|
العوامل المنشطة للأرهاب محمود الوندي صحيح كان يوم إنهزام الدكتاتورية يوماً عظيماً في التاسع من نيسان سنة 2003 ميلادية ، لقد كان حدثاً تأريخياً مهماً ، لهذا قد تعشمت الجماهير خيراً للقادم الذي تؤول اليه عملية بناء العراق الجديد ، ولكن أن ما تبقى من فلول النظام البعثي الدموي وحلفائهم من المرتزقة ، حاملوا أن يجعلوا من هذا اليوم التأريخي المجيد يوماً أسوداً ، وتحويله الى مأتم حزن وألام ، وافشال مسيرة الشعب العراقي نحو بناء المجتمع المدني ، وأيقاف حلمهم في المستقبل الديمقراطي الفيدرالي ، ودفع العراقيون نحو الهاوية ، ويكرسون كل جهودهم لأشعال نيران الحرب الأهلية ، للحيلولة دون وصول العراق نحو شاطئ السلام والأمان ، ومن خلال أجراءاتهم القمعية التي تصبغ الدماء طرقات وساحات وشوارع العراق، ويبثون الخوف والرعب في نفوس المواطنين ، ويزعمون أنهم يقاتلون الأحتلال وتطلق عليهم صفة المقاومة ، ومع الأسف هذه النغمة لجأت اليها بعض الأقلام العراقية التي تساهم في تخريب الوطن ، وتصطف مع أعداء بشكل المباشر أو غير المباشر . وفعلاً جعلوا هذا اليوم يوماً أسوداً---- لذا نرىالشعب العراقي يعاني من فقدان الأمن والأستقرار والضعف التام في توفير ما يحتاجه الأنسان يومياً من كهرباء وماء ووقود منذ سقوط النظام البعثي ، بسبب تعرضه الى العمليات الأرهابية من قبل البعثيين عندما أطمأنوا من عدم وجود ما يهددهم وبعد أن تواروا عن ألأنظار، وعادوا لتنفيذ جرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي مع الأرهابيين المتسللين عبر الحدود ، وهناك المزيد من المؤمرات والمخططات المشبوهه للنيل من عزيمته بواسطة الأحزاب والتيارات التي كثرت بعد سقوط النظام العراقي بمظهر الممثل لقومياتهم أو لمذاهبهم وتحدث دون حق بأسمائهم ، وتتوجه من قبل الأستخبارات دول الجوار التي تثبت تورطها بالشأن العراقي يوم بعد يوم ، وتصاعد هذه الأحزاب والتيارات ولائهم علنياً الى تلك الدول التي تغذيهم تارة بأسم الدين وبأسم القومية تارة أخرى ، حيث تمارس الميليشيات المحسوبة على تلك الأحزاب والتيارات الطائفية بعمليات القتل والأعتقالات الكيفية والتعذيب وحتى المحاكمات خارج القضاء العراقي في محاولة منها للهيمنة على مقدرات الشعب العراقي ، والهينمة على الثروة الوطنية بأساليب غير مشروعة والأستفادة منها لتحقيق المصالح الشخصية . لكن هناك إرهاب من نوع أخر يمارس ضد شعبنا وضد أقتصاد البلد الذي يحصل الآن أخطر من أرهاب الذي أشرنا اليه أعلاه ، وهو ببساطة تفشي حالة الفساد الأداري والمالي ، والفوضى والأضراب السياسي بكل أشكالها في هيكلية الدولة، وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقين ، لأن مصلحة الأشخاص المسيطرين على المؤسسات والدوائر الدولة بواسطة الأحزاب والتيارات تكون في كفة تغلب على المصلحة المواطنة والأنسانية ، وأنتشار سيادة المعايير الطائفية في تشكيل قوام الهيئات الحكومية على حساب الأنسان العراقي الحر الذي ضحى ما لديه في سبيل الوطن ، وتحول الجهازالأمن الحكومي الى ملاذات أمنة تحمي ضعاف النفوس وخنادق يتمترس فيها المفسدون، وبروز مرة أخرى ظاهرة عبادة الفرد وستفحل مثل السرطان الخبيث في الجسد بعض الأشخاص الذي يعاني منه الشعب العراقي منذ زمن نظام صدام ، لأن هولاء لا يهمهم على الأطلاق مصيرالشعب العراقي ولا يقيمون له وزناً لمستقبله . كل هذه العوامل التي تساعد على النشاطات الأرهابية والأجرامية المختلفة داخل العراق ، لأنه وفر مساحة للأيدي الخبيثة من داخل وخارج العراق لقيامهم بأعمال الأجرامية بحق الشعب العراقي ، وحرية حركة لتأجيج الخلافات والصراع الطائفي والقومي بين مكونات شعبنا، بسبب ضعف السلطة التنفذية والقضائية ولم تتخذ بحق هولاء المجرمين والمرتشين لحد هذه اللحظة أي أجراءات قانونية من قبل الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد سقوط نظام البعث ، مما سهل جهات رسمية وغير رسمية من دول الجوار تتدخل في شؤون العراق وزعزعة امنه ، والألتفاف حول بعض الأحزاب والتيارات السياسية وأحتوائها وأستغلالها للدفاع عن مصالحها وأتخاذها أداة التنفيذ أجندتها ضد القوات المتعددة الجنسية أو ضد الحكومة العراقية الجديدة . مطالبة الحكومة الجديدة بالتعامل مع الموضوع بجدية وجرأة بعيداً عن المجاملات ، وعدم ترك ساحة العراق مرتعاً للصراعات الدولية والأرهاب السياسي ، وعدم ترك شعبنا فريسة لعمليات القتل والخطف والسرقة وسفك الدماء .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |