في رثاء الفقيدة المجاهدة أم الشهداء الحاجة ام جلال الزبيدي

مركز دراسات جنوب العراق / لندن

alawsie1@hotmail.com

تنوع العراق في مكوناته كما تنوع بفدائه وتضحيات شعبه الصابر وقد يعجز الجسم الضعيف عن حمل اثقال الحياة لكن النفوس تكبر وتتمنع عن ذلك وتشمخ في عنفوانها وصدق الشاعر حين قال:

اذا كانت النفوس كباراً * * * تعبت في مرادها الاجسام

 وللانسان أهلية هذا التحمل حين قال رب العزة: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان(. فالأمة تختزن عادة طاقات عظيمة تكون مبعث فخر في تاريخها وتشكل سلسلة قدوات مؤثرة في بناء وصياغة المجتمع ومن النساء العراقيات المعاصرات القدوة هي الفقيدة الحاجة ام جلال الزبيدي (رحمها الله).

- أعدت الفقيدة لهذه الأمة ابناءً و بنات قدموا خدمات جليلة للمجتمع منهم الطبيب والمهندس وكذلك في طريق بناء الانسان من خلال المدرسة القرآنية التي أحبتها وتعلقت بها ودفعت بمن بقي من بناتها في تدبر القرآن فاصبحن مدرسات قديرات في هذا الطريق.

- قام النظام البعثي المقبور باعتقال أربعة من ابنائها وبناتها واعدامهم بين 1980-1981 ولم تقف على اجسادهم الطاهرة حتى في المقابر الجماعية المكتشفة، والشهداء من اولادها هم:

1- جابر محمد بداي السالم

2- جعفر محمد بداي السالم

3- وفاء محمد بداي السالم

4- هيفاء محمد بداي السالم

- عام 1981 قامت قوات المخابرات الصدامية بعد اعدام الشهيد البطل الاستاذ محمد بداي السالم باقتحام بيتها في منطقة (الشوصة) في الكاظمية في بغداد وحصلت مواجهة دامية يعرفها ابناء مدينة الكاظمية تكبد النظام البائد ثمانية قتلى من اجهزته البوليسية، لكنها استطاعت ان تترك العراق مع من بقي من أولادها الى خارج العراق وبقيت السلطة الصدامية تلاحقها، ولدى المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق وثيقة القاء قبض صادرة من أجهزة النظام العراقي البائد ضد الفقيدة واولادها عممت على نقاط الحدود العراقية جميعها.

- بقيت تعمل ضد الدكتاتورية البائسة في بغداد بعد مغادرتها العراق وفي عام 1986 سافرت الى جنيف حيث مقر الامم المتحدة وأدلت بشهادتها الرائعة برباطة جأش عن ابنائها الاربعة المختفين آنذاك امام لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف وكان أسلوبها في طرح مأساة ابنائها الاربعة الذين اعتقلهم نظام صدام البائد مثيراً حيث أبكت اعضاء اللجنة الدولية والحاضرين عند عرضها المأساوي لقضيتها مما ادى بوفد النظام الصدامي بالهرب من القاعة وكان فيهم المجرم برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للطاغية صدام، في وقت كانت كلمة الحق في الدفاع عن شعبنا المظلوم في العراق يعز سماعها، وهذه الشهادة أفادنا بها سعادة سفير العراق حالياً في براغ الاستاذ ضياء الدباس، حيث كان ضمن المجموعة المشاركة للادلاء بهذه الشهادة.

ثم تابع الأمر على سنوات عدة الاخ الدكتور صاحب الحكيم (مسؤول منظمة حقوق الانسان في العراق) وكانت الامم المتحدة تبلغه بان النظام الصدامي يمتنع عن الأجابة على طلب الفقيدة حول ابنائها الأربعة.

أليست هذه وثيقة واضحة على جرائم النظام المليونية لكنها موثقة حسب الضوابط والأصول الدولية وجاهزة لتكون وثيقة ادانة ضد نظام الطاغية صدام في محاكمته القريبة.

- عاشت الفقيدة (رحمها الله) في المهجر بعد ان تركت العراق عام 1981 وعادت اليه مرحومة يوم 29/5/2005 حيث دفنت في وادي السلام في النجف الاشرف بعد ان لبت نداء بارئها يوم 26/5/2005 في ايران حيث كانت تعيش مع من تبقى من أسرتها لكنها (رحمها الله) أسست جلسات قرآنية كانت احداها تنعقد في بيتها كل شهر على مدى سنوات كثيرة وأوصت باستمرار عقدها من بعدها حباً بكتاب الله العزيز كذلك ساهمت في دعم ورعاية معاهد ومكتبات قرآنية في ايران حيث الجالية العراقية الواسعة

- اما في داخل العراق بعد سقوط الصنم حيث ساهمت في تأسيس معهد قرآني في مدينة البصرة واسست فيه مكتبة قرانية.

رحم الله الفقيدة اذ نفقد برحيلها مربية ومجاهدة تمثلت الاسلام سلوكاً، وعلمته ابناءها ومريديها حياة، زاد الله في علو درجاتها واسكنها فسيح الجنان.

(يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)

(صدق الله العلي العظيم)

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com