|
درس نحوي : الفاعل والمفعول به وعلامة الفعل المضارع والكناية !!
وداد فاخر* / النمسا
مقدمة : المقال مهدى للعزيزين سمير شوهاني وحجي أكرم . الفاعل مرفوع، ولا تلحقه علامة تثنية ، أو جمع ، ولكن تلحقه علامة تأنيث إن كان الفاعل مؤنثا كـ ( قامت هندٌ ) . وهو اسم صريح أسند إليه فعل ، مثال ذلك ( ضرب َ زيد ٌ عمرا ً ) ، فالأول : اسم أسند إليه فعل واقع منه ، فالضرب قد وقع من زيد وهو الفاعل ، والثاني : اسم اسند إليه فعل قائم به ، فإن العلم قائم بعمر فهو بذلك المفعول به . ولكون الفاعل ظاهر ، فنحن في طريق البحث عن نائب الفاعل كـ ( ضرب أبو حصيرة زيدا ) فهنا جاء الفاعل وهو أبو حصيرة بمقام نائب الفاعل . أي إن غياب الفاعل الأساسي أدى لان ينوب عنه نائب الفاعل أبو حصيرة ، وبذلك تم الفعل بوجود نائب الفاعل . وذلك كقول الشاعر : وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكنْ ******* بأعجلهم ، إذ أجشع القوم أعجل’ فإن لم يكن في الكلام مفعول به ناب الظرف ، أو الجار والمجرور ، أو المصدر . وإذا حذف الفاعل وأقيم شئ من هذه الأشياء مقامه وجب تغيير الفعل . بضم أوله ماضيا كان أو مضارعا ، وبكسر ما قبل آخره في الماضي ، وبفتحه في المضارع ، فتقول : ’ضربَ ، و’يضرب’. وغرضنا هنا الضرب الذي حصل في الماضي سابقا ، والحاضر مضارعا . وتقدير الفعل في مثالنا وهو : ضربت عمرا ضربته . لذا فالفعل قد وقع أصلا على عمر وهو بذلك المفعول به ، وهو وجهتنا التي نحن بصدد البحث عنها . فالفعل إذن واقع أصلا إن كان بواسطة زيد في الماضي ، أو من قبل أبو حصيرة إن كان في الحاضر . وعلامة المضارع هي لابد أن يكون في أوله حرف من حروف ( نأيت’ ) ، وهي النون ، والألف ، والياء ، والتاء ، نحو ( نضرب’ وأضرب’ ، ويضرب’ وتضرب’ ) وتسمى هذه الأحرف الأربعة ( أحرف المضارعة ) . فهي بذلك تدخل في أول الفعل المضارع نحو جملتنا الخبرية السابقة ( ضرب َ أبو حصيرة عمرا ) فتتحول إلى ( ضربت ’ عمرا ) . وأخيرا فقد قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى المزني : ومها تكن عند أمريء من خليقةٍ ******** وإن خالها تخفى على الناس تعلم ِ ومعنى البيت يقول : هو إن كل خصلة من خصال الإنسان مهما اصطنع من المحاولات لإخفائها عن الناس فلابد من أن تظهر لهم في بعض أعماله ، وقديما قيل : ( ما فيك يظهر على فيك ، ومن كتم الناس سره فضح الله ستره ) . ( ومن خواص الكناية أنها تمكِّنك من أن تَخْدِشَ وجه الأَدب , وهذا النوع يسمى بالتعريض ، ومن بدائع الكنايات قول بعض العرب : ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام "ذات عرق ." ، فإنه كنى بالنخلة عن المرأة التي يحبها .) . وقد يعتمِد الشاعر عند الوصف بالكرم إلى أسلوب آخر فيقول : كالْبَحْر يَقْذِف للقَرِيب جواهراً جوداً وَيَبعْثُ لِلْبَعِيِد سَحَائِبَا فيشبِّه الممدوح َ بالبحر , ويَدْفَعُ بخيالك إلى أن يضَاهِيِ بين الممدوح و البحر الذي يقذِف الدرر للقريب و يُرسل السحائب للبعيد .. أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكار وروعة الخيال، وما تحدثه من أثر في نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، وميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام. كقوله عز شأنه في وصف النار:" تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير" ترتسم أمامك النار في صورة مخلوق ضخم بطاش مكفهر الوجه عابس يغلي صدره حقداً وغيظاً.
آخر المطاف : من جميل ما قال أبو نؤاس في الغزل :
أموت ولا تدري وأنت قتلتني ولو كنت تدري كنت، لا شك، ترحمُ أهابـك أن أشكـو إليك صبابتـي فــلا أنا أبــديــها ولا أنت تــعــلــمُ لسانــي و قلبـي يكتمان هواكـمُ ولكـــن دمعــي بالهــوى يتكلـــــــمُ
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |