|
هل نحن بحاجه لمؤتمر اخر؟ رياض العطار – كاتب صحفي - السويد من بديهيات الامور وجود خلافات فكرية بين الاحزاب السياسية، ومثل هذا ينطبق على كل المذاهب ومنها الاسلامية، حيث وصلت هذه الخلافات في بعض الفترات من التأريخ ان يقوم احد المذاهب بتكفير الاخر. في العراق تقوم مجموعات التكفيريين ( القاعدة, انصار الاسلام...) بتكفير الشيعة وبث السموم لاشعال فتيل حرب طائفية وقومية بين الشيعة والسنة وبين العرب والاكراد وبين الاكراد والتركمان... ونحمد الله ان مثل هذه المحاولات قد بائت بالفشل، وذلك بوعي القيادات السياسية والمراجع الدينية... وفي هذا السياق يؤكد التأريخ لنا ان هناك مؤتمرات قد عقدت لردم الخلافات بين الشيعة والسنة ومنها مؤتمر النجف الذي عقد سنه 1743 ونستطيع ان نستعير ما قاله احد المؤرخين حول هذا المؤتمر : رغم اهميتة الرمزية والاعتبارية دينيا واجتماعيا، يبقى مؤتمر النجف مغمورا بالنسبة للغالبية العظمى من العرب والمسلمين. ويعود عقد هذا المؤتمر الى مبادرة من ( نادر شاه ) الذي قرر بعد استقراره في النجف تقريب وجهات النظر بين المدرستين الشيعية والسنية في الاسلام. وقد جلب معه من ايران سبعين عالما شيعيا وسبعه علماء من تركستان وسبعة من افغانستان. ثم استدعى من كربلاء السيد نصر الدين الحائري الذي كان انذاك كبير مجتهدي الشيعة في العراق. وارسل الى احمد خان باشا يرجوه ان يبعث من قبله احد كبار العلماء السنه فارسل اليه الشيخ عبد الله السويدي.و قد توجه السويدي الى النجف في 11 ديسمبر - كانون الاول سنه 1743 وجرى افتتاح المؤتمر اثر وصوله وقد قال نادر شاه في الافتتاح : ان في مملكتة فرقتان يكفر بعضها بعضا وقد ان الاوان لرفع المكفرات. و بعد محاولات طويلة تناولت قضايا الدين والتاريخ، اجتمع علماء الطائفتين وكتبوا محضرا يشتمل على خمس مواد : 1 - بما ان اهل ايران عدلوا عن العقائد السالفة ونكلوا عن الرفض والسب وقبلوا المذهب الجعفري، فالمأمول من القضاة والعلماء الاذعان وجعله خامس المذاهب. 2 - بالنسبه للاركان الاربعة من الكعبة التي تتعلق بالمذاهب الاربعة يشارك المذهب الجعفري في الركن الشامي بعد فراغ الامام الراتب فيه من الصلاة. 3 - في كل سنه يعين من حكومة ايران امير للحج الايراني. 4 - فك الاسرى من الجانبين ومنع وقوع التحقير عليهم. 5 - يعين وكيلان في الدولتين في مقر السلطتين لاجل القيام بمصالح المملكتين وبذلك ترتفع الاختلافات الصورية والمعنوية وقد اقر الحضور بالخلفاء الراشدين الاربعة على الترتيب واهمية دورجعفر الصادق وسجلت شهادة لاهل السنة يقولون فيها بصحة عقيده الامة الايرانية جاء فيها: الاختلاف مع اهل هذه العقيدة في بعض الفروع غير مناف ولا مغاير للاسلام، واصحابها من اهل الاسلام ويحرم على الفريقين المسلمين من امة محمد ( ص ) قتل واحد منهم الاخر ونهبه واسره وهم اخوان في الدين وقد تبع توقيع الاتفاق احتفالات شعبية كبيره ولاقى ترحيبا يشير اليه المؤرخون عند عامة الناس رغم العقبات التي واجهها تطبيقه ووجود اعداء له. لقد ارخ الشيخ عبد الله السويدي لاحداث المؤتمر في كتابه المعنون : ( الحجج القطعية لاتفاق الفرق الاسلامية ) الذي طبع عده مرات في القاهرة وترجم لعدة لغات. و اخيرا، في العراق ومنذ سقوط نظام صدام حسين يحاول التكفيريون وبقايا النظام البائد باشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة ولكن وعي الطرفين قد افشل هذه المحاولات لحد الان ( تفجير مرقد الامامين العسكريين هو احد هذه المحاولات ). ان حاجة العراق الان الى مؤتمرمثل مؤتمر النجف لتصفية كل الخلافات وتحريم قتل ونهب واسر اوايذاء وتهجير وخطف... اي مسلم وغير مسلم في العراق. فهل يبادر الحكماء من كل الاطراف بذلك ؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |