|
هل بمقتل الزرقاوي تنتهي نظرية المواّمرة؟ صاحب مهدي الطاهر / هولندا كما هو داب الكثير من ابناء شعبنا برزت شخصيات معروفة مولعة بما يعرف بنظرية المواّمرة ،اذ غالبا ما يُسند العمل الطيب على ضوء هذه النظرية بنوايا خبيثة مرتبطة بالجانب الاخر الذي افترضوه انه عدوا لهم فمنذ الايام الاولى التي تحدث فيها االرئيس الامريكي عن ضرورة اسقاط النظام صدام حتى شكك الكثير بهذا الكلام متهما الجانب الامريكي بانه سوف يتنصل من وعوده حالما يرضخ صدام الى كل المطالب الامريكية ومن ضمنها طبعا صفقات البترول ،حينها جاء الرد الامريكي والبريطاني سريعا انه لا مجال ابدا للقبول بنظام صدام مهما كانت المغريات والحوافز والتنازلات التي يُقدمها هذا النظام ،وقد عبر في حينها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن رفضه المطلق بالعرض الذي قدمه صدام في رسالته اليه عبر النائب العمالي توني بن والذي التقى صدام قبل ايام من سقوطه والتي يقترح فيها صدام ان يُصار الى اتفاق شامل بما يخص النفط ،وهي اشارة واضحة الى مغريات نفطية حاول صدام تقديمها الى كلا من بلير وبوش، فوقعت الحرب في 19-3-2003 ودخلت قوات التحالف الاراضي العراقية ! ومع هذا ظل المتشككون كماهو حالهم يطعنون بنوايا الاخرين تقودهم نظرية الموامرة التي عشعشت في عقولهم بشكل راسخ! اذ اصروا على رايهم ان هذه القوات لن تسقط نظام صدام بل سوف تحاك اتفاقية من نوع ما بين الجانبين تفضي الى بقاء صدام او البعث على سدة الحكم ،فسقط صدام وسقط نظامه وسقط البعث! ولكن هؤلاء لم يعودوا الى رشدهم بل قالوا ان الامركيين لن يطاردوا ازلام النظام السابق لانهم كما يدعون سينكشف المستور من المؤامرات والخبايا التي لا يرد الامريكان كشفها ،فجاء نبا مصرع المجرمين قصي وعدي !فشكك هؤلاء اولا بهذا الخبر في الوهلة الاولى وعندما عُرضت صورهما على شاشات التلفزة واصبح الشك يقين، ادعوا ان الامريكان كان بوسعهما القبض عليهما احياء لكنهم قتلوهما لكي يتستروا على الاسرار والخبايا التي بحوزتهما والتي تدين الامريكان! بعد ذلك اشاعوا هؤلاء ان الامريكان لن يقبضوا على صدام بل سيبقوه حرا لكي ينفذوا عن طريقه مخططاتهم التي تخدم مصالحهم في العراق كما يعتقدون ، فجاء نبا القبض على صدام في حفرته الشهيرة! فقالوا هذه المرة انهم اي الامريكان كان بوسعهم ان يقتلوه لكنهم ارادوا ان يبقوه حيا لكي ينقلوه الى امريكا او الى قاعدتهم في قطر او على متن احدى سفنهم المتواجدة في الخليج فهو حليفهم ولن يفرطوا به ابدا واذا بالمحكمة الجنائية العراقية الخاصة بمحاكمة صدام ورموزه قد تشكلت لهذا الغرض! فقالوا ان الامريكان لن يبثوا المحاكمة على الهواء والا فضحهم صدام وعراهم امام الجميع واذا بالمحاكمة تبث على الهواء وبصورة مباشرة! قالوا بعدها ان الامريكان لن يساعدوا العراقيين على اجراء انتخابات حرة ونزيهة لانها سوف تفضي بالتاكيد الى قيادة اسلامية واذا بالانتخابات تجرى بكل شفافية ونزاهة وباعتراف العدو قبل الصدق ! ثم قالوا ان الامريكان سوف يزورا الانتخابات وسوف ياتون باشخاص قريبين منهم مثل اياد علاوي او الجلبي واذا بالانتخابات تفضي الى فوز السيد الجعفري والتيار الديني! لم يبق الا ابو مصعب الزرقاوي على حلبة المسرح العراقية تطارده القوات المتعددة الجنسيات واذا بهؤلاء المتشككين المرضى نفسيا يشككون اصلا بوجود هذا الرجل اذ قالوا انه لا وجود لهذه الشخصية على ارض الواقع وان الزرقاوي قد فارق الحياة منذ امد بعيد وان الادعاء بانه على قيد الحياة انما هي مؤامرة خبيثة صنعها الاحتلال لكي ينفذ مخططاته الخاصة بالعراق وان كل اعمال القتل والتخريب والخطف وتدمير الاماكن المقدسة وضرب الزائرين وقتلهم انما هي من ايدي الاحتلال رغم كل البيانات التي يصدرها تنظيم القاعدة بزعامة ابو مصعب الزرقاوي والتي يتبنا فيها تنظيمه الارهابي هذه الاعمال فجاء نبا مصرع هذا المجرم فاصبح وجوده حقيقة راسخة ! فهل يعود هؤلاء الى رشدهم بعد كل هذه الحقائق ام انهم سوف يواصلون ما كانوا قد دابوا عليه؟ ان هؤلاء المتشككين واصحاب نظرية المؤمرة المقيتة مراجعة انفسهم وان يعترفوا بفضل القوات التي حررتهم من ابشع نظام دكتاتوري عرفته البشرية على مدى تاريخها الطويل وان يصبوا جهودهم على محاربة اعداء العراق الحقيقيون كما هو حال كل الخيرين من ابناء شعبنا الابي فهو الطريق الوحيد للوصول الى برالامان والازدهار والتقدم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |