الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية

محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

الحرية والديمقراطية عنصران من أبرز العناصر التي يحقق من خلالهما الانسان أهدافه وطموحاته ، ويعبر عن ذاته وماهيته ، ويكون حراً في مجتمعه من القيود التي يفرضها الحكام المتسلطين والطغاة المستبدين على رقابهم ، أنهما أشراقة الفكر والحياة والأمل في بناء المجتمع المدني ، وبناء جسور للثقة والتفاهم وتقبل الرأي الأخر في إصلاح مجتمعنا وجعله قوي الأركان خال من العيوب والأمراض،، و أنتهاكات حقوق الأنسان وتحجيم دور المرأة وتقليص دورها في المجتمع والغبن بحقيقة وجودها ، وكما تضمن حقوق القوميات والأقليات القومية والدينية كافة ، هناك ترابط وثيق ومحكم بين أرتقاء الأنسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري وبين حجم حقوقه الأنسانية وأجواء الديمقراطية والحرية التي يتمتع بها ، وأنهما منجز أنساني ذو قيمة عالية في نشوء المجمع المدني في سبيل ظروف أفضل من التطور والتكامل ، وأنهما تهدد كل نظام يسلب من الشعب حقوقه ، وأقوى سلاح في مواجهة الأنظمة وأيقافها عند حدها .

 قبل البدء في الحديث عن الحرية والديمقراطية ! ينبغي أن نعرفهما - - أولاً يجب ان نفهم الحرية بمفهومها القائم على اسس علمية سليمة لنتعامل معها كحقيقة من أهم الحقائق العلمية ونتصرف ازائها في حدود القانون ، ورفع القيود عن الأنسان لمعرفة الخير والشر ، ويشعر أنه له حق في وطنه وعليه واجب تجاهه ولم يخضع لسيطرة أحد ، ولا يتجاوز المواطن على حريات الأخرين وتحويلها الى فوضى ، أما الديمقراطية التي ما زالت تفسر من خلال أشتقاقها اللغوي اليوناني الاصل ، وتعني حكم الشعب ، ذلك الحكم الذي يمارسه الشعب بنفسه ولنفسه والغاء العبودية ، وأحترام الأنسان وحصوله على حقوقه بصرف النظر عن أصله أو لغته أوديني .

 كلنا نعرف أن فهم أسس الديمقراطية والحرية يحتاج الى وقت طويل ومجهود فكري عميق والفهم الدقيق لجوهرهما وتطبيقهما بصورة صحيحة ، وتثقيف الشارع العراقي على الحياة الحرية والديمقراطية والحوار المنطقي بين جميع اطراف المجتمع العراقي ، لكي يتمكن المواطن العراقي أن يمارس حقوقه السياسية والأجتماعية والثقافية وتحشد طاقاته لبناء العراق الجديد ، وعلى ذلك الأساس من حقه المطالبة بتطهير العناصر الفاسدة والمرتشية داخل دوائر ومؤسسات الدولة والحد من الممارسات الخاطئة التي تمارسها البعض من موظفي الحكومة أو المسؤولين في السلطة .

 من هذا المنطلق نتحدث عن الحرية والديمقراطية وحق المواطنة والحقوق الشعب العراقي بجميع مكوناته ، وصيانة الحريات العامة للمواطنين الأمر الذي يسمح بجعل الحكم تداولياً ، وضمان ممارستها من قبل المواطنين من دون تميز طائفي أو عرقي ، لكي لا تحتكر السلطة بيد جهة معينة بصورة دائمة ، ولا نغفل الجانب الأقتصادي والثقافي ، لأن الحرية والديمقراطية في حقيقتهما ثقافة متكاملة تشمل كل هذا الأمور السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، ، وأنهما عوامل تقوية وتعزيز للوحدة الوطنية العراقية التي تجمع العربي والكوردي والتركماني والكلدأشوري وبقية الأطياف في العراق ، ويسود بين أفراد الشعب رابطة أحساس داخلية من التقارب والأنسجام وقد يكون ذلك الأنتماء الى الوطن ، وأعطاء المواطن العراقي المجال لتذوق الحياة والتمتع بها ، ويستطيع من خلالهما أن يجد المنفذ الصحيح لها حتى يعبر عما بداخله وأبداء ما لديه من أبداع وافكار لخدمة وطنه وشعبه ضمن المؤسسات الدستورية والأجتماعية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com