائد محمد / كاتب عراقي مستقل
في العراق الجديد لايمكن لك أن تسمي الأشياء بمسمياتها وتستند إلى الحقائق التي تكون مفهومها الطبيعي وفق ماموجود على الأرض لأننا فقدنا الكثير من مفاهيمنا في زمن السنوات الثلاثة التي مضت في ظل الاحتلال الأميركي للبلد فمثلا لايمكن لك أن تسترسل في فك اللغز المحير هل أن العراق محتل او محرر لأنك سترى الكثير ممكن يعترضون عليك ويتحججون بأننا تخلصنا من الطاغية وهذا المطلوب في نظرهم وتحليلهم لهذا الأمر رغم أن أميركا والعالم يعرف ان العراق محتل بموجب قرار دولي صادر من مجلس الأمن الدولي!! ياللمفارقة ولكن يبقى السؤال هو وماذا بعد التحرير؟ نعم العراق وقع تحت نير احتلال عشائري قبلي ظالم لمدة 35 سنه وصودرت من شعبة كل مقومات الحياة الطبيعية لأي شعب على وجه الخليقة وأصبح سجنا كبيرا تتحرك فيه أجساد عقولها مخترقة حد العظم من قبل زمرة الدكتاتور. نعم العراق وقع علية ظلم كبير من اقرب جيرانه والكل كان متآمر علية من صغيرها إلى كبيرها ودفع إثمان غالية في حروب هوجاء كلفته الغالي والنفيس واكل الحرث والنسل حتى وصل الأمر إلى حد بيع العراقية في سوق النخاسة . نعم كان العراقي يحمل على كاهله هم الحياة وقسوة توفير لقمة العيش من اجل الاستمرار في أن يكون رقما لاغير في قوائم الحصة التموينية وفي استمارات تعداد المنتمين إلى صفوف حزب البعث دون أرادته . نعم كل هذا جرى رغم قسوة من حكمنا ومن أراد أن يحولنا إلى عبيد في بلد تحتوي أرضة على كل ثروات العالم وعلى خزين من الثروات لايمكن عدة ولا حصره حتى وصل بنا الأمر إلى أن نطلب من الإرهابي شارون يخلصنا من عهر وفسق الطاغية وزمرته العفنة ووصل الأمر بنا إلى أن نبيع كل مانملك لنهاجر إلى أراضي لانعرف منها ألا الاسم وصار العراقي علامة فارقة في أسواق تهريب البشر وأصبحنا ندفع أرقام ومبالغ فلكية لنصل إلى بقاع الأرض التي احتضنتنا بكل وداعه. نعم تحملنا كل هذا وصبرنا لنرى بارقة نور في أخر النفق ولنرى نورا قد يدغدغ أحلامنا الوردية في بناء عراق خالي من البعث وزمرته . لنرى الضحكة ترفرف في على شفاه أبنائنا وأمهاتنا وآبائنا ولنرتجي خيرا من الذين ربو ودعمو وساندو الطاغية عسى الله أن يكون قد أهداهم لطريق الخير والسداد واستبشرنا خيرا بان أميركا ستكون معنا ارحم من صدام وايامة وجاءت ماما أميركا بكل ماتحملة من ثقل وقوة وتكنولوجيا وضربت كل العالم عرض الحائط لتحررنا من رجس الشيطان وقدمت فلذات أكبادها قربانا لحرية جاسم وعبد الزهرة وعبد الحسن وعبد الحسين ولتقدم للعالم أنموذجا يشرف الديمقراطية الغربية وعلى الطريقة التي طالما حلمنا بها ولتبني لنا شرقا أوسطيا ديمقراطيا جديدا تتغنى به وسط صحراء قاحلة من الدكتاتوريات البغيضة . نعم صدقنا ونمنا فرحين بملئ جفوننا نحلم بغد أحلى من طعم العسل ونامت بغداد رغم جراحها تنتظر الغد الباسم الذي يعيد أليها شئ من القها ورونقها وحلم صديقي بشارع النؤاس وشارع المتنبي يطوف بهما كحمامة سلام بيضاء وما ارخص الأحلام هذه الأيام لأنها بلا ثمن!! نعم ولكن مالذي جرى ويجري منذ ثلاث من السنوات وأشهر ثلاثة ؟ هل صدقت أميركا وفرحنا بصدقها؟ أم أصبحنا نبحث عن أسباب لفشلها لأننا فشلنا حتى في أحلامنا؟ مالذي يجري بحق السماء؟ تعالوا أقول لكم أصل الحكاية وليعترض من يريد وليصفق لي من يؤيدني أذا كنت استحق التصفيق!! أميركا لم تأتي لسواد عيوننا بل حركتها مصالحا التي لايمكن أن تتخلى عنها في حماية وتوفير الأمن الوطني لااسرائيل بمحاصرة إيران الناهضة والغير محبة لإسرائيل وخاصة بعد أعلنت إيران لامتلاكها التقنية النووية التي خولتها دخول منظومة الدول النووية مما يجعل هذا الأمر يحتاج إلى وضع ذلك النموذج في مفصل التشريح الأميركي والذي يحتاج إلى أكثر من سياسة الاحتواء والخطوات السياسية التي قد تطول إلى سنين وسنين مما يجعل وقع المحظور وألا فأننا سنسلم جدلا بان صدام حسين كان خطرا حقيقيا على أميركا وامن إسرائيل وهذه التسليم سيقودنا إلى الطريق الخطاء بحكم أن الأحداث التي يعرفها الجميع بان صدام قد فتح قنوات اتصال مع الاميركان والإسرائيليين دون شرط وباستسلام واضح . لذا فالقول أن خطر صدام موجود كذبة فضيحتها أقوى من كذبة نيسان المشهورة إضحاكا. أذا الأمر يستند إلى أن إيران هي الخطوة رقم 2 في الحسابات الأميركية والتي تعثرت نتيجة تعثر المسار الأميركي في العراق والمرجح الكبير في هذا الأمر الاقتناع الأميركي الإسرائيلي المتوفر في الوقت الحاضر هو المراقبة عن قرب وسياسة الاحتضان الجديدة لان بقية السياسات المخابراتية قد فشلت فشلا ذريعا في اصطياد إيران وأعادتها إلى الطريق. الأمر الثاني الذي جاء بأميركا هو الاحتواء والتقرب من المارد الأصفر الصيني الذي أصبح يشكل خطرا اقتصاديا كبيرا على الاقتصاد الأميركي الذي انفق الكثير في سياسة ومنطلق فكر بوش وسياسيه من مقولة نابليون((احذروا المارد الصيني أذا استفاق)) وكذلك "الصين هي الخطر الأصفر" تعبير أطلقه الرئيس الأميركي روزفلت وردده من بعده عدة رؤساء وعدد كبير من الدبلوماسيين الأميركيين لذا فان التقرب من الصين يعتبر للولايات الأميركية ألان هو الهم والستراتيجة التي تنفتح عليها ضمن سياسة الإزاحة التي تتبعها وخاصة بعد أن استطاعت أن تروض قوى أوربا مثل ألمانيا وفرنسا وهناك أشارة لايمكن التغاضي عنها وهي موقف بكين الداعم لحق إيران في الحصول على برنامج نووي سلمي أيضا من المصالح الاقتصادية التي تربط البلدين، حيث كانت الصين على مدار الربع قرن الأخير هي المصدر الرئيسي لتكنولوجيا الصناعات الكيماوية و الالكترونية. وارتفع التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة إلى ما يقرب من 4 مليار دولار وزودت الصين إيران بأجهزة فصل كهرومغناطيسية ومفاعلات نووية وصفت بـ"الخطيرة"، وكميات من الغاز الذي يثري اليورانيوم لازمة لإتمام دورة الوقود النووي. كما تحاول الصين من وراء دعم الملف الإيراني تأمين إمدادات البترول التي تصلها من طهران والذي تحتاجه بكين بشدة لمواجهة النمو السريع في الاقتصاد الصيني، وهو ما يتكشف من توقيع اتفاقيات بين البلدين لاستخراج الغاز الطبيعي والبترول من حقول إيرانية بتكلفة إنشاءات تقترب من 300 مليون دولار. أذن لايمكن التغاضي عن الأسباب التي وجدنا بموجبها الاميركان بين ظهرانينا ولكن من أين أبداء مع ما يمكن أن نكون قد جنيناه من هذا التواجد بعد هذا الزمن الغير قصير في أعمار ناسنا وأهلنا. ولنا وقفة أخرى أنشاء الله وانتظروني...
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |