|
الطائفية في عراق اليوم مهند حبيب السماوي يدرك أكثر العراقيين انه بعد دخول القوات الأمريكية إلي العراق وإسقاطها الطاغية صدام ونظامة السلطوي القاهر قد ظهرت عدة ظواهر كانت نتيجة لهذا الاحتلال من جهة أولي واستمرارا لما كان الكيان ألصدامي يمارس من جهة ثانية وانعكاسا للكبت الذي ولدته قوي التكفير والإرهاب التي مارست بحق الشيعة شتي أصناف القتل والاغتيال والتفجير منذ سقوط صدام وحتي التفجير الأخير السافر لأحد أهم المراقد الإسلامية في العالم... فالاحتلال والنظام ألصدامي والإرهاب قد اسهم كل علي حدة في اشعال فتيل هذه الحرب الطائفية التي تجري منذ سقوط صدام وحتي الان ولكن علي نحو خفي ومن جانب اطراف ارهابية متطرفة قادمة من خارج العراق تغذيها فئات مشبوهة ترتبط بجهات خارجية من ناحية اولي وعناصر ظلامية مصابة بهوس الطائفية المقيت من ناحية ثانية...وهنالك وبفعل هذه الاسباب...تشكلت ثلاثة انواع من الطائفية كما اراها انا من وجهة نظري الشخصية اجملها بما يلي: المحاصصة الطائفية( علي الصعيد السياسي العمودي) حيث اننا نلاحظ الان وجود وزارات يغلب عليها الطابع الشيعي واخري السني وثالثة الكردي في ظاهرة خطيرة يمكن ان تدمر وتجهض كل محاولة لبناء ديمقراطية مزعومه .... في حين ان مقتضي العمل بمبدا التكنوقراط في وضع كوضع العراق من حيث كون التكنوقراط يعني نظاما سياسيا ناتجا عن استبدال السياسيين بالخبراء الفنيين ..وهو نظام متبوع في بعض الدول كامريكا بعد الحرب العالمية الثانية حيث يكون للخبراء الفنيين دور في اتخاذ القرار السياسي وليس مجرد استشاريين, مما يعني خضوع القرار الذي يتخذ الي معايير فنية وليس سياسية... ولذلك علي الاحزاب والطوائف ان تضع شخصا تكنوقراطيا لوزارة الكهرباء مثلا بدلا من ان تضع وزيرا عضو مكتب سياسي لحزب ما يجيد التنظير والكلام عن تاريخ حزبه فقط مع الاحترام والتقدير لجميع الاحزاب العراقية الوطنية وتضحياتها الكبيرة والتي قارعت النظام السابق طيلة المرحلة الماضية... ثانيا الاستقطاب الطائفي( علي الصعيد السياسي الافقي) حيث اصبح في العراق اليوم نوع من الالتفاف الطائفي كل حول مرجعياته التي تشكل بؤرة معتقده الديني بحيث اصبح العلمانيون في حالة من الاحراج الذي يضعف شعبيتهم ويجعل اصوات الناخبين بدلا من التصويت لهم تتجه نحو التصويت للهويه الطائفيه التي يحملها كل واحد منهم او بمعني ادق يتجه الفرد الي التصويت الي ذاته وشخصيته وكيانه الذي تتجسد فيه عقيدته الدينيه بشكل لايمكننا فيه الفصل بين الذات والمعتقد لكون الاثنين في حالة من التماهي والتوحد, ولعل في الانتخابات الاخيرة خير مثال علي هذا الذي اقوله اذ التف كل حول مرجعياته الدينية التي استثمرت واستغلت في الوقت نفسه من قبل (بعض الاحزاب) من اجل تحقيق مارب سياسية.. ثالثا الاحتقان الطائفي( علي الصعيد السوسيولوجي الافقي) نجد في العراق حربا طائفية معلنة من قبل الحركات الاصولية التكفيرية (القادمة من خارج الحدود والتي احتلت مدن السنة وصيرتها مقرا لها سواء رضينا ام لم نرض بهذا) علي الشيعة عموما والاحزاب الشيعية التي شاركت في الحكم خصوصا علي حد سواء..والذي سبب بلاريب رد فعل شيعي منفرد ازاء بعض حوادث الاغتيال والتفجير... ولو كان الامر يقتصر علي الاحزاب الشيعية التي تشارك الحكم لكان ربما من الممكن تفسيره وفقا لمنظومة الحركات الاصولية التي لاتفرق بين امريكا والدولة المتحالفة معها... لكن الامر اخطر واكبر بدرجة كبيرة في عراق اليوم اذ ان الحركات الاصولية تستهدف كل الشيعة بغض النظر عن كونهم ضمن السلطة السياسية او خارجا عنها مما يبطل اولا حججهم التي يرفعوها بشان محاربة امريكا وعملائها كما تقول ذلك ادبياتهم المعروفة ويشير ثانيا الي حقدهم الدفين علي الطائفة الشيعية المضطهدة اصلا من قبل الحكومات السابقة , واذا كان الكلام غير صحيح فما العلاقة (بالله عليكم ) بين محاربة امريكا واعوانها في العراق وبين تفجير سيارة يقودها انتحاري وسط حشد من العمال في مدينة الكاظمية او ماحدث من تفجيرات في كربلاء والنجف.... والرمادي وتكريت والموصل او مايحدث من مذابح للعوائل الشيعية في بعض المدن وتحت الايدي الاثمة لبعض الجماعات الارهابية التي تزعم الجهاد.. واذا اريد جعل الامر اوسع فاقول بان كل انسان عراقي هو مستهدف من قبل هذه الجماعات التي يبدو انها تستهين بالدم العراقي بشكل يثير الف سؤال ومليون تساؤل عن معايير القيمة الانسانية لدي هولاء بدليل وضع العبوات في الشوارع بطريقة عشوائية وتفخيخ السيارات وتفجيرها في اماكن عامة يمكن ان تقتل الشيعي والسني والكردي والمسيحي وغيره...
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |