|
اعتذار متأخر لكمال سبتي علي الشلاه في التحضير لدورة مهرجان المتنبي الشعر العالمي الرابعة عام 2004 اتصل بي الصديق الشاعر الراحل كمال سبتي متسائلاً عن امكانية دعوته الى هذه الدورة من المهرجان بناءً على مقترح من الشاعر الكبير ادونيس الذي سبق واقترح علي دعوة كمال قبل ذلك ، وقد اعتذرت للشاعر كمال سبتي باننا ومنذ سقوط الدكتاتورية في العراق قد اخذنا قراراً باستضافة الشعراء العراقيين من داخل العراق وهكذا دعونا في حينها الشاعر موفق محمد - وهذا العام الشاعر كاظم الحجاج - على اعتبار ان المشاركة في الفعاليات الثقافية العالمية متاحة للمبدعين الموجودين خارج العراق بشكل اكبر ممن تحملوا عناء البقاء فيه، وقد تفهم صديقي كمال على مضض هذا الرأي مع وعد مني ان تتاح له المشاركة في الدورة الثامنة بعد ان تتحقق ثلاث مشاركات من داخل العراق ان بقينا احياءً . لا ادري اليوم من منا الذي اخل بوعده فهاهو كمال يترجل عن صهوة الحياة اثناء الدورة السادسة للمهرجان ويضعني بالحرج نفسه الذي كنت فيه مع الشاعر ممدوح عدوان وذلك مايحملني عناءً كبيراً خصوصاً وان معرفتي بكمال وصداقتنا في سنوات الكارثة - التي كنا نحسب المنفى خلاصاً منها- تجعل ذكرى كمال ممزوجةً بالتقصير داخلي على الرغم من وجاهة اسبابي التي سقتها لدى كثيرين. لقد علمتني فاجعة الرحيل المتعجل لكمال سبتي ان اترفع عن الخلافات البينية الصغيرة مع بعض الأصدقاء والزملاء الذين يختلفون معي في وجهات النظر او الذين لديهم طموح مشروع في المشاركة في هذا الحدث الثقافي او ذاك واجدني قاصراً عن تلبية طموحهم لأسباب موضوعية مما يغضبهم مني او يجعلهم يجدون علي فيبين ذلك على صفحات وجوههم واصواتهم، ولن استثني الا الذين تدفعهم غرائز مختلفة لثقافة الشتائم التي ازدهرت سوقها هذه الايام على خلفية الموقف من الارهاب المتفشي في بلاد الرافدين والذين يعدون من يقف ضد الارهاب الذي يقتل الاطفال والنساء والشيوخ في بلاد الرافدين حليفاً للولايات المتحدة حتى لو كان على طرفي نقيض منها تمشياً مع الموقف المتشنج لسيد البيت الأبيض (من ليس معنا فهو مع الارهاب) او اولئك الذين يخلطون الاوراق بقصدية واضحة ليسيئوا الى جراحات شعب مكلوم وشهدائه الكثر. صديقي كمال اعتقد انك رحلت غاضباً مني واعتقد انني لم اقم بذلك بقصد الاساءة اليك وانك لو كنت مكاني لفعلت الشيء نفسه، ولعل هذه الكلمات المتأخرة لن تغير من الامر شيئاً لديك لكنها على الاقل تعينني على نفسي التي يثقلها رحيلك ويثقلها اكثر انني لن ابر بوعدي لك في حياة كانت اقصر من ان تكفي لانتقالك من هولندا الى سويسرا أو كانت اقصر من ان اصل الى سماعة الهاتف لاقول لك تعال ياصديقي ففي روحي متسع لك ولقصائدك اذا لم يكن في عملي هذا المتسع.. والى لقاء سريع بك
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |