|
ليس من سياستي ان اكون غير مبالياً في زمن تحاول فيه الدول العربية الشقيقة ان تتلاعب بحقيقة الواقع العراقي وتتجاوز فيه وبكل وقاحة على مشاعر ابنائه من خلال رثائها الزرقاوي واقامة مجالس العزاء له ، على الرغم من كون هذا الامر لم يفاجئني ولم يثير لدي أي اهتمام. ولكن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو حال العوائل التي قتل الزرقاوي وحزبه ابناءها. وكيف استقبلت نبأ تعازي الدول الشقيقة لمقتل الزرقاوي وكيف فسرت مواقف الحكومات والاعلام العربي المتعاطفة مع الزرقاوي كل هذا دفعني الى اجراء مقارنة فيما بين العوائل التي فقدت ابنائها جراء افعال الزرقاوي وبين كل الذين بكو الزرقاوي. بحثاً مني عن صاحب الحق بين الطرفين 0 فليس من العدل ان نقول ان الطرفين على حق. فالمنطق يفرض ان يكون احد المتضادين او (المتخاصمين حول موضوع معين) على حق والأخر على باطل . ومثل هذا الامر يدعوا الى معرفة موقع كل طرف من المتضادين على حده. فبالنسبة للعوائل التي فقدت ذويها في عمليات القتل التي شنها الزرقاوي ضدهم. لم يك لها موقفاً سياسياً او عقائدياً ضد الأمريكان او الزرقاويين فهم لم يكونوا سوى اناساً ابرياء يسعون وراء توفير رغيف العيش بشرف وكرامة فهم لم يكونوا عملاء للاميركان بمفهوم الزرقاوي ولم يكونوا متعاونين مع الارهاب بمفهوم الاميركان. كانوا عراقيون بالمعنى الوطني فقط. اما موقف انصار الزرقاوي فهو يحتمل تفسييرين الاول انهم يدعمون عمليات القتل الطائفية التي يقوم بها الزرقاوي ضد الشيعة بصورة خاصة والوطنيين بصورة عامة . وثانياً انهم ربما يجهلون حقيقة العمل الذي يقوم به الزرقاوي من قتل وتفجير الاناس الابرياء داخل العراق. هذه المقارنة البسيطة بين الموقفيين تكشف عن الجهة التي تقف مع الحق والجهة الاخرى التي تجانبه ونصيحتي في ختام مقالتي المتواضعة الى كل الاشقاء العرب هي ان يتدبروا في قوله تعالى ( واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالو أنما نحن مصلحون ) وان يكونوا على بينة مما يقولون والسلام على من اتبع الهدى .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |