|
قضية قتل المدنيين في مدينة حديثة : من المسئول ؟؟!!
وداد فاخر* / النمسا
تفاعلت قضية قتل المدنيين في مدينة حديثة من قبل القوات الأمريكية المحتلة للأراضي العراقية ، داخل العراق من قبل أطراف حكومية وشعبية ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية بعدما طالب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بفتح تحقيق بذلك ومعرفة ملابسات الحادث . لكن لا السيد المالكي ولا بقية الأطراف السياسية والاجتماعية ومسوؤلي منظمات حقوق الإنسان أصابوا كبد الحقيقة ، كون المسبب الرئيسي لقتل ليس أولئك المدنيين من أهالي حديثة فقط ، وإنما كل المدنيين العزل في العراق هم من يقود عمليات الإرهاب في داخل وطننا العزيز . فالإرهاب المتخفي بصور شتى وجد ضالته الحقيقية في قتل المدنيين العراقيين العزل إن كان بصورة مباشرة عن طريق السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة ، أو الكلاب البشرية المفخخة، أو عن طريق الاحتماء بالدروع البشرية من البشر كما كانوا يفعلوا أيام زمن قائدهم ( الضرورة ) الذي كان يحمي قصوره من هجمات قوات التحالف الدولي بالنساء والأطفال والشيوخ . وأنا هنا لست ابرر القتل العشوائي للمدنيين العزل المدان أصلا رغم كافة الذرائع المطروحة من قبل المنفذين أي كانوا ولكن أحاول أن القي الضوء على نقاط حساسة جدا تدخل في صلب موضوع مسالة قتل المدنيين في العراق ، وأود أن لا يفتش البعض عن أي مسبب آخر لعمليات القتل والتهجير والتخريب المتعمد سوى عن الإرهاب والإرهابيين البعثو – اسلامويين . وألا سوف نترك المجال واسعا لكل ناعق من العروبيين والبعثو – اسلامويين لكي يجد المبرر اللازم لتواصل عمليات الإرهاب المبرمجة في وطننا المبتلى بداء الإرهاب المستعصي على حكومتنا ( الوطنية ) لمكافحته ، والتي تضم في داخل صفوفها دعاة ومروجين للإرهاب على طريقة التحالف البعثو – وطني الجديد . وبالضد من عناد وتهجم ( غلاة ) المتطرفين من العراقيين الذين يكرهون و ( بدون سبب ) يذكر هذا ( التحالف الوطني ) الجديد . فرؤساء عصابات إرهابية أصبحوا هم من يدير السلطة في العراق ، ولكم في قتل سائق إحدى النائبات في المجلس الجديد مثلا على ذلك بعدما أهين أولا بالضرب من قبل حماية رئيس مجلس النواب ( الموقر ) محمود المشهداني ، ثم أسكتت النائبة وعلى مشهد من الملأ وأمام شاشات التلفزة لاعتراضها على الاعتداء بالضرب على سائقها ، ثم قتل السائق وسجلت القضية باسم مجهول . بينما يصول ويجول ضباط شرطة وجيش في قيادة مجاميع إرهابية وبسيارات حكومية وعلنا لقتل المناوئين لهم من الكورد في كركوك والموصل والشيعة في بقية أنحاء العراق ، أما من يتم القبض عليهم من مساعدي الزرقاوي وقادة عسكريين سابقين فلا يعلم الا الله اين هم مع ( الاخوة العرب ) من الذباحين الذين ينعمون بالدفء والحنان في سجون ماما أمريكا حفظها الله ورعاها . وحتى عرة البشر وسفلتهم كصدام وابن أمه برزان يتوسلون بأسيادهم الأمريكان من داخل قفص الاتهام برعاية أعوانهم من خدم امريكا وعملائها السابقين والحاضرين ، لأنهم لا يثقون بالعراقيين الحقيقيين . وأصبحت محاكمتهم عبارة عن مهزلة تدار بصورة قانونية يتم فيها علنا السماح للسفلة والمنحطين من أعوان النظام السابق بالدعاية للفاشية وزعيم الفاشست البعثيين داخل أروقة المحكمة وإهانة العراقيين بشكل علني ومباشر . كذلك يتم تبادل المعلومات عن طريق الشفرة التي غالبا ما تكون آيات من القرآن الكريم على لسان صدام حسين لأعوانه من الإرهابيين القتلة ، وهذه الحقيقة يعرفها ابسط شخص لديه اهتمامات أمنية . لذا نلاحظ تصاعد العمليات الإرهابية بعد كل جلسة للمحكمة . مضافا لها ما ينقله محامو صدام وجلاوزته من معلومات بين الطرفين الإرهابيين وصدام وزبانيته داخل السجن ، والدليل على ذلك التشابه التام في صيغة شهود الدفاع الذين لم يختلف احدهم عن الآخر بحرف واحد . وأي قانون هذا الذي سمح بدخول سفلة ومنحطين بأسماء محامين عرب للعراق للدفاع عن قتلة الشعب العراقي من ( اللگامه ) الذين استأجرتهم الساقطة رغد صدام أمثال الساقطة أخلاقيا بشرى الخليل واضرابها من السفلة الذين يقف على رأسهم محامي صدام خليل الدليمي. إذن هل هناك من يدلني على وجه الخطأ في اجتهادي ( الخاطيء )، أم إنني مشاكس ، وعميل للأمريكان ، وصفوي مجوسي ، كما يردد ( إخوتنا ) البعثو – اسلامويين عني وعن بقية المشاكسين في محافلهم ( الوطنية ) ، أو إثناء اتصالاتهم التلفونية منذ أيام المعارضة لحد الآن ، ويختموها بالسب والشتم وقذف الأعراض ؟؟!! . فيا سيدي المالكي فتش عن المسئول عن قتل المدنيين من أهالي مدينة حديثة وشخص الخطأ وبعد ذلك صرح للصحف ووكالات الأنباء . كذلك انظر ليمينك ويسارك قبل أن تطلق أية تصريحات أخرى . فسجونك المليئة بالإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم لم يكونوا ضحية تهمة باطلة ضالة عند القبض عليهم بالجرم المشهود ، ولم يكن أي منهم يتمشى على شارع أبو نؤاس ، أو شارع الكورنيش في البصرة . والقوات الأمريكية المسئولة عن السجون العراقية تقوم بين آونة وأخرى بعملية ( إنعاش Refreshment ) للإرهاب من خلال ضخ العديد من الإرهابيين في الشارع العراقي بواسطة إطلاق سراحهم لإعادة دورة الإرهاب ، وتنشيطه ، بواسطة كميات كبيرة من الإرهابيين الذين استراحوا لفترة وجيزة في ( مهاجع الأصدقاء الأمريكان ) ليعودوا كرة أخرى لمواصلة ( نضالهم الدءوب ) وقتل الكورد ( الخونة ) ، والشيعة من ( الروافض ) حتى ( تستقيم ) الحياة في العراق ( العربي المسلم ) ، ويتم ( تنظيفه ) من الكورد ( الخونة ) والشيعة ( الروافض ) . وهي حقيقة يعرفها ويدركها أبو إسراء المالكي نفسه ، وبقية ( الربع ) من الأحزاب الوطنية العراقية من الأغلبية العراقية من كورد وشيعة وعراقيين آخرين من كافة الطيف العراقي . بقي أن نقول بان العراق الآن يحتاج أما لقدرة قادر كي يعاد الأمن إلى نصابه ، أو للقوي الأمين الذي يستطيع أن يتغلب على كل الصعاب ويكسب بذلك حب الجماهير عندما ينصب أعواد المشانق للبعثيين القتلة والإرهابيين من سفاكي دماء الشعب العراقي الذين يقتلون العراقيين ويعيثون في العراق فسادا، وبذلك يفوز فوزا عظيما . آخر المطاف : أبو العباس السفاح ( عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس ) توفي 136 هـ ، وقد لقب بالسفاح لأنه وبعد انهيار الخلافة الأموية و مبايعته كأول خليفة عباسي دعا كل أمراء بني أمية إلى قصره وأعطاهم الأمان ثم ذبحهم فلقب بالسفاح ولم ينجو منه سوى قلة أشهرهم عبد الرحمن الأموي الذي هرب إلى المغرب و منها إلى الأندلس . ولقب نفسه بالسفاح حينما ركب منبر الكوفة قائلاً: "أنا سفاح بني أمية". وقد قضي في عهده على معظم بني أمية، سواءً على يده أو على يد عمِّه سفاح دمشق عبد الله بن علي بن عبد الله وعندما يسأل أبو العباس ضباط جيوشه: - هل بقى من الأمويين احد على قيد الحياة, فيأتيه الجواب بالنفي, ولكن أبو العباس السفاح لم يقتنع بذلك, ويضرب على صدره, ويقول بغضب: إذن لماذا كل نار الغيظ لا تزال مشتعلة في صدري؟ . ومن خطبته في الكوفة عند توليه الخلافة : ( يا أهل الكوفة ! أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا، وأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا، وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فأنا السفاح الهائج والثائر المبير.) وذكر القاضي المعافى بن زكريا: أن السفاح بعث رجلاً ينادي في عسكر مروان بهذين البيتين ليلاً ثم رجع: يا آل مروان إن الله مهلككم * ومبدل أمنكم خوفاً وتشريدا لا عمَّر الله من أنسالكم أحداً * وبثكم في بلاد الخوف تطريدا استشار أبو العباس السفاح احد اكبر دعاة الدعوة العباسية ( أبو سلمة الخلال ) - حفص بن سليمان - استخلفه بكير بن ماهان في رئاسة الدعاة في الكوفة وكتب إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بذلك ، فكتب محمد إلى أبي سلمة فولاه أمر الدعوة بعد موت بكير بن ماهان . وكان أبو سلمة مولى لبني الحارث بن كعب ، وقد نشأ بالكوفة واتجر بالخل فلهذا لقب الخلال ، وكان يسمى وزير آل محمد وقتله السفاح فيما بعد ، استشاره حول أمر الحكم ، فقال : ( اجعل السيف سوطك ، والقبر سجنك ) .
* شروكي من حملة مكعب الشين الشهير ، من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |