تَبـَّاً لأبي لَهَبِ العُظَِيمِ

د. جرجيس كوليزادة / اربيل ـ العراق

jarjeismh@yahoo.com

قُتِلَ العِلـْمُ

أصغِ إلى مَوتِ قَدَرِ البَاصَاتْ

في يومِ العَودَةِ, بَعْدَ الظُهْرِ, عنْدَ الآهاتْ

*1*

 

صَيحَاتٌ تعلو, تَقْتَربُ

موتٌ يَتَرَقَّبُ, يضطَربُ

يُنتَظرُ فيه ذبْحَ الطُلابْ

في كـلِّ مكانٍ أشجانُ

في اليومِ الراكِدِ أحزانُ

*2*

 

في كل فؤادٍ روحٌ تبحثُ عن الصَلَواتْ

في كلِّ سؤالٍ يدنُ صَمتْ

هذا ما قد خَلـَّفهُ الصمتْ

الصمْتُ، الصَوتُ، المَوتْ

*3*

 

يا  صمْتَ الظُهرِ الغامِضِ مما شرَعَ الموتْ

سكنَ العِلْمُ

أصغِ إلى صَوتِ خُطَى الساعينْ

في بدءِ اليوَمِ, أصْغِ, قابلْ وجهَ الماشينْ

"عشرةُ أمواتٍ, عشرونا"

"لا تُحْصَ أصِغْ للباكينا”

اسمعْ صوتَ الحُزْنِ الحَمرينِ

جَرْحَى، مَوْتَى, ذابَ البَشَرُ

مَوْتَى، موتَى, ذابَ الحَجَرُ

*4*

 

في كلِّ مواتٍ عَمَلٌ يَنثرُهُ مجنونْ

الصَوتُ، الصَمْتُ، الموتْ

تصحو الهَمَجيَّةُ تَزْهو ما يَرتَكِبُ الموتْ

تَرهيبا

تَقتيلا

في يَومِ العِلْمِ مع الأشلاءْ

*5*

 

في مَوتِ الهَمَجي الدَامي حيثُ القَتْلُ سواءْ

إسْتَكْمَنَ داءُ التََرْهيبا

حقْدًا يتَصبَّبُ تَقْطيرا

*6*

 

نزَلَ الباصُ، الشَبَحَ السَّوداءْ

يَحْضِنُ شَيطاناً مسكونا

لا يَرحِمُ عُمْرَ المـَارينا

*7*

 

في كلِّ مواتٍ مَخاضْ، مَرْتَعُهُ أصداءْ

في حُجْرِ الدِراسَةِ في البيتْ

لا شيءَ سوى صرَخاتِ الموتْ

الصَوتُ، الصَمتُ، الموتْ

*8*

 

في شخص التَرهيبِ الدامي يَشْمَإِزُ الموتْ

القََتـْلُ سَعيرْ

لا شيءَ سوى صَوتِ التَدميرْ

حتّى حُراسُ الدَرْبِ سَبَوا لم يبقَ جَديرْ

لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ

نبكي من حزنٍ ملتهِبِ

ولكن حتماً سَنُلْقِنُهُ الداءَ العَسيرْ

*9*

 

يا شبَحَ التقتيلِ ما أفْنَيتْ

لا كُثْرَ عَدى أعدادِ الموتْ

الصَوتُ، الصَمتُ, الموتْ

*10*

 

يا شَعبي، طُلاَّبٌ تَقتلهُ إجرامُ الإرهابْ

يا قومي، عراقٌ تُنْحِرهُ ذِئابُ الإرهابْ

يا ديني، صِغارٌ تُحرِقهُ وحوشُ الإرهابْ

ولكن صَبرا يا شُهدائنا

ولَكمْ عهدٌ يا أبْـرارَنا

*11*

 

تَبـَّاً لأبي لَهَبِ العُظَيمِ

تَبـَّاً لإرهابِ الطُلابِ

فحتماً سنردعُ الإرهاب الشَريرْ

ولكن صَبْراً سَنُقْذِفُهُ النَارَ السَعيرْ

*12*

 

* القصيدة تجمع بين التنظيم العمودي والحر لتفعيلات بحري الرجز والسريع، وهي مستوحاة من قصيدة "كوليرا" للشاعرة نازك الملائكة

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com