|
نـعـي حـمـاس علي الشلاه
امس نقلت وكالة انباء رويتر الشهيرة خبر وفاة حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين – حماس- لحظة صدور بيانها الأحمق بنعي الارهابي الاردني ابي مصعب الزرقاوي زعيم الموت والدمار في بلاد الرافدين ، ماتت حماس في قاموس الشرف والأخلاق وحركات التحرر، ماتت حماس في عيون الابرياء والشعوب الحرة، ماتت في عرف رسالات السماء السامية وقوانين البشر المحترمة، ماتت حماس في ذاكرة المستقبل وقتلت كل شهدائها الذين استشهدوا على يد الاحتلال الاسرائيلي وحولتهم الى ارهابيين لقوا مصرعهم في تبادل اطلاق نار، بعد ان تحول الزرقاوي ذباح العراقيين وبطل قطع الرؤوس ووضعها في كارتونات الموز او رميها في الشوارع فجراً ومفجر ضريح الامام علي ومصليه والموظفين في المركز الصحي في بابل وزوار كربلاء في عاشوراء وعمال ساحة العروبة في الكاظمية ومرقد الامامين العسكريين في سامراء وطلبة الجامعات والعمال الجنوبيين الفقراء في مرآب النهضة والمتبتلين في كنائس بغداد والموصل وكركوك وموظفي الامم المتحدة والعاملين في السفارة الاردنية في بغداد والمحتفلين باعراسهم في فنادق عمان ومتطوعي الجيش والشرطة الذين هم عماد رئيس من اعمدة الدولة العراقية التي ينبغي ان تكون رمز السيادة العراقية التي تمهد لرحيل القوات الاجنبية من بلاد الرافدين. ان القول بشرعية جهاد الزرقاوي يعني عدم شرعية حماس نفسها التي هي اليوم في السلطة الفلسطينية بفعل اتفاق مع محتل غاشم وهي موجودة بارادة ذلك المحتل فهل تجيز حماس للجهاد مثلاً ان تقتل مسؤوليها الذين يقولون انهم وزراء لأنهم موجودون في مناصبهم بارادة اسرائيل المحتلة ووفقاً لاتفاقات مجحفة فرضتها هي ؟ واذا كانت هي قادمة عبر انتخابات في ظل الاحتلال فان ملايين فلسطينيي الشتات وهم اضعاف من ذهبوا للتصويت في الاراضي المحتلة لم ينتخبوها ويعيبون ماتقوم به جهاراً نهاراً فكيف تنتقص هي من الحكومة العراقية المنتخبة من غالبية العراقيين بمختلف منابتهم ودياناتهم واعراقهم ومذاهبهم بل انها اول حكومة ديمقراطية ذات تمثيل شعبي حقيقي في تاريخ العراق الحديث منذ قيامه حتى اليوم مهما يكن رأينا في الاسماء والشخوص. ان اخطر ما في نعي حماس لزرقاويها ليس في دعايته التافهة لمجرم قاتل ذي عقد نقص ناتجة عن طفولة غير سوية قادته الى العدالة الاردنية في تهم غير شريفة قبل ان يتحول الى الاتجار بالجهاد والاسلام، بل هو في تأثيره على مصداقية القضية الفلسطينية واساءته الى النضال والجهاد الفلسطيني من خلال فرض مقارنة ماقام ويقوم به الارهاب من فظائع يأباها كل شرع ودين في العراق مع ما تقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية من نضال وجهاد لتحرير وطنهم من الاحتلال وكذلك في الأثر البالغ السوء الذي يتركه هكذا نعي على العلاقة الأخوية المفترضة بين الشعبين العراقي والفلسطيني عندما يرى العراقيون الذين دفعوا كوكبةً غير قليلة من خيرة ابنائهم دفاعاً عن القضية الفلسطينية في كل المعارك والحروب والانتكاسات القيادة المنتخبة للشعب الفلسطيني تمجد قتلتهم ومشعلوا الفتنة الطائفية في وطنهم وتصفهم بانهم شهداء الامة ، فأية امة هذه التي يقتل شهداؤها نساءها واطفالها ورجالها ويهدمون مقدساتها ولا ينجو شجر او حجر من اعمالهم وشرورهم. ان السؤال الأخطر الذي يجب ان تجيب عليه حماس اليوم هو رأيها في فتاوى الزرقاوي بقتل المخالفين وخصوصاً المسلمين الشيعة وهل تعتقد حماس مثل سيد شهدائها الزرقاوي بان حليفها حزب الله اللبناني مثلاً منظمة اسرائيلية وانه يجب ابادة ثلثي الشعب العراقي لأن نعيها له ووصفه بشهيد الامة يعني الموافقة على نهجه الذي قضى عليه وهو قد يعني تنسيقاً سابقاً معه ودعماً له في جرائمه التي لا تحصى وهو يعني ايضاً ان ماتتهم به حماس في الاردن من محاولات لتعكير الامن واقعي وقابل للتصديق بموجب النعي المشؤوم. لقد نعت حماس نفسها مع الزرقاوي وعلينا ان نقرأ عليها الفاتحة، وما لم تعتذر حماس عن كل ماسبق فانها ساقطة في نظر كثيرين من سجل حركات التحرر وان حماس الجديدة حركة ارهاب زرقاوية في البعدين العربي والاسلامي على الأقل اما في البعد الفلسطيني فذلك شأن الفلسطينيين ولن نصادرهم كما فعلت حماس. * كاتب عراقي
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |