من كسب ومن خسر الجولة؟... (2)

رائد محمد / كاتب عراقي مستقل

Raid1965@hotmail.com

في خضم السنوات الثلاث ارتكب الاميركان أخطاء إستراتيجية فادحة حسب قول وزيرة الخارجية الأميركية والاعتراف الأخير لبوش خلال زيارة توني بلير في هذا الشهر لذا فان الحصاد الذي جناه العراقيين في الفترة المذكورة لم يكن ألا أرواح أكثر من 100 ألف شهيد عراقي وخراب في البنية التحتية وانعدام للعامل الأمني وانتشار العصابات المسلحة التي رهنت العراقيين في ظل الاختطاف والقتل اليومي والرعب الذي أصبح ملازما وثيمة وعلامة فارقة في الحياة اليومية وكان للاميركان اليد الطولي في خلق هذا الجو لأسباب قد تكون مقصوده أو قد تكون نتيجة انعدام الخبرة الأميركية في الاحتلالات العسكرية التي انقضى وقتها منذ حين وحلت مكانها الاحتلالات ألاقتصاديه .

منذ اليوم الأول للاحتلال الأميركي وجدنا تخبطا في أدارة الدولة العراقية للوضع الجديد من قبل الاميركان وكان الخطاء الأول هو قرار حل الجيش العراقي وانعدام فاعلية شرطة أو قوى امن داخلي لضبط الوضع الداخلي رغم أن الجيش أو الشرطة كان من الممكن استدعائها بعد شهر أو شهرين من انتهاء العملية العسكرية وغربلة هذه المؤسسات وفق أسس الولاء للعراق هذا الأمر كان مقصودا من قبل الاميركان لتفريغ العراق من أي قوة عسكرية أو أمنية لمواجهة القوات الأميركية أو غيرها وخوفا على وجود سلاح بيد قوى قد تصطدم معهم لذا فان هذا الفراغ الأمني الذي ساعد فيه الاميركان وفتح كافة مؤسسات الدولة أمام كل من هب دب للعبث كان فيه الكثير من اللغط علما أنهم اوجدوا قوة لحماية وزارة النفط والمؤسسات الأخرى التي يحتاجوها هم لاحقا وبذلك كان الاميركان هم المساعد الأول في ترتيب عمليات سرقة كبيرة طالت تاريخ وارث العراق الحضاري.

الخطاء الجسيم الذي جعل الوضع إلى ماوصلنا إليه هو التخبط في معرفة الخط السياسي الذي اتبعته السياسة الأميركية لقيادة الوضع في البلد هو انتقاء ووضع قانون لإدارة الدولة لايمكن لأي قوة سياسية أو حزبية أن تتبنى سياسة معينه وهدف لخدمة العراق لوضع الجميع في سلة واحده وتقديمهم على أساس المحاصصة التي أفرغت كل معاني وأسس الديمقراطية التي جاءوا بها مما حدا بالعراقي ينظر إلى الناس الذين جاءوا إلى مجلس الحكم على أساس ممثلين لأنفسهم لا إلى الطوائف التي تمثل الفسيفساء العراقية بحكم أنهم كان أداة لحاكم العراق المدني بول بريمر ومجرد وجوه لاحول لها ولاقوه نتيجة التسلط البريمري وفقدان قوة القرار لمجلس الحكم وثاثيرة على الوضع العراقي مما حدا بالجميع إلى التساؤل عن الكثير من الأخطاء التي ارتكبت من قبل بريمر نفسه والسلطة الحاكمة للعراق وأهمها التي لحد ألان لانعرف مصيرها ولم تكشف ملابساتها هي فقدان 10 مليارات دولار من خزينة الدولة بدون معرفة مصيرها ووجتها .

هذه الخطوة التي أريد بها إفراغ أي موقع للقوة السياسية لرجالات الأحزاب من اجل أن تبقى الرؤؤس متساوية ولكي ينظر المواطن العراقي إلى هؤلاء مجردين من كل ارث وتاريخ وطني مشرف لغرض أعطاء الدور كاملا إلى أن الاميركان هم المخلصين والباقين هم أدوات لاغير ومن يتخطى الخط والدور المرسوم له يعاد إلى دائرة التغييب والتشهير وما قضية الدكتور الحلبي والدكتور محسن عبد الحميد ألا اقرب مثالين لهذا الأمر.

أذن نحن أمام أمرين مهمين أرادت بها الإدارة الأميركية في واشنطن وبغداد أن تنفذهما هو أفراغ القوة العسكرية من قوتها لكي تبقى في دائرة الهزيمة العسكرية إلى أن يقرر هم غير ذلك وتقديم الساسة العراقيين على أنهم مجرد بيادق لاحول لها ولا قوة ألا الموافقة على مايريده ويرتضيه الاميركان وهذا الدور المرسوم لهم جعلهم يفقدون الكثير من رصيدهم وثقلهم في الشارع العراقي....

وللحديث بقية....

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com