نحو تفتيت معاصر

حسن ذياب / اعلامي في تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

الكتل السياسية اليوم مشغولة بطقوس تشكيل الحكومة وهي تصارع من اجل اختيار الهيئة الرئاسية لها. ولا يهم بالنسبة لي اذا انتخبوا مؤمناً او كافراً، لان الفائز مهما كان، لن يتمكن من ان يفعل شيئاً، لان بناء الحكم اصبح (موضة قديمة) كان المفروض ان تعرض قبل ثلاث سنوات. وفي تصوري لم تعد اية حكومة تتشكل باستطاعتها ان تتناسب مع حجم المشاكل التي تواجه هذا البلد. وهي تنتقل من ازمة الى اخرى.
ان السنين الثلاث المنصرمة احدثت موجة هائلة من التغيير في منظومة الثقافة العراقية. ولهذا قلت في مقال سابق انه ليس هناك حل سوى تطبيق فدرالية الاقاليم.
فاليوم بدأت موجة مرتبطة بالامس من التغيير خلقت معها تجمعاً جديدا، اهم مايميزه هو التفتيت حيث تنفصل فيه مركبات المجتمع الى فئات اصغر.
ونحن نرى هذا - التفتيت- في تفرع وسائل الاعلام في المجالات المختلفة، ونراه في الدين و في المذهب الواحد وكذلك هو واضح كل الوضوح في السياسة والتمزق الذي احدثته في بنيوية المجتمع العراقي.
ان هذا الانتقال من المجتمع المتكتل االى المجتمع المفتت سوف يحمل معه صراعاً مدمراً فهولاء الذين يولون اهتماماً خاصاً بالمجتمع المتكتل والذي كان المفروض ان يقولوا كلمتهم هذه بالامس ومن قبل كل تلك المذابح التي طالت الابرياء، هؤلاء  - سيتصارعون مع كل الحلول الاخرى.
اما النظام السياسي القائم فهو غارق في هذه الفرقة لانه صمم من اجل مجتمع اكثر تماسكا بكثير مما هو عليه اليوم - فالتوجه نحو التفتت مازال مستمراً الى حيث مستقبل المجهول، ولذلك فهو غير قادر (النظام السياسي) على مواجهة تلك الملايين المتفتتة. وعليه اذا كنا نريد لهذا النظام او الذي ستفرزه  المعادلات الغامضة حاليا، ان يؤدي وظيقته في عراق الازمات. فلابد من اعادة بنائه من جديد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com